عُثر على جثّة طفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام بالقرب من مقبرة تلّ النصر شمالي مدينة حمص، وفق ما نقلت صحيفة الوطن الموالية للنظام السوري اليوم الأحد. وتأتي هذه الواقعة بعد أيام من اختفاء الطفلة جوى استانبولي من حي المهاجرين في مدينة حمص وسط سورية.
وقد رُبط ما بين قضية الطفلة جوى استانبولي التي اختُطفت في الثامن من أغسطس/ آب الجاري، وجثّة الطفلة التي عُثر عليها اليوم، فيما لم تؤكّد أي جهة رسمية لدى النظام السوري أنّ جثّة الطفلة التي عُثر عليها اليوم تعود للطفلة جوى.
وأفادت صحيفة الوطن بأنّ الجهات المختصة توجّهت إلى المكان الذي وُجدت فيه الطفلة ملقاة، للمعاينة، في حين نقلت وسائل إعلامية أخرى أنّ وجه الطفلة وجسمها تعرّضا لتشويه كبير، الأمر الذي حال دون التعرّف إليها. وقد نُقلت جثّة الطفلة إلى "مستشفى الباسل الإسعافي" في حي الزهراء بمدينة حمص، حيث تُجري الطبابة الشرعية كشفاً عليها.
وكان والد الطفلة جوى استانبولي قد تحدّث إلى موقع "أثر برس" المقرّب من النظام، عن تفاصيل اختطاف ابنته، في تسجيل مصوّر قبل ثلاثة أيام، موضحاً أنّ طفلته اختُطفت من حيّ المهاجرين في المدينة عندما كانت والدتها تقف مع صاحبة محلّ تجاري في الحيّ، لتبدأ الوالدة مع الجيران عملية بحث عن الصغيرة، بمشاركة الشرطة التابعة للنظام، وسط ظنّ بأنّها ضائعة وليست مختطفة.
ولفت والد جوى إلى أن الأمن الجنائي تدخّل في محاولة للعثور على ابنته، لكنّه بعد مرور أيام على اختفائها صارت فرضية ضياعها مستبعدة، ليناشد من لديه معلومات عن ابنته أن يبلّغ عنها.
في هذا الإطار، يقول ياسر من سكان مدينة حمص لـ"العربي الجديد" إن "الوضع الأمني صار مخيفاً، وحوادث الاختطاف تتكرّر، وسُجّل عدد منها أخيراً، وطاولت أشخاصاً إمّا يتوجّهون إلى لبنان أو عائدين منه. وثمّة كلام حول اختفاء طفلتَين ووالدتهما اليوم الأحد خلال عودتهنّ من لبنان إلى حمص، لكن لا تأكيدات رسمية".
من جهتها تعلّق مروى الشيح على عملية العثور على جثّة الطفلة، متسائلة "إلى أين وصلنا؟ وكيف صارت حياتنا كابوساً؟". تضيف لـ"العربي الجديد": "نعيش خائفين على أولادنا، كنّا نتجوّل من دون التفكير بأيّ خطر عليهم".
من جهة أخرى، في مدينة القطيفة بمحافظة ريف دمشق، تعرّض الفتى علوان ن. البالغ من العمر 12 عاماً للتعذيب على يد والده مصطفى، وفق بيان نشرته وزارة داخلية النظام السوري يوم أمس السبت.
وأوضح البيان أن عناصر مركز شرطة القطيفة شاهدوا في أثناء دورية في المدينة طفلاً جالساً على الرصيف وعليه آثار سحجات، الأمر الذي أثار شكوكهم. فاصطحبوه إلى مركز المنطقة للاطّلاع على وضعه، فظهرت آثار تعذيب وحروق واضحة على جسده ولسانه. وأضاف البيان أنّ الفتى وهو من أهالي حلب وسكان القطيفة، أفاد بإقدام والده على تعذيبه وضربه وحرق جسده.
وذكر البيان أنه بعد إلقاء القبض على الوالد، اعترف بتعذيب ابنه وحرق جسده ولسانه بقضيب معدني، بالإضافة إلى ضربه. وبعد عرض الطفل على الطبابة الشرعية، تبيّن أنه مصاب "بسحجات رضية على الظهر والساعدين وأعلى الصدر مع حروق على اللسان والساعد الأيسر".
وقد ارتفع معدّل العنف ضدّ الأطفال في سورية لأسباب عدّة، بحسب الحقوقي عاصم الزعبي عضو "تجمع أحرار حوران" الذي يضمّ مجموعة من الصحافيين والناشطين الإعلاميين في جنوب سورية. ويوضح الزعبي لـ"العربي الجديد" أنّ "العنف ضدّ الأطفال بات منتشراً على نطاق واسع، بشكلَيه الجسدي والمعنوي".
ويشير الزعبي إلى أن "ثمّة قصوراً في القوانين الحالية المتعلقة بالأطفال. فقانون العقوبات السوري مثلاً لا يعاقب الأهل في حالة تأديب أبنائهم، ما لم يُلحقوا بهم ضرراً مادياً أو جسدياً. وهنا يجري التعامل مع المعتدي من الأهل وفق المواد 540 و541 و542 من قانون العقوبات". ويشدّد الزعبي على "ضرورة التمسّك بالقوانين العقابية وسنّ أخرى وقائية وعقوبات رادعة وعدم التراخي مع تطبيق تلك المتوفّرة".