أزمة طلاب الطب تتصاعد في الجامعات المغربية: احتجاجات ومقاطعة للدراسة

01 أكتوبر 2024
احتجاج طلاب الجامعات المغربية تضامنا مع طلاب الطب، 1 أكتوبر 2024 (فيسبوك/طلبة المغرب)
+ الخط -

شهدت الجامعات المغربية، اليوم الثلاثاء، احتجاجاً طلابياً ومقاطعة للدراسة تضامناً مع طلاب الطب ورفضاً لـ"القمع والتعنيف" اللذين تعرضوا لهما أثناء مظاهرة نظموها بالرباط الأربعاء والخميس الماضيين، وفقاً لبيان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أكبر تنظيم طلابي في البلاد.

ويأتي الاحتجاج الطلابي ومقاطعة الدراسة في جامعات المغرب، في وقت تعيش فيه كليات الطب والصيدلة، للأسبوع الثاني على التوالي، على وقع اعتصامات إنذارية احتجاجاً على عدم "التجاوب مع مطالبهم"، التي كان أبرزها "الإبقاء على سنة سابعة لضمان جودة التكوين"، وإعادة زملائهم المطرودين على خلفية الاحتجاجات التي خاضوها خلال الأسابيع الماضية. كذلك تأتي بعد أيام من قرار النيابة العامة في الرباط الجمعة الماضية، متابعة 28 طالباً وطبيباً داخلياً بتهم العصيان وعدم الامتثال لأوامر السلطة، والتجمهر غير المرخص، على خلفية احتجاجهم أمام المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط. في حين تم تحديد الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، تاريخاً لأول جلسة للمحاكمة.

وكان هؤلاء الطلاب قد بدأوا تحركاتهم في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي بإضراب مفتوح عن التدريب في المستشفيات وعن حضور الدروس النظرية والتطبيقية إلى جانب مقاطعة الامتحانات، احتجاجاً على تغيّرات شملت دراسة الطب والصيدلة في المغرب ترتبط أساساً بقرار تقليص الدراسة من سبع إلى ستّ سنوات. كما يطالب هؤلاء بوضع تصور واضح حول طب الأسرة بهدف إضافته إلى برنامج السنة السادسة.

وفي السياق، قال مسؤول اللجنة الحقوقية في "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"، أسامة قاسيمي، لـ"العربي الجديد"، إن الدعوة إلى احتجاج وطني طلابي مصحوباً بمقاطعة الدراسة، اليوم الثلاثاء، بكل الجامعات المغربية يأتي في سياق "ما يعيشه طلاب الطب من قمع همجي واعتداءات جسيمة في صفوف الطلاب والطالبات الذين كانوا وما زالوا يقابلون القوات القمعية بالوعي والسلمية في الدفاع عن مطالبهم المشروعة"، موضحاً أن "فضّ اعتصاماتهم ومحاولات التهديد والتضييق على المسلسل النضالي منذ بداية هذه المعركة، هي خطوات تهدف إلى اجتثات الفعل النضالي داخل الجامعات المغربية ومحاولة طمس الهوية النضالية في صفوف الطلاب الأحرار".

وشدد قاسيمي على أن مبادرة الاحتجاج الوطني الطلابي تروم الوقوف الميداني بجانب طلبة الطب والصيدلة في نضالهم المشروع، والتأكيد على دعم مطالبهم العادلة مسؤولية جماعية، وأن خطواتهم النقابية جزء لا يتجزأ من مسار الحركة الطلابية الساعية إلى تحقيق إصلاحات حقيقية وجذرية في منظومة التعليم.

وتابع: "كذلك نبتغي من خلال هذا اليوم الاحتجاجي إيصال صوتنا إلى كل الجهات المسؤولة عن أحداث القمع والتنكيل بالطلبة، لنثبت أن قمع نضالاتنا وممارسة أساليب الترهيب لن يزيدنا إلا عزيمة، ولن يثنينا عن مواصلة طريقنا في مواجهة كل مظاهر إفساد وتخريب الجامعة العمومية. كما يهدف هذا اليوم إلى التنديد بسياسة استهداف الحريات النقابية، خاصة ما شهدته هذه المعركة من حل لمكاتب الطلبة وتوقيف المناضلين عن الدراسة، بل حتى طردهم بشكل نهائي".

وبينما أنهى طلبة شعبة الصيدلة احتجاجاتهم بالتوقيع، في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، على محضر الاتفاق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بوساطة من مؤسسة "وسيط المملكة"،  وهي هيئة دستورية للتحكيم في خلافات تكون مؤسسات الدولة طرفاً فيها، تتجه أنظار طلاب الطب إلى رد الوزارة على مطالبهم التي أبلغوها لـ"وسيط المملكة" خلال اجتماع عقد أول من أمس الأحد.
بالمقابل، كان لافتاً مسارعة وزارة التعليم العالي إلى الإعلان عن إجراءات لتجاوز "بلوكاج" (انحباس) كليات الطب، أبرزها تمكين طلبة كليات الطب والصيدلة – شعبة الطب، الذين اجتازوا امتحانات الفصل الأول في دورة 5 سبتمبر/أيلول 2024، من استكمال امتحانات الفصل الثاني خلال دورة استثنائية خاصة ابتداء من 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ومن هذه الإجراءات أيضاً، بحسب بيان للوزارة صدر في وقت متأخر من مساء، أمس الاثنين، تمكين الطلبة الذين سيجتازون الامتحانات لأول مرة من اجتياز امتحانات الفصل الثاني خلال الدورة الاستثنائية الخاصة المبرمجة ابتداء من الرابع من شهر أكتوبر الجاري، واجتياز امتحانات الفصل الأول خلال دورة استثنائية خاصة أخرى ستعلن عن برمجتها الكليات لاحقاً.

كذلك، أعلنت الوزارة عن تعويض نقطة الصفر بالنقاط المتحصل عليها في امتحانات الدورات الاستثنائية بالنسبة للطلبة الذين سيجتازون هذه الامتحانات، كما سيتم "التداول في نتائج الامتحانات من أجل التسجيل في السنوات الموالية باعتبار النقاط المتحصل عليها في الدورات العادية والاستثنائية بدون الأخذ بعين الاعتبار شرط استيفاء التدريبات.

المساهمون