أعمال السرقة تؤرق حياة الباكستانيين

27 سبتمبر 2022
يشكو الباكستانيون انعدام الأمان (أندريه غوتييريز/الأناضول)
+ الخط -

كان جاويد أحمد يركب درّاجته متوجهاً إلى منزله في ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وما إن وصل إلى منطقة بير وداهي حتى اعترضته سيارة. خرج رجل منها وصوب مسدساً إلى رأسه، ثم طلب منه أن يعطيه كل ما لديه، فأخذ منه 75 ألف روبية باكستانية (نحو 316 دولاراً)، وهو المبلغ الذي كان ينوي استخدامه من أجل حفل خطبة شقيقته فاطمة، ولكن السارق أخذ منه المبلغ في وضح النهار.
ويقول أحمد لـ"العربي الجديد": "ادخرت هذا المال من راتبي الشهري من أجل حفل خطبة شقيقتي. لكن اللص أخذ كل شيء. مع ذلك، أشكر الله لأنه لم يضربني أو يأخذ مني الدراجة النارية أو الهاتف. أخذ المال فقط وفر بسرعة خشية ملاحقة الشرطة. لكن كيف عرف أنني أملك المال؟ ربّما كان يراقبني حين خرجت من المصرف ووصلت إلى هذه المنطقة الفاصلة بين مدينة راولبندي وإسلام أباد".
الأمر نفسه حصل مع الطالب الجامعي محمد همايون في الساعة العاشرة صباحاً ووسط السوق المكتظ بالمواطنين. وجاء شخصان على دراجة نارية وأخذا منه بقوة السلاح الهاتف الذي أرسله له شقيقه من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في قلب العاصمة إسلام أباد في منطقة جي 10 مركز. ورأى الناس السارقين يهربان على الدراجة النارية من دون أن يتحرك أحد لمنعهما.
ويقول همايون لـ"العربي الجديد" إن "سرقة الهاتف ليست بالحادث الجلل. لكن حمل السلاح في وضح النهار، وداخل سوق مكتظ بالناس، يؤكد أن هناك تقصيراً من قبل أجهزة الأمن الباكستانية، ما جعل السارقين يتجولون في الشوارع في وضح النهار وبلا خوف".
وأعلنت شرطة إسلام أباد، في العاشر من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، عن سرقة في منطقة راول جوك، وقد جاء شخصان في الصباح الباكر في ذلك اليوم وطلبا من الناس إخراج كل ما لديهم من نقود وهواتف، وأخذا منهم كل شيء بقوة السلاح، ثم هربا من موقع الحادث. وأشارت إلى أن الشرطة تسعى جاهدة من أجل القضاء على جرائم السرقة واعتقال الخلايا الضالعة فيها.

وعلى الرغم من تطمينات الشرطة والأمن، بات سكان العاصمة قلقين جداً ويشككون بأداء الشرطة، لأن كل أعمال السرقة تحدث في وضح النهار وليس ليلاً، كما حصل معظمها في مناطق كانت آمنة حتى الأشهر الأخيرة. لكن الآن، بدأت أعمال السرقة تنتشر فيها. ويقول محبوب أختر، وهو أحد سكان منطقة جي إليون في العاصمة، لـ"العربي الجديد": "حتى الأشهر الأخيرة، لم نكن نخاف. لكن حالياً، يأتي اللصوص، وخصوصاً إلى المنازل الخالية من أصحابها، لسرقة كل ما في داخلها. كما تكثر أعمال السرقة في الشوارع بقوة السلاح، وهو أمر مؤسف للغاية. في السابق، كانت تلك الجرائم موجودة في مدن أخرى، لكن العاصمة كانت آمنة في السابق على عكس اليوم. لذلك، حين يخرج ابني عثمان (15 عاماً) من المنزل أخاف عليه كثيراً، ولا أسمح له أن يأخذ معه هاتفه لأنني أخشى أن يلحق به أحد الضرر من أجل الحصول على الهاتف".

يشكك مواطنون بأداء الشرطة (آصف حسان/ فرانس برس)
يشكك مواطنون في أداء الشرطة (آصف حسان/فرانس برس)

ليست العاصمة الباكستانية وحدها التي تشهد أعمال السرقة والنهب، بل إن الظاهرة أصبحت متفشية في جميع أنحاء البلاد، وتحديداً في المدن الرئيسية، كمدينة كراتشي مركز إقليم السند، ومدينة لاهور مركز إقليم البنجاب، ومدينة بيشاور مركز إقليم خيبر بختونخوا، ومدينة راولبندي المجاورة للعاصمة، والتي تعد المدينة العسكرية وفيها مقر الجيش. 
ويحكي تيمور خان، وهو أحد سكان راولبندي، أن أعمال السرقة طاولت كل أنحاء المدينة، ولم تقتصر على سرقة المال والهاتف، بل أيضاً نهب الأموال من داخل المنازل. وفي السابع من الشهر الجاري، حصل حادث سرقة في منطقة جور جوك، ودخل عدد من السارقين إلى داخل المنزل بمساعدة فتاة كانت معهم، وربطوا كل أفراد الأسرة، ثم جمعوا كل الأشياء الثمينة من الذهب والنقود والهواتف والحواسيب، وأخذوها معهم ثم فروا هاربين.  

قضايا وناس
التحديثات الحية

يضيف تيمور لـ"العربي الجديد" أن "امرأة جاءت إلى المنزل مدعية أنها متسولة فأعطتها صاحبة المنزل بعض النقود، لكنها طلبت منها كوباً من المياه لأنها عطشى، فذهبت لتحضر إليها الماء وتركت الباب مفتوحاً. حينها، دخلت المرأة برفقة سارق وحملا  السلاح على النساء والأطفال الذين كانوا موجودين، وربطوهم ثم رموا بهم جميعاً داخل أحد المراحيض، وأخذوا كل المال". ولم تقتصر أعمال السرقة والنهب على عامة المواطنين، بل طاولت التجار وأصحاب الأموال. ويقول رئيس نقابة أصحاب مزارع الدواجن حاجي محمد أفضل، في مؤتمر صحافي في مدينة ملتان في الـ12 من الشهر الحالي، إنه بسبب أعمال السرقة التي يتعرض لها المستثمرون في القطاع، نحن نواجه مشاكل كبيرة، مطالباً الحكومة الباكستانية بتوفير الأمن والحماية اللازمة لهم.

المساهمون