أصحاب الأمراض المزمنة يعانون لتأمين الأدوية في الشمال السوري

22 ديسمبر 2022
يصعب على النازحين تأمين الأدوية (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

لا تتوفر معظم الأدوية التي يحتاجها النازحون المصابون بالأمراض المزمنة في مناطق شمال غرب سورية. وفي حال توفرت، يكون الحصول عليها بالنسبة إليهم صعباً بسبب أسعارها المرتفعة، كونهم يعانون أوضاعاً معيشية صعبة ولا يملكون مصادر للدخل.

ويلجأ النازحون إلى الصيدليات الخيرية والمستوصفات في المنطقة بهدف الحصول على الأدوية في حال وجدت، لكنهم يؤكدون أنها في معظم الأحيان تكون غير متوفرة، ما يدفعهم لشرائها من الصيدليات. ويُناشد كثيرون المنظمات المعنية أن تساعدهم في تأمين هذه الأدوية التي لا يمكن لهم تركها.

ويوضح خالد أبو العيون، النازح من مدينة كرناز في ريف حماة الشمالي ويقيم في الوقت الحالي بمخيم للنازحين شمال إدلب، في حديثه لـ "العربي الجديد"، أنه يصعب عليه في الوقت الحالي توفير الأدوية اللازمة له نظراً لسعرها المرتفع. ويقول: "أعاني من احتشاء في عضلة القلب وقد خضعت لعملية جراحية سابقاً. لا يمكنني الاستغناء عن الأدوية أبداً، وأحتاج إلى مائة حبة من مضاد تخثر شهرياً. أحاول دائماً البحث عنه في الصيدليات المجانية لكن البحث لا يثمر ولا أجد الدواء في معظم الأحيان فأضطر لشرائه. نرجو أن تعمل الجهات الصحية على توفير هذا النوع من الأدوية لنا".

أما عبد المجيد حاج علي، فيوضح في حديثه لـ "العربي الجديد" أن ابنه البالغ من العمر 8 أعوام يعاني من تشمع في الكبد ويحتاج إلى أدوية طوال حياته. يضيف: "الأطباء على علم بوضع إبني. لديّ تحويل للدخول إلى تركيا، لكن لكون عمر إبني دون العشر سنوات، لا يمكن لي أن أكون مرافقه. لذلك، لا يمكن لي أن أتركه يذهب وحيداً إلى تركيا. حالياً، يحتاج إبني إلى أدوية شهرياً بنحو 150 دولاراً، وهذه الأدوية تأتي من مناطق سيطرة النظام حصراً. وعندما تتوفر الأدوية، يخبرني الأطباء والصيادلة بالأمر. قبل فترة، ذهبت إلى مدينة الدانا شمال إدلب للحصول على الأدوية. أنا مجبر على توفيرها رغم كل المصاعب التي أعيشها، وأناشد كافة الجهات الطبية أن تساعدني في تأمين أدوية ابني التي يحتاجها دائماً".

ويقول الحاج خضر أبو حيان لـ"العربي الجديد": "بلغت من العمر 77 عاماً، وأعاني من دوخة وزوجتي تعاني من مرض السكري وهي كبيرة في السن مثلي، وتحتاج أدوية السكري على الدوام. كذلك، أحتاج الأدوية على الدوام، ولا تتوفر هذه الأدوية مجاناً ودائماً ما نشتريها".

أما أحمد الأحمد المقيم في تجمع مخيمات كفرلوسين، يؤكد لـ "العربي الجديد" أن تأمين الأدوية في الوقت الراهن رغم توفرها بات صعباً على النازحين. ويقول: "الأدوية التركية غير فعالة مقارنة بالأدوية الأخرى المتوفرة، وخصوصاً تلك المتعلقة بالسكري. اضطر الأطباء لإعادة استخدام دواء السكري السابق الذي كانت تستخدمه وأخبروها أن الدواء التركي الذي استخدمته لفترة غير مجدٍ. أعتقد أن موضوع الأدوية بحاجة ضبط أكبر وبحاجة جهود أكثر لتوفيره لذوي الأمراض المزمنة".

ويوضح منسق شبكة الإنذار المبكر في منطقة درع الفرات الطبيب محمد الصالح، لـ "العربي الجديد"، أن معظم الأمراض المزمنة ترتبط بظروف الحرب والنزوح والتهجير وضيق المعيشة في سورية. وبين هذه الأمراض السكري والقلب والأوعية الدموية والضغط والأمراض المرتبطة بالصحة العقلية بسبب الحرب.

المساهمون