أسرى فلسطينيون يواجهون أوضاعاً صحية صعبة وسط انتهاكات الاحتلال

05 يوليو 2021
دعم للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (عصام ريماوي/ الأناضول)
+ الخط -

يُواجه خمسة أسرى يقبعون في سجن النقب الصحرواي أوضاعاً صحية صعبة ومقلقة. وتتطلب حالة البعض الصحية، وخصوصاً أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، إلى علاج فوري، وقد مرّ على البعض سنوات في انتظار تحديد موعد لإجراء عملية جراحية. يأتي ذلك في وقت دخل إضراب الأسير الغضنفر أبو عطوان، اليوم، يومه الـ62 على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداريّ، وسط تدهور وضعه الصحيّ، وقد أعلن امتناعه عن شرب المياه بدءاً من أمس الأحد.

واستعرضت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان، جانباً من الانتهاكات الطبية التي يتعرض لها الأسرى المرضى في معتقل النقب، موضحة أنّ إدارة المعتقل تمعن بإهمالهم طبياً ولا تتعامل مع أمراضهم وآلامهم بشكل جدي، كما تتبع أسلوب المماطلة والتسويف بتقديم العلاج لهم.

وتشير إلى أن الأسير فؤاد الشوبكي (81 عاماً) الملقّب بـ"شيخ الأسرى"، والذي يتحدّر من مدينة رام الله، يواجه مشاكل صحية عدة نتيجة تقدمه في السن. ويعاني من سرطان البروستات وأمراض في القلب والمعدة والعيون، ويحتاج إلى رعاية صحية خاصة. وقد تعرض طوال سنوات اعتقاله لإهمال ممنهج.

من جهته، تعرّض الأسير ماهر القواسمي (42 عاماً)، وهو من مدينة الخليل، للدغة ذبابة في رجله قبل نحو شهرين، ما أدى إلى إصابته بتسمّم مكان اللدغة وتورم وتآكل في الجلد ونزيف، فنقل إلى عيادة في المعتقل، لكن العاملين في العيادة اكتفوا بإعطائه مضاداً حيوياً من دون إجراء أية فحوصات. وبعد فترة، نقل إلى مستشفى "سوروكا" وتبين أن اللدغة تسببت له بالتهابات حادة، لكنّ الأطباء اكتفوا بإعطائه مرهما خارجيا، علماً أنه حالته تزداد سوءاً. 

وينسحب الإهمال على الأسير طارق صلاح (42 عاماً) من مخيم جنين، والأسير هشام عواد (20 عاماً) من مخيم عسكر في مدينة نابلس، والمعتقل إدارياً، والأسير فاروق عيسى (28 عاماً) وهو من قرية أبو شخيدم في رام الله.

في سياق منفصل، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن تحسّناً طفيفاً طرأ على الوضع الصحي للأسير إياد حريبات الذي كان قد تعرض لإهمال طبي منذ اعتقاله عام 2021. وأشار إلى أن وضعه الصحي تدهور مؤخّراً بسبب مشاكل مزمنة، نُقل على أثرها إلى المستشفى وخضع لعملية جراحية، إلا أنّ الإدارة أعادته إلى السجن قبل استكمال مراحل العلاج، الأمر الذي فاقم وضعه الصحي بشكلٍ خطير، وجرى نقله إلى المستشفى بعد ضغوط مارسها الأسرى وثلاث ساعات من إصابته بالنزيف.

وفي ما يتعلق بالأسير أبو عطوان، فقد أوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أنه، ومنذ يوم أمس، يُعاني بشكل متكرر ومضاعف عما كان عليه سابقاً، علماً أنّه يرفض إجراء الفحوصات الطبيّة.

ووجه أبو عطوان أمس رسالة قال فيها: "إلى أحرار العالم وإلى الشعب الفلسطيني بأكمله صغيراً وكبيراً، إلى الرئيس والقيادة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية والدولية، والقوى الوطنية والإسلامية، حياتي تتلاشى على مرأى عينيّ، فقدت صحتي، وخانني جسدي، هذا المحتل يطبق عليّ سياسة الموت البطيء في مستشفى (كابلن)، لذلك أنقذوا حياتي، وها أنا أُعلن إضرابي عن الماء فوق إضرابي عن الطعام ولله أمريّ كله، أخوكم وابنكم المضرب عن الطعام الشهيد مع وقف التنفيذ الغضنفر أيخمان أبو عطوان".

من جهة أخرى، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأنّ قوات قمع سجون الاحتلال الإسرائيلي دمّرت كافة مقتنيات الأسرى في قسم 21 في سجن "عوفر"، وصادرت جميع ما هو مكتوب، بعدما شرع الأسرى، يوم أمس، بإطلاق مبادرة خاصة بالوحدة الوطنية.

ووفق بيان لنادي الأسير، فإن ذلك جاء ذلك عقب اقتحام قوات القمع "درور واليمّاز" القسم (21) في سجن "عوفر" صباح اليوم، ونقلها (12) أسيراً إلى قسم (18).

وأوضح نادي الأسير أن قوات القمع صادرت غالبية المقتنيات التي تم إدخالها مؤخراً، ومنها أغطية المخدات والفرشات. وأضاف أن الأسرى شرعوا منذ الصباح باتّخاذ خطوات نضالية رفضاً لعملية القمع، تمثلت بإرجاع وجبات الطعام وإيقاف كافة مظاهر المعيشة اليومية الاعتقالية بإغلاق الأقسام، ورفض عقد أي جلسة حوار مع إدارة السجن.

ولفت نادي الأسير إلى أن إدارة السجن قامت باحتجاز خمسة عشر أسيراً في كل غرفة داخل القسم 18، وهو القسم الذي نقل إليه الأسرى صباحاً من قسم 21، علماً أنه وفي بقية الأقسام، يقبع سبعة أسرى فقط في كل غرفة، مشيراً إلى أن القسم 18 هو أحد الأقسام الذي خصص لعزل المصابين بفيروس كورونا، وهو يفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية.

المساهمون