كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، الخميس، عن أساليب ضرب وتنكيل وصفتها بأنها وحشية تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان لها، وجود إفادات جديدة لأربعة معتقلين يسردون من خلالها ما تعرضوا له من أذى جسدي ونفسي، أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم بمراكز التحقيق التابعة للاحتلال.
وأوضحت الهيئة أن الأسير مالك جمال حسن خضور، 20 عاماً، من رام الله وسط الضفة الغربية، تعرض للضرب الشديد من قبل جنود الاحتلال بواسطة الأيدي والأرجل وأعقاب البنادق أثناء اعتقاله، حيث لا تزال آثار الضرب واضحة للآن، ثم تركوه جالساً بطريقة موجعة لساعات طويلة قبل نقله إلى معتقل عتصيون، المقام بين الخليل وبيت لحم جنوب الضفة الغربية.
أما عن حالة الأسير إسلام تيسير محمد بنات، 18 عاماً، من مخيم العروب في الخليل، فقد جرى اعتقاله بعد اقتحام قوات الاحتلال لبيته الساعة الرابعة والنصف عصراً، حيث قامت قوة من الاحتلال بضربه بواسطة الأيدي والأرجل والبنادق، ثم اقتادته إلى البرج المقابل للمخيم، ليترك قرابة الأربع ساعات تعرض خلالها للضرب بصورة متواصلة، ونقل بعد ذلك إلى مركز معتقل عتصيون.
كما داهمت قوات الاحتلال منزل الشاب أحمد محمد منصور، 22 عاماً، من بلدة بدو شمال غربي القدس، الساعة الثالثة صباحاً وقامت بتفتيش البيت وتخريبه، حيث لم يسمح جنود الاحتلال للأسير بارتداء الحذاء، لينهالوا عليه بعدها باللكمات والضرب المبرح، وبعد ذلك اقتادوه إلى عوفر ثم إلى معتقل عتصيون.
في سياق آخر، أكّد نادي الأسير الفلسطيني في بيان له، أنّ الأسير شادي أبو عكر المضرب عن الطعام منذ شهر، محتجز في ظروف قاسية وصعبة في زنازين سجن "عوفر"، حيث يقبع في زنزانة قذرة وضيقة، ولا تتوفر فيها أدنى شروط أو مقومات الحياة الآدمية.
ولفت نادي الأسير إلى أن الأسير أبو عكر يُعاني من تراجع في وضعه الصحي، ومشاكل واضحة في قدرته على النظر، حيث إن الزنزانة لا تتوفر فيها الإضاءة، كما أنه محروم من الفورة أي الخروج إلى ساحة السجن، الأمر الذي أثر بشكل كبير على نظره.
ولفت نادي الأسير إلى أنّ عزل الأسرى المضربين يُشكّل إحدى أبرز السياسات التنكيلية التي تُمارسها إدارة سجون الاحتلال بحقّ المضربين منذ شروعهم في المعركة، في محاولة للضغط عليهم وعزلهم عن العالم الخارجي، إضافة إلى سلسلة إجراءات تنكيلية تفرضها.
وذكر نادي الأسير أنّ الأسير أبو عكر، 37 عاماً، من مخيم عايدة في بيت لحم، هو أسير سابق، أعاد الاحتلال اعتقاله في شهر أكتوبر\ تشرين الأول 2020، وهو متزوج وأب لطفلين، أمضى سابقاً أكثر من عشر سنوات بشكل متواصل، وأفرج عنه عام 2012، ولاحقاً أعاد الاحتلال اعتقاله ثلاث مرات إدارياً، ومن المفترض أن ينتهي الأمر الإداريّ الحالي بحقّه في السادس من أكتوبر\ تشرين الأول القادم.
ومن الجدير ذكره أن ستة أسرى في سجون الاحتلال، يواصلون الإضراب عن الطعام من بينهم الأسير أبو عكر، وأقدمهم الأسيران كايد الفسفوس ومقداد القواسمة حيث تجاوز إضرابهما الشهرين، إضافة إلى الأسير علاء الأعرج المضرب منذ 46 يوماً، والأسير هشام أبو هواش المضرب منذ 38 يوماً، والأسير رايق بشارات المضرب منذ 33 يوماً، علماً أن أربعة من بين المضربين يقبعون في سجن "عيادة الرملة" ويتم نقلهم بشكل متكرر للمستشفيات المدنية الإسرائيلية جرّاء تفاقم أوضاعهم الصحية، والأسرى هم الفسفوس، والقواسمة، والأعرج، وأبو هواش الذي نقل أخيراً من زنازين سجن "عوفر".
في شأن آخر، قال نادي الأسير "إن الوضع الصحي للأسير ناصر أبو حميد متردٍ، في ظل مماطلة إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بنقله إلى المستشفى مجدداً، رغم عدم استجابته للعلاج".
وأكد النادي في بيان صحافي، أن الأسير أبو حميد يعاني أخيراً من نقصان في الوزن، ويتقيأ الدواء، إضافة إلى معاناته من ضيق في التنفس، ورغم أن التشخيص الأخير يتحدث عن عدم إصابته بورم سرطاني (خبيث) في الرئتين، إلا أنه في المقابل لم يكن هناك تشخيص دقيق لوضعه الصحي.
وحمّل نادي الأسير، الاحتلال المسؤولية عن حياة أبو حميد، مطالباً جهات الاختصاص بالتحرك العاجل للضغط على إدارة سجون الاحتلال لتشخيص مرضه بشكل دقيق، وتوفير العلاج اللازم له.
في سياق منفصل، أفاد نادي الأسير بأن 80 أسيراً اعتصموا في ساحة الفورة بسجن "النقب"، اليوم الخميس، احتجاجاً على استمرار إجراءات إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي التنكيلية بحقهم، وقال نادي الأسير "إن هذا الاعتصام خطوة في سلسلة خطوات احتجاجية أعلن عنها الأسرى، وهناك تخوفات كبيرة من عملية قمع عنيفة قد يتعرضون لها".