أطفال سورية: أكثر من 30 ألفاً قتلوا منذ 2011 بينهم 199 بسبب التعذيب

04 يونيو 2024
وقفة في أعزاز للمطالبة بالإفراج عن النساء والأطفال بالسجون السورية، 8 مارس 2019 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في سوريا، يتعرض الأطفال لانتهاكات حقوقية جسيمة بما في ذلك الاختفاء القسري والتعذيب من قبل النظام السوري وأطراف أخرى، بالإضافة إلى محاولات قسد والشبيبة الثورية لخطف الأطفال وتجنيدهم قسرًا.
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت مقتل 30228 طفلًا منذ 2011 حتى 2024، بما في ذلك 199 طفلًا قتلوا بسبب التعذيب في عام واحد، وأكثر من 5263 طفلًا تحت الاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري.
- شهادات الناجين مثل محمد الحمصي وعلي سحلول تكشف عن الوحشية التي يواجهها الأطفال، حيث يمكن أن تؤدي أسباب تافهة مثل كتابة عبارات مناهضة للنظام إلى التعذيب والاعتقال، مما يعكس الخطر الدائم على الأطفال في سوريا.

يتعرّض أطفال سورية لمختلف أنماط الانتهاكات الحقوقية، إذ تواصل أطراف النزاع بمقدمتها النظام في إخفاء الأطفال قسراً، وتعريضهم للتعذيب والعنف في السجون، بينما كان نصيب آخرين في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الخطف والإخفاء على يد "الشبيبة الثورية"، رغم المطالب بإيقاف عمليات الخطف والتجنيد القسري. 

ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير صدر عنها، اليوم الثلاثاء، مقتل 30228 طفلاً في سورية منذ مارس/ آذار 2011 وإلى غاية يونيو/ حزيران 2024، بينهم 199 بسبب التعذيب خلال هذا العام، وما لا يقل عن 5263 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري.

أطفال سورية: النظام مارس أسوأ أشكال العدوان بحقهم

وأوضحت الشبكة السورية، في بيان أصدرته اليوم بمناسبة اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، أن النظام مارس أسوأ أشكال العدوان بحق أطفال سورية في ظل النزاع المسلح الداخلي، ولم تردعه عن ذلك مصادقة سورية على اتفاقية حقوق الطفل 1993، وأضافت أنّ بقية أطراف النزاع قد مارست أيضاً العديد من أشكال العدوان ضد الأطفال، إلا أنَّ النظام السوري تفوق على جميع الأطراف، من حيث كمِّ الجرائم التي مارسها على نحوٍ نمطي ومنهجي، والتي بلغت مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

مِن بين مَن تعرّضوا للتعذيب على يد قوات النظام عندما كان طفلاً الشاب محمد الحمصي، الذي قال لـ"العربي الجديد": "اعتقلت على حاجز للأمن العسكري بريف حمص، كنت عائداً حينها من المدرسة مع بعض الرفاق، كنا نمر على الحاجز يومياً عند الذهاب إلى المدرسة حينها دون أي مضايقات أو أي شيء". وأضاف: "اختلف الأمر في أحد الأيام بعد أن ناداني ضابط حاجز الأمن بالاسم، اقتادني اثنان من الجنود نحو الضابط الذي بدأ بضربي على الفور، بعد أن فتح دفاتري وكتبي المدرسية، حينها لم أدرك ما هي المشكلة، وكنت قد كتبت عبارة مناهضة للنظام على أحد الدفاتر، وخلال وجودي في المدرسة علموا بذلك. جردوني من ملابسي وبدأوا بضربي وشتمي، لكن حينها حالفني الحظ بتدخل أحد الأشخاص للإفراج عني. الوقت الذي أمضيته عندهم كان صعباً للغاية بسبب الضرب الذي تعرضت له، لا أعتقد أنني كنت سأصمد بحال بقيت أشهراً كحال الكثير من المعتقلين في السجون". تابع: "صحيح أن الحادثة وقعت قبل سنوات، وكنت حينها طفلاً، لكن بمجرد تذكر تفاصيلها أُصاب بالخوف الشديد".

أما علي سحلول، الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من العمر، فقد اعتُقل من قبل قوات أمن النظام في مدينة دمشق، وفق ما أوضح لـ"العربي الجديد" على خلفية مشاجرة بينه وبين أحد أبناء "الشبيحة" الذي منعه من المشاركة في إحدى المباريات المقامة في الملعب البلدي، القريب من مكان سكنهم، ليُعتقَل مساء ذلك اليوم من منزله، ويُغيَّب في سجون النظام أكثر من ثلاث سنوات. وبيّن سحلول أنه تعرض لشتى أنواع التعذيب والتجويع، وخرج من سجنه بعد أن اضطرت والدته إلى دفع الكثير من الأموال للمحامين والسماسرة، وما إن خرج حتى أرسلته إلى مناطق الشمال السوري، ومنها إلى تركيا مهرَّباً للإقامة والعمل مع أقربائه، خوفاً من تكرر اعتقاله مرة أخرى.

ومن بين أطفال سورية الضحايا، مالك أنس داؤودية المنحدر من بلدة معارة النعسان في ريف إدلب شمال غربي البلاد، وفق ما بيّنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير صدر عنها في مايو/ أيار الماضي، حيث قُتل جراء قصف مدفعية قوات النظام السوري بصاروخ حراري مضاد للدروع قرب منزله في الحي الشمالي من قرية معارة النعسان في ريف إدلب الشمالي الشرقي، وذلك في أثناء توجه الأطفال إلى مدرستهم "مدرسة الأمل".

خطف أطفال سورية 

وكانت هدى رمو والدة الطفلة آية حمام التي اختطفت في مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، قد تحدثت لـ"العربي الجديد" عن تجاهل "الشبيبة الثورية" والجهات المسؤولة في المدينة لمطالبها بإعادة ابنتها، وقالت في تسجيل صوتي عبر "واتساب": "ظننت أن ابنتي ذهبت إلى المدرسة في الساعة السابعة صباحاً، لكن في الساعة الواحدة ظهراً عرفت أنها تأخرت. كانت تذهب مع صديقاتها إلى المدرسة، سألت صديقاتها فأخبرنني أنها ذهبت إلى مركز الشبيبة الثورية في ذلك اليوم ولم تذهب إلى المدرسة، وذلك يوم السادس من مارس/ آذار، ذهبت وحدها في ذلك الوقت. راجعت المركز وراجعت المجلس العسكري وقدمت شكوى إلى دار المرأة، لكن لم يبلغني أحد عن مكان ابنتي".

وكانت الشبكة السورية قد أفادت بأنّ الطفلة آية حمام، من مواليد عام 2010، اختطفتها عناصر "الشبيبة الثورية" (جوانن شورشكر) التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" بهدف التجنيد القسري في أثناء توجهها إلى مدرستها "مدرسة التطبيقات" غربيّ مدينة منبج، في 6 مارس 2024، واقتادتها إلى أحد مراكز التجنيد التابعة لها.

المساهمون