أزمة مياه خانقة في 42 بلدة وقرية شمال غربي سورية

27 نوفمبر 2022
أكثر المتضرّرين من أزمة المياه هم النازحون في المخيمات (رامي السيد/ Getty)
+ الخط -

يستمر انقطاع المياه عن نحو 42 بلدة وقرية في ريف إدلب شمال غربي سورية، بعد توقّف تمويل البرنامج الخاص بمحطات ضخّ المياه فيها. ويعتمد سكان كثير من مدن وبلدات المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة العسكرية المسلحة على محطات الضخّ التي تشغّلها منظمات محلية أو دولية لتوفير مياه الشرب. كذلك تعتمد مخيّمات النازحين في المنطقة على المنظمات في تأمين المياه بواسطة صهاريج وغيرها، بالتالي فإنّ توقّف دعم تلك المحطات يمثّل أزمة لهم.

وقبل 27 يوماً، في 31 أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، أوقفت منظمة "غول" التي تنشط في سورية منذ عام 2012، دعم 11 محطة ضخّ مياه في 11 بلدة. والمنظمة تستجيب لاحتياجات المجتمعات المتضرّرة في شمال غرب سورية، عن طريق تقديم المساعدات الغذائية وغير الغذائية للسكان، من بينها المياه والصرف الصحي والإصحاح.
 
وتبدو الأزمة الفعلية في إعادة تأمين الدعم لمحطات الضخّ التي توفّر المياه لنحو 42 قرية وبلدة، بالإضافة إلى مخيمات تحيط بها. ولم يحدث أيّ تطور بخصوص توفير الدعم حتى الوقت الحالي، بحسب ما قال رئيس المجلس المحلي في مدينة أرمناز بريف إدلب، فراس دنون، موضحاً أنّ "انقطاع دعم مشروع المياه في منطقة أرمناز وريفها جاء بسبب انتهاء المنحة المقدّمة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لمنظمة غول".

ولفت دنون إلى أنّ "محاولات منظمة غول لإعادة دعم المياه فشلت، إذ لم تستطع أن تؤمّن مانحاً حتى الآن". وأوضح أنّ "الأمر مرتبط بأزمة دخول الإغاثة من معبر باب الهوى، وثمّة 12 مخيّماً تعتمد في التغذية بالمياه على محطة مياه أرمناز التي كانت تدعمها منظمة غول، علماً أنّ عدد سكان المدينة والمخيّمات المحيطة بها يبلغ نحو 93 ألف نسمة، كلّهم يواجهون صعوبات في تأمين المياه في الوقت الحالي".

نزح محمد علي في أواخر عام 2019 من مدينة معرّة النعمان إلى مدينة أرمناز، وهو يقيم في منزل مستأجر بالمدينة. قال لـ"العربي الجديد": "بدل إيجار المنزل 50 دولاراً أميركياً شهرياً، وفي كلّ أسبوع أحتاج نحو 10 براميل مياه بقيمة 55 ليرة تركية (نحو ثلاثة دولارات). وهذا الأمر عبء إضافي عليّ كوني أعمل كمياوم، وفي أفضل الأحوال يكون دخلي اليومي 30 ليرة تركية (نحو 1.6 دولار)". ويسأل: "كيف سأتدبّر الأمور في مثل هذه الظروف الخاصة، لا سيّما أنّ الشتاء يزيد الأعباء علينا".

من جهته، أوضح الناشط خضر العبيد لـ"العربي الجديد" أنّ "الأشدّ تضرّراً من انقطاع دعم قطاع المياه هم سكان المخيّمات في الدرجة الأولى. وسكّان المخيّمات القريبة من مدينة أرمناز في وضع سيّئ جداً، وهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية بشكل أساسي، بالإضافة إلى أنّ المياه كانت تصلهم في السابق مجاناً". وأكّد العبيد أنّه "منذ انقطاع دعم المياه عنهم، وهم في أزمة حقيقية ويتطلّعون إلى حلّ أزمة المياه".

وبحسب ما جاء في بيانات فريق "منسقو استجابة سورية" حول الوضع الإنساني في مخيّمات النازحين، في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، فإنّ 47 في المائة من المخيّمات تعاني من غياب المياه النظيفة والمياه الصالحة للشرب. وبلغ عدد المخيمات غير الحاصلة على خدمة المياه في شمال غرب سورية 658 مخيماً، وقد توقّع الفريق ارتفاع عددها مع توقّف المشاريع الخاصة بها.

المساهمون