أستراليا تنفّذ أوّل عملية إجلاء سياح من كاليدونيا الجديدة

21 مايو 2024
استعداد لعملية إجلاء من كاليدونيا الجديدة، 21 مايو 2024 (دلفين مايور/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أستراليا أجلت 108 من مواطنيها وسياح آخرين من كاليدونيا الجديدة إلى بريزبان، بعد أعمال شغب، بإذن من وزيرة الخارجية بيني وونغ.
- نيوزيلندا أرسلت طائرة لإعادة 50 من رعاياها من كاليدونيا الجديدة إلى أوكلاند، ردًا على النهب والحرق العمد وإطلاق النار.
- الأزمة في كاليدونيا الجديدة نشأت بسبب إصلاح دستوري يهدف لتوسيع قاعدة المشاركين في الانتخابات، مما أثار مخاوف السكان الأصليين.

وسط التوتّرات التي تشهدها كاليدونيا الجديدة، أجلت أستراليا 108 مواطنين وسيّاح آخرين منها، في رحلتَين جويّتَين حطّتا بعد ظهر اليوم الثلاثاء في مطار بريزبان بولاية كوينزلاند شمال شرقي البلاد. وقد أعلنت الخبر وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ قبل قليل، في تدوينة على موقع إكس، علماً أنّها كانت قد أفادت في وقت سابق بأنّ بلادها حصلت على إذن بهبوط طائرتَين في مطار العاصمة نوميا بالجزيرة الرئيسية في كاليدونيا الجديدة التي تشهد أعمال شغب. وأوضحت وونغ حينها أنّ "الأولية سوف تُمنَح للركاب بناءً على مدى حاجتهم إلى الإجلاء"، مضيفةً "نحن نعمل على إرسال رحلات جوية إضافية".

وكانت وكالة فرانس برس قد نشرت تقريراً، صباح اليوم الثلاثاء، كشفت فيه هبوط طائرة عسكرية في مطار نوميا-ماجينتا المحلي في كاليدونيا الجديدة من أجل إجلاء سيّاح محاصرين هناك، وذلك في أوّل رحلة إنقاذ منذ بدء أعمال النهب والحرق العمد وإطلاق النار في الأرخبيل التابع لفرنسا والواقع في المحيط الهادئ قبل ثمانية أيام. وقد أعلنت الجارتان أستراليا ونيوزيلندا إرسالهما دفعة طائرات أولى إلى المطار المحلي، حيث هبطت صباحاً أولى الطائرات الأسترالية من طراز "سي-130 هيركوليز"، فيما كان عشرات الأشخاص في انتظارها في عدد من الحافلات.

من جهته، أفاد وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز بأنّ أوّل طائرة نيوزيلندية سوف تعيد "50 راكباً من ذوي الاحتياجات الأكثر إلحاحاً" من كاليدونيا الجديدة إلى أوكلاند شمالي البلاد، مبيّناً أنّ هذه الرحلة سوف تكون "الأولى من ضمن سلسلة رحلات جوية مقترحة لبدء إعادة النيوزيلنديين إلى وطنهم".

في تقريرها، أشارت وكالة فرانس برس إلى سائح أسترالي يُدعى ماكسويل وينشستر يلازم مع زوجته تيفاني منتجعاً يقع ما بين العاصمة نوميا والمطار منذ أكثر من أسبوع. ونقلت الوكالة عنه، اليوم الثلاثاء، أنّ "الفرحة تغمرنا"، إذ ثمّة احتمال لإنقاذهما قريباً.

وكانت أعمال الشغب قد انطلقت في كاليدونيا الجديدة التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف نسمة، في 13 مايو/ أيار الجاري، بعد إقرار إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد الأشخاص الذين يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات، إذ إنّ المنادين بالاستقلال يرون أنّ ذلك سوف يحوّل السكان الأصليين إلى أقلية. ويمثّل الكاناك أو السكان الأصليون الميلانيزيون في كاليدونيا الجديدة نحو 40 في المائة من مجموع السكان، غير أنّهم الأكثر فقراً.

الصورة
طائرة أسترالية في مطار نوميا-ماجينتا لإجلاء سياح وسط توترات كاليدونيا الجديدة - 21 مايو 2024 (دلفين مايور/ فرانس برس)
الطائرة الأسترالية الأولى في مطار نوميا-ماجينتا لإجلاء سياح من كاليدونيا الجديدة، 21 مايو 2024 (دلفين مايور/ فرانس برس)

بالنسبة إلى السكان الأصليين في كاليدونيا الجديدة، فإنّ قواعد التصويت المستحدثة التي أُقرّت أخيراً من شأنها أن تُضعف أصواتهم. لكنّ الوافدين الجدد إلى الأرخبيل يقولون، من جهتهم، إنهّم محرومون من حقّهم في المشاركة في الانتخابات المحلية. ومن شأن القانون المستحدث أن يوسّع حقوق التصويت لتشمل جميع المولودين في كاليدونيا الجديدة والمقيمين فيها منذ ما لا يقلّ عن عشرة أعوام.

ستانلي من سكان كاليدونيا الجديدة الأصليين، يبلغ من العمر 25 عاماً وهو من حرّاس عشرات الحواجز التي نصبها الكاناك على طول الطريق الممتدّ على 60 كيلومتراً من العاصمة نوميا إلى مطار نوميا-لا تونتوتا الدولي. قال لوكالة فرانس برس إنّ الإصلاح المقترح "يعني القضاء على شعب الكاناك"، موضحاً أنّ "هذا ما لا يفهمونه هناك (فرنسا)، نحن أقليّة في وطننا".

وتُعَدّ كاليدونيا الجديدة التي تتجاوز مساحتها 18 ألف كيلومتر مربّع من أقاليم "ما وراء البحار" الفرنسية، وهي واحدة من خمس مناطق جزرية تسيطر عليها فرنسا في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ. وهي شبه دولة، تتشارك السلطةَ فيها حكومةٌ منتخبةٌ محلياً ومفوّضٌ سامٍ تعيّنه باريس. يُذكر أنّ كاليدونيا الجديدة أُدرجت في عام 1986 على لائحة الأمم المتحدة للأراضي غير المستقلة الواجبة إزالة الاستعمار منها.

تجدر الإشارة إلى أنّ رؤساء الحكومات في أربعة أقاليم فرنسية أخرى "ما وراء البحار"، وهي لا ريونيون في المحيط الهندي وغوادلوب ومارتينيك في البحر الكاريبي وغويانا الفرنسية في أميركا الجنوبية، طالبوا أمس الأحد بسحب قواعد التصويت المستحدثة التي تسبّبت في التوتّر القائم اليوم. يأتي ذلك في حين أنّ القوات الفرنسية التي أرسلتها باريس قبل نحو أربعة أيام إلى كاليدونيا الجديدة تحاول ضبط الأوضاع في الأرخبيل، وتمضي في توقيف "مثيري الشغب" بحسب تعبيرها. بالتزامن، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية بريسكا توفونو، اليوم الثلاثاء، أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في خلال اجتماع حكومي أنّه سوف يتوجّه إلى كاليدونيا الجديدة مساء هذا اليوم.

(العربي الجديد، فرانس برس)