افتتح أمس، الإثنين، معرض أشغال يدوية لثلاثين طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة إدلب، شمال غربي سورية، ويستمر لمساء الخميس المقبل، في مقر "الجمعية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة"، بعد تحضير استمر لأكثر من شهرين بأدوات بسيطة جدا ومتواضعة بهدف تقديم أطفال الاحتياجات الخاصة للمجتمع وتفعيل قدراتهم وتنميتها.
وقال مدير الجمعية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة طلال قريد لـ"العربي الجديد": "المعرض فرصة لنقول لمجمتعنا إن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن تدريبهم وتفعيل دورهم، نحاول أن نثبت ولو قليلا أن هؤلاء الأطفال هم صلب المجتمع، وبعد الاهتمام بهم كما يجب سيكونون قادرين على إنجاز شيء".
وأضاف "بمساعدة المعلمات قدم طلاب الجمعية الرسومات والمجسمات من صنع أيديهم باختلاف الاختصاصات لدينا، وهم طلاب التوحد، ومتلازمة داون، وصعوبات تعلم، وشلل دماغي، وإعاقة حركية".
وتعاني محافظة إدلب من نقص كبير في عدد المراكز التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة لمن هم فوق الرابعة عشرة، بالرغم من وجود بعض المراكز القليلة إلا أنها تستقبل الأطفال من عمر سنتين حتى الرابعة عشرة، بعدها يصبح مستقبل المريض مرهونا باهتمام العائلة نفسها.
من زوار المعرض هدى وزاز، والدة الطفلة رغد عيد، تقول لـ"العربي الجديد": "سعدت كثيراً باشتراك طفلتي بهذا المعرض وإنجازها شيئا، طفلتي في وضع جيد بعد انتسابها لهذه الجمعية وأصبحت علاقتها جيدة بمجتمعها وأصبحت لديها ردود فعل لم نكن نتوقعها بعدما كانت سابقا تعيش حياة العزلة وتفضل عدم الاقتراب من أي شخص".
بدورها، تقول آلاء شرتح، والدة الطفل محمد زيدان، لـ"العربي الجديد"، إن "المعرض مهم جدا لتحقيق محمد أهدافه الجديدة وتعزيز الأهداف التي أنهاها سابقا. يعاني ولدي محمد من ضمور دماغي واضطراب بالنطق، كان يحب العزلة وعدم الاجتماع بأي شخص ومزاجيا جدا، أما الآن وضعه في تقدم دائم ويحب زملاءه ومعلمته ويفضل عدم التغيب عن الجمعية".
ووفق الأمم المتحدة، فإن ما يقارب 28 بالمائة من السوريين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا الرقم هو ضعف المتوسط العالمي، وهو ناجم عن الحرب وانعدام الرعاية والخدمات، حيث يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة من ظروف صعبة بمن فيهم الأطفال.