المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: أفريقيا تحتاج إلى استثمارات لدرء التهديدات المناخية

08 سبتمبر 2022
فيضانات كثيرة أتت مدمّرة في دول أفريقية مختلفة منها السودان (إبراهيم حامد/ فرانس برس)
+ الخط -

أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اليوم الخميس، بأنه مع ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحار وظروف الجفاف والفيضانات، تؤثّر تداعيات تغيّر المناخ بطريقة غير متناسبة على أفريقيا، داعية إلى مزيد من التمويل لمساعدة البلدان على التكيّف.

وتُصدر أفريقيا ما بين اثنين وثلاثة في المائة فقط من انبعاثات الغازات المتسبّبة في الاحتباس الحراري في العالم، لكنّ درجة حرارة القارة ترتفع بشكل عام بطريقة أسرع من المتوسّط العالمي. وكان العام الماضي واحداً من أكثر أربعة أعوام حرارة على الإطلاق، بحسب ما ذكرت المنظمة في تقريرها الذي أتى تحت عنوان "حالة المناخ في أفريقيا 2021".

يأتي ذلك في الوقت الذي تطالب فيه أفريقيا، الدول الأكثر ثراءً والمسبّبة للتلوّث، بتقديم مزيد من الأموال لمشروعات التكيّف في القارة والتعويض عن الخسائر المرتبطة بتغيّر المناخ، وهي موضوعات من المتوقع التركيز عليها خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (كوب 27) في نوفمبر/تشرين الثاني في مصر، والذي يُطلَق عليه اسم "كوب الأفريقي".

وشدّدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية على أنّ الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في التكيّف مع المناخ أمر بالغ الأهمية، وأنّ التأثيرات المناخية يمكن أن تكلّف الدول الأفريقية 50 مليار دولار أميركي سنوياً بحلول عام 2030، ويأتي الجفاف والفيضانات في مقدّمة قائمة بواعث القلق.

وتسجّل مناطق في أفريقيا ارتفاعاً في منسوب مياه البحار بأسرع من المتوسط العالمي بمقدار مليمتر واحد سنوياً، الأمر الذي يؤدّي إلى تفاقم خطر الفيضانات الساحلية الشديدة.

كذلك ألقى تقرير المنظمة الضوء على تزايد اضطراب أنماط الأمطار الذي أدّى إلى أسوأ موجة جفاف في القرن الأفريقي منذ أكثر من 40 عاماً، وفيضانات مدمّرة في مناطق جديدة من القارة، بوتيرة أكثر تكراراً.

وقد سُجّلت في جنوب السودان أسوأ فيضانات منذ 60 عاماً في العام الماضي، ألحقت الأضرار بأكثر من 800 ألف من السكان، فيما شهدت تشاد هذا العام أغزر هطول للأمطار خلال أكثر من 30 عاماً، لتواجه مع بلدان أخرى عديدة في وسط أفريقيا وغربيها فيضانات موسمية.

وبيّن علماء المنظمة أنّ الحرارة الشديدة والأمطار الغزيرة تفاقمت بسبب تغيّر المناخ الذي يتسبّب فيه البشر، وسوف تزداد شدّتها وتواترها مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس إنّه بهدف تحسين مقاومة البلدان الأفريقية، "من الضروري أن تسرّع القارة الجهود لتأسيس أنظمة إقليمية ومحلية قوية للإنذار المبكّر وكذلك خدمات مناخية".

يُذكر أنّ التقرير قدّم تنبّؤاً قاسياً بالأزمات المرتبطة بالمناخ التي تهدّد أفريقيا، واستبعد أن تحظى أربع من كلّ خمس دول أفريقية بموارد مياه مُدارة على نحو مستدام في غضون سبع سنوات، ومن المتوقّع أن يؤدّي الإجهاد المائي وحده إلى نزوح ما يصل إلى 700 مليون شخص في الفترة نفسها.

(رويترز)

المساهمون