- الإصابات الناتجة عن الشظايا الإسرائيلية تسبب تهتكًا بالغًا، مما يجعل العمليات الجراحية معقدة ويعكس حالة النظام الصحي الكارثية في غزة.
- إغلاق معابر رفح وكرم أبو سالم يمنع وصول المساعدات الطبية ويهدد حياة المرضى، مع نداءات لتوفير المستلزمات الطبية وتخفيف العبء عن المستشفيات.
يرصد العديد من الأطباء واقعاً مأساوياً يدل على مدى تدهور النظام الصحي في مستشفيات غزة ونقص الإمدادات الطبية اللازمة لإنقاذ الجرحى والمصابين، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو ما يصفه الطبيب الأردني علي أبو خرمة، استشاري جراحة المنظار، قائلاً إن "أعداد المرضى والمصابين مخيفة جداً، وتفوق قدرة مستشفيات غزة الاستيعابية، ويتكدس المصابون بعضهم فوق بعض في ساحات المستشفى وعلى الأرض في الممرات، ويوجد مرضى مصابون دون أسرة".
مستشفيات غزة تستقبل إصابات غير طبيعية
كذلك يشير أبو خرمة إلى أن الإصابات التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة "غير طبيعية ولم نصادف مثلها من قبل"، موضحاً أن الشظية الواحدة من الصواريخ الإسرائيلية "قد تسبب تهتكاً في تجويف البطن"، ومشيراً إلى أن "العمليات الجراحية تستغرق وقتاً طويلاً يمتد من ساعتين إلى أربع ساعات للمصاب الواحد، وفي ظل الواقع الصعب والكم الكبير والمخيف من المصابين تكاد العمليات الجراحية تتوقف"، واصفاً الوضع الصحي في القطاع بـ"الكارثي".
ومع مرور ثلاثة أسابيع فقط على دخوله القطاع ضمن وفدٍ طبي أردني من مؤسسة "بروجكت هوم" الإنسانية (مقرها أثينا)، لمساعدة مصابي الحرب، يشكو أبو خرمة من النقص الشديد في الأدوات المطلوبة لإجراء العمليات الجراحية، ومواد التنشيف التي تستخدم في إيقاف النزيف، والمستهلكات والمستلزمات الطبية التي تكاد تنفد.
يقول إن "إغلاق معبر رفح البري يؤثر سلباً على المنظومة الصحية المنهارة"، موضحاً أن "الوفود الزائرة كانت تحمل معها بعض المواد الصحية أو المستلزمات الطبية او العلاجات لإتمام عمل الأطباء في غزة، ولكن هذا كله توقف حالياً مع إغلاق المعبر"، مضيفاً أن "إغلاق المعبر يعني عدم قدرة المرضى والجرحى على السفر لتلقي العلاج في الخارج للتخفيف من المأساة الطبية الموجودة في قطاع غزة بسبب استمرار الحرب، كما أن إغلاق المعبر يعني استشهاد او إنهاء حياة الكثيرين لتأثيراته الكبيرة على المنظومة الصحية".
وطالب الطبيب الأردني بتدخل عاجل لافتتاح نقاط طبية أخرى تعمل إلى جانب مستشفى "شهداء الأقصى"، سواء أكانت مستشفيات ميدانية أو عيادات طبية للتخفيف من معاناة الجرحى والمرضى، مشيراً إلى أن مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع يعمل وسط ضغط شديد جداً ونقص كبير من العاملين والكوادر والمستلزمات الطبية.
يذكر أن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة حذّرت أمس الأحد من أن النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية الضرورية في القطاع يهدد حياة المرضى مع استمرار إغلاق معابر رفح وكرم أبو سالم، مشيرة في بيان لها إلى أنّ القطاع يعاني من "النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية الضرورية لتقديم خدمات الطوارئ والعمليات والرعاية الأولية والعديد من الخدمات"، مضيفة أن رصيد المستشفيات وأماكن تقديم الخدمة من المستلزمات الطبية أصبح صفراً، الأمر الذي يهدّد حياة المرضى بالخطر، وناشدت كافة المؤسسات الإنسانية والأممية والدولية للعمل على توفير المستلزمات الطبية وإدخالها في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلاله لكافة معابر قطاع غزة.
ويعاني سكان قطاع غزة، ولا سيما نحو مليوني نازح، من نقص حاد في المواد الغذائية والخضراوات؛ جراء استمرار إغلاق إسرائيل معبر رفح لليوم الثالث عشر على التوالي ومعبر كرم أبو سالم لليوم الرابع عشر على التوالي؛ مما يدفع القطاع إلى براثن مجاعة، وفق تحذيرات منظمات إنسانية دولية.
(الأناضول، العربي الجديد)