أطباء أميركيون يدعون بايدن إلى حظر الأسلحة عن إسرائيل

22 اغسطس 2024
الطبيب أحمد يوسف متحدثاً خلال المؤتمر في شيكاغو، 21 أغسطس 2024 (لقطة شاشة)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أطباء أميركيون دعوا الرئيس بايدن لحظر الأسلحة عن إسرائيل فوراً بعد عودتهم من غزة، مشيرين إلى تدمير القطاع وجعل حياة المدنيين مستحيلة.
- الطبيبة تامي أبو غنيم وصفت الوضع في غزة بأنه كارثي، حيث القنابل والقناصة يستهدفون المدنيين، مؤكدة دعم الولايات المتحدة لهذا الوضع.
- الطبيب فيروز سيدهوا وصف العنف في غزة بأنه "إبادة جماعية"، مشيراً إلى تدمير خانيونس، بينما ناشد الطبيب مارك بيرلماتر بوقف تسليح إسرائيل فوراً.

بعد عودتهم إلى الولايات المتحدة الأميركية من قطاع غزة المحاصر والمستهدف بحرب إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، دعا أطباء أميركيون الرئيس جو بايدن وإدارته إلى حظر الأسلحة عن إسرائيل فوراً. جاء ذلك في مؤتمر صحافي، عقده هؤلاء الأطباء المشاركون في المؤتمر الوطني الديمقراطي المتواصل في شيكاغو، أوّل من أمس الثلاثاء. وأشاروا إلى أنّ الحرب الإسرائيلية دمّرت قطاع غزة، محذّرين من أنّ في حال لم تفرض واشنطن حظراً فورياً للأسلحة عن إسرائيل، فإنّها "سوف تبقى شريكةً لها في الجريمة".

الطبيبة الأميركية تامي أبو غنيم من بين هؤلاء الذين أدّوا مهام إنسانية في قطاع غزة، وقد عادت أخيراً من هناك. أشارت أبو غنيم إلى أنّ الهجمات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من 10 أشهر "جعلت حياة أيّ مدني في قطاع غزة مستحيلة حرفياً". وفي وصفها الوضع هناك، قالت أبو غنيم: "لم يكن ممكن قيامنا بعملنا فيما القنابل تتساقط، والقناصة الإسرائيليون يستهدفون الأطفال والمدنيين، والمروحيات الإسرائيلية تهبط على مجموعات المدنيين"، مشدّدةً على أنّ "إسرائيل جعلت مهمّتنا مستحيلة بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأميركية". وحضر زملاء أبو غنيم المؤتمر الصحافي واضعين الكوفية الفلسطينية، ولفتوا إلى أنّ من غير الممكن نقل كامل "الأبعاد المرعبة" لما شهدوه في قطاع غزة.

بدوره، مكث الطبيب الأميركي فيروز سيدهوا في قطاع غزة في الفترة الممتدّة من 25 مارس/آذار 2024 إلى الثامن من إبريل/نيسان منه، وقال في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين إنّه شاهد بأمّ عينه "عنف الإبادة الجماعية". أضاف سيدهوا "رأيت رؤوس أطفال تتهشّم ليس مرّة واحدة ولا مرّتَين، إنّما حرفياً في كل يوم، وبالرصاص الذي دفعنا ثمنه"، وتابع "رأيت الدمار الرهيب والممنهج لمدينة خانيونس (جنوب) بأكملها".

في المؤتمر الصحافي نفسه، تُليت رسالة كتبها الطبيب الأميركي اليهودي مارك بيرلماتر من قطاع غزة، ناشد فيها بدوره حظر الأسلحة عن إسرائيل فوراً. جاء فيها: "لم يسبق لي قط أن رأيت طفلاً صغيراً مصاباً برصاصة في الرأس ثمّ في الصدر. لم أتخيّل قطّ أنّني سوف أرى حالتَين مماثلتَين في أقلّ من أسبوعَين. لم يسبق لي أن رأيت عشرات الأطفال الصغار يصرخون من الألم والرعب (...) لم أتخيّل قطّ كيف سيكون شكل مستشفى عندما يتحوّل إلى مخيم للنازحين".

وأشار بيرلماتر، في الرسالة نفسها، إلى أنّ "حكومة الولايات المتحدة الأميركية واصلت تمويل هذه المذبحة الرهيبة، ليس لمدّة أسبوع ولا شهر، إنّما لمدّة عام تقريباً". وشدّد: "من أجل الفلسطينيين والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل واليهودية وحتى القانون الدولي والبشرية جمعاء، أرجو التوقّف عن تسليح إسرائيل".

حظر الأسلحة عن إسرائيل قد يجنّب أطفال غزة إصابات في الرأس والصدر

وعلى هامش المؤتمر الصحافي، تحدّث سيدهوا لوكالة الأناضول عن الناس في قطاع غزة الذين "يحاربون الجوع كلّ يوم"، لافتاً إلى أنّ إسرائيل "تتعمّد ذلك (تجويعهم)". أضاف: "رأيت صراعات كثيرة. لكنّك بمجرّد أن تذهب إلى فلسطين، لا يمكنك (...) نسيان ما يجري هناك، لأنّ الأشياء التي تراها مروّعة حقاً".

وأشار سيدهوا إلى "استهداف الأطفال بالأسلحة"، مضيفاً "بصراحة لم أتوقّع رؤية ذلك. كنت أعرف أنّ أطفالاً كثيرين استُهدفوا وقُتلوا، وكنت أعتقد أنّ ذلك نتيجة التفجيرات. لكنّ الإصابات في الرأس"، وأوضح أنّه كان يرى يومياً أطفالاً "مصابين بالرصاص في رؤوسهم". وإذ رأى أنّ ذلك "استهداف متعمّد للأطفال"، شدّد على أنّه "لا يمكن للإدارة الأميركية دعم مثل هذا الأمر". وتابع: "لا ينبغي للحكومة الأميركية أن تموّل هذا، ولا ينبغي للحكومة الأميركية أن تكون طرفاً في هذه الجرائم"، مشيراً إلى أنّ "لا أحد يدعم ذلك إلا الإسرائيليون".

من جهتها، قالت أبو غنيم لوكالة الأناضول: "ذهبت إلى قطاع غزة مرّتَين خلال الأشهر الستة الماضية، وحاولنا علاج مئات الأطفال والنساء الذين أصيبوا بجروح خطرة بسبب رصاص الجنود الإسرائيليين والقنابل والشظايا وحطام المباني". أضافت "في المهمّة الأخيرة ما بين يوليو/تموز الماضي وأغسطس/آب الجاري، عملت في ظلّ ظروف صعبة جداً بوجود جنود إسرائيليين في خانيونس".

وروت الطبيبة الأميركية أنّها شاهدت كيف "استهدف جنود إسرائيليون مدنيين وأطفالاً بصورة متعمّدة" وكيف "انفجرت ألغام إسرائيلية في أطفال يلعبون في مقبرة". وأكملت أنّها شاهدت "أطفالاً مصابين بطلقات نارية في البطن والصدر". ووصفت أبو غنيم الجروح التي شاهدتها بصفتها طبيبة في مهمّتها الأولى بـ"الفظيعة"، مؤكدةً أنّ تلك التي شاهدتها في مهمّتها الثانية "كانت أسوأ من الأولى". ويبدو هذا مبرّراً مشروعاً من أجل حظر الأسلحة عن إسرائيل على الفور، قبل أن تتفاقم الأمور أكثر. 

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون