غالباً ما يكون للتجارب السلبية والتوتر خلال مرحلة الطفولة تأثير كبير على الصحة النفسية والعقلية. ويرى أستاذ علم النفس في جامعة "هارفرد" ستيفن بينكر، بحسب موقع "سايكولوجي توداي"، أن العالم الحديث في أجزاء كثيرة من العالم أقل قسوة على الأطفال مما كان عليه في أي وقت مضى. مع ذلك، فإن الضائقة العقلية أو الاضطراب العقلي لم يعد محصوراً بالأطفال الذين واجهوا صدمات أو عايشوا المحن في وقت مبكر، والتوتر، عدا عن المصاعب الاجتماعية والحياتية، إذ غالباً ما يعاني أولئك الذين يعيشون في بيئات تقل فيها العوامل السلبية أو الخطرة من اضطرابات نفسية أيضاً.
وتعد التكنولوجيا الرقمية نعمة ونقمة بالنسبة للأطفال في آن. صحيح أن هناك فوائد كبيرة تتعلق بالتعليم والتواصل والتي تجلت خلال تفشي جائحة كورونا، إلا أن التوازن يبقى مهماً وكذلك تحديد وقت للشاشة، إذ لا بد من التركيز على أمور أخرى وأساسية تساهم في تطوير نمو الطفل. وهناك رابط بين مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون أمام الشاشة وبين عدم التنظيم العاطفي.
لا يعاني الأطفال من اضطرابات نفسية وعقلية بسبب الإفراط في استخدام الشاشات فقط، بل لأنهم يستخدمون الشاشات في محاولة لتنظيم عواطفهم وتهدئة أنفسهم.
العائلات اليوم متنوعة. وتخطو الإنسانية خطوات إيجابية في مجالات كثيرة، منها إيجاد وسائل للإنجاب. يبقى أن الأطفال بحاجة إلى والديهم، وقد يكون فقدان أو غياب أحدهما عن حياة الطفل مؤلماً للغاية. ويمكن أن يؤدي الطلاق، على سبيل المثال، إلى الضغط على الأطفال وتشتيتهم وتمزيقهم أحياناً من قبل الوالدين المتحاربين. في الوقت نفسه، تُفترض على الأهل اليوم تربية أطفالهم بوسائل معينة، غالباً ما تشعرهم بالذنب إذا ما واجه صغارهم مشاكل معينة. تختلف أساليب التربية عبر الأجيال ومن ثقافة إلى أخرى. وبطبيعة الحال، إن العقاب البدني يعد مخالفاً للقانون. مع ذلك، يكافح الأهل في أحيان كثيرة لفرض القيود والانضباط من دون اللجوء إلى العنف. في النتيجة، غالباً ما تكون العلاقات الأسرية معقدة ومتقلبة. ويمكن أن يحدث انتقال الخلل الوظيفي بين الأجيال عبر مجالات مختلفة من السلوك وداخل العلاقات الشخصية. يمكن أن يكون هذا مؤلماً من الناحية العاطفية بالنسبة للأطفال والأهل على حد سواء.