- **الاستعداد لمواجهة شلل الأطفال**: اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي دفع WHO لإرسال مليون جرعة لقاح إلى غزة، لتزويد الأطفال دون الثامنة في الأسابيع المقبلة، وسط مخاوف من انهيار المنظومة الصحية.
- **التحديات والمطالبات بوقف إطلاق النار**: الحصار والعمليات العسكرية خفضت نسب التحصين ضد شلل الأطفال من 99% إلى 89%. يونيسف وأونروا دعوا إلى وقف إطلاق النار لضمان وصول اللقاحات للأطفال.
بعد عشرة أشهر من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، التي جعلت الفلسطينيين في جحيم وما ينجم عنها من تهديدات صحية، هكذا يبدو واقع تحصين أطفال غزة. وبينما يبدو المشهد سوداوياً في ما خصّ الأزمة الصحية التي يعاني منها الفلسطينيون في القطاع، كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنّها تمكّنت من تحصين 80% من أطفال غزة المحاصَرين والمستهدَفين باللقاحات الأساسية.
يأتي ذلك فيما يترقّب المعنيّون تزويد أطفال غزة باللقاح المضاد لمرض شلل الأطفال الذي رُصد الفيروس المسبّب له في عيّنات من مياه الصرف الصحي في أكثر من منطقة بالقطاع. وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد كشف، في مقال رأي نشره في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في 26 يوليو/ تموز المنصرم، أنّ مليون جرعة من اللقاح المضاد لهذا المرض ستُرسل إلى القطاع، وأنّ الفلسطينيين الصغار سيُزوَّدون به في الأسابيع المقبلة، في محاولة لوقايتهم من هذا المرض الخطر.
وفي تدوينة نشرها المفوض العام لوكالة أونروا، فيليب لازاريني على موقع إكس اليوم الأربعاء، أعلن أنّهم نجحوا بالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية في تحصين 80% من أطفال غزة منذ انطلاق العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. والتحصين هنا يعني تزويد الأطفال باللقاحات الأساسية منذ لحظة ولادتهم وبحسب برامج محدّدة، بهدف حمايتهم من أمراض عديدة تشكّل تهديدات على سلامتهم وحياتهم.
With thx to @UNICEF for providing the vaccines and in close partnership with @WHO, @UNRWA vaccinated 80% of children in #Gaza since the war began.
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) August 7, 2024
This helped curb the spread of preventable diseases despite the inhumane living conditions + overcrowded shelters & places of…
وإذ أشار لازاريني، في التدوينة نفسها، إلى أنّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هي التي وفّرت اللقاحات، بيّن أنّ عمليات التحصين التي نُفّذت، في الأشهر العشرة المنصرمة، ساعدت في الحدّ من انتشار الأمراض التي من الممكن الوقاية منها، على الرغم من الظروف المعيشية غير الإنسانية واكتظاظ الملاجئ ومراكز الإيواء.
وشدّد المفوّض العام لوكالة أونروا على أنّ "اللقاحات تُعَدّ عنصراً أساسياً للسيطرة على الأمراض مع تزايد المخاطر". وأوضح أنّ الفِرق الصحية التابعة للوكالة ملتزمة، بالتعاون مع الشركاء (منظمة الصحة العالمية ويونيسف)، قيادة حملة التحصين المقبلة ضدّ شلل الأطفال التي تشمل الفلسطينيين الصغار دون الثامنة من عمرهم في كلّ أنحاء قطاع غزة.
تجدر الإشارة إلى أنّ شلل الأطفال يمثّل اليوم تهديداً صحياً إضافياً راح يقلق المعنيّين منذ 18 يوليو المنصرم، عندما أُعلن للمرّة الأولى رصد الفيروس في عيّنات من مياه الصرف الصحي أُخذت من جنوب قطاع غزة ووسطه. يأتي ذلك وسط انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، نتيجة استهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي على مدى 306 أيام، ومنع إدخال الإمدادات الطبية والوقود وغيرهما إلى المنشآت الطبية في القطاع. وعلى الرغم من أنّ أيّ إصابة بالمرض لم تُسجَّل بعد، فقد أفاد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، في 31 يوليو المنصرم، بأنّ رصد إصابات بشلل الأطفال في قطاع غزة "أمر مرجّح"، محذّراً من أنّ ذلك يمثّل "انتكاسة للجهود الدولية المبذولة في إطار القضاء على المرض".
الحصار المشدّد يهدّد أطفال غزة في صحتهم
في سياق متصل، كان المتحدث باسم منظمة يونيسف جيمس إلدر قد بيّن، في نهاية يوليو المنصرم، أنّ أكثر من تسعة أشهر من الصراع تسبّبت بتراجع نسب التحصين ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة من 99% إلى 89%. وعبّر إلدر عن مخاوفه بشأن وصول اللقاح إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليه، نظراً إلى القيود التي تفرضها إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. فالحصار المشدّد وكذلك العمليات العسكرية البرية، ولا سيّما تلك التي أغلقت معبر رفح الحدودي مع مصر الذي كان يسمح بإدخال المساعدات، ولو أتت ضئيلة، السبب وراء حرمان أطفال القطاع لقاحاتهم الأساسية كلها.
وفي تدوينة لازاريني المشار إليها آنفاً، شدّد المفوض العام لوكالة أونروا على أنّ "التسليم السريع والآمن للقاحات أمر أساسي"، مضيفاً أنّ "الأهم من ذلك وقف عاجل لإطلاق النار من أجل إيصال اللقاحات إلى كلّ طفل" من أطفال غزة. وفي هذا الإطار، جدّد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار.
من جهته، كان غيبريسوس قد حذّر، في مقاله المنشور في "ذا غارديان"، من استمرار موت كثيرين في قطاع غزة من جرّاء أمراض، الوقاية منها ممكنة، ومن جرّاء جروح حرب يمكن علاجها، ما دام وقف فوري لإطلاق النار لم يُنفَّذ ولم تُسرَّع العمليات الإنسانية، بما في ذلك حملات تحصين هادفة تركّز على الأطفال الصغار.