أزمة المياه في القامشلي شمال شرقي سورية تدفع الأهالي للاحتجاج

15 يونيو 2024
امرأة سورية تملأ أوعية المياه في القامشلي، 16 سبتمبر 2016 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مدينة القامشلي تعاني من أزمة مياه حادة تؤثر على جميع أحيائها، مع ارتفاع تكاليف مياه الصهاريج وطول فترات الانتظار، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
- السكان يجهلون سبب الأزمة بالضبط، مع غياب التواصل من الجهات المسؤولة، وهناك مشاكل في إدارة ملف المياه والحاجة لتحديث المحطات.
- سكان حي الهلالية ينظمون اعتصاماً للمطالبة بحلول جذرية للأزمة المتكررة كل صيف، مع تفاقم المشكلة منذ أكثر من شهر دون حلول أو توضيحات.

تتفاقم أزمة المياه في القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية منذ أسبوع، في غياب أي حلول من النظام السوري و"الإدارة الذاتية"، وسط احتجاج الأهالي على الواقع المزري الذي وصلوا إليه، في ظل الحرمان المتواصل من هذه المادة الأساسية، ومطالبتهم بوضع حل جذري للمشكلة.

وتشمل الأزمة عموم سكان المدينة، في أحياء مثل جرنك، قدور بيك، الهلالية، الكورنيش، قناة السويس، الوسطى، الآشورية، ميسلون، العنترية وغيرها، وفق ما رصد "العربي الجديد". وعُلم من الأهالي أنّ انقطاع المياه التي تصل إلى المنازل عبر الشبكة تسبب في زيادة تكلفة مياه الصهاريج، في الوقت الذي قد يستغرق الحصول عليها فترة انتظار تزيد عن يومين نتيجة الطلب الكبير عليها، وذلك في ظل ارتفاع درجات الحرارة مع تجاوزها 42 درجة.

أزمة المياه في القامشلي

مصطفى الأسعد المقيم في حي الكورنيش يقول لـ"العربي الجديد": "يعتبر هذا الحي من الأحياء الجيدة والمزودة بالخدمات في القامشلي، ومع ذلك، نعاني في الوقت الحالي من أزمة مياه غير مسبوقة ولا نعرف السبب، إن كان عطلًا في محطات الضخ أو جفافاً في آبار المياه، لا توجد أي تفاصيل من الجهات المسؤولة". تابع: "السيئ في الأمر أنك مجبر على انتظار صهريج المياه وملاحقته، وأقل فترة ممكنة للحصول على خمسة براميل من المياه، بما يعادل 1000 ليتر، هي يوم كامل، عدا مصاعب ضخ المياه إلى الخزان على سطح المنزل. بالإضافة إلى أن الكمية بالكاد تكفي في الوقت الحالي".

في المقابل، كشف أحمد خلف عمر، وهو مهندس يعمل في مجال ضخ المياه وصيانة المحطات لـ"العربي الجديد"، عن مشاكل ضخ المياه في الوقت الحالي قائلاً: "يمكن الحديث عن سوء إدارة لملف المياه في القامشلي، المحطات هي نفسها منذ أكثر من أربعين عاماً في المدينة، هناك ثلاث رئيسية: محطة الهلالية تضم 52 بئراً ومحطة العويجة فيها عشر آبار ومحطة جقجق خمس آبار، وجميعها تعمل بواسطة الكهرباء النظامية، وأحياناً هناك أعطال، وبرغم وجود مولدات احتياطية جاهزة، فإنه في محطة الهلالية التي تضخ الماء لـ80% من سكان القامشلي مثلاً لا تستطيع المولدة أن تشغل 52 بئرًا، بل تعمل بحدود 25 بئرًا. التكلفة باهظة والمولدات كبيرة وتشغيلها يصل إلى عشرين ألف ليتر".

وتابع عمر: "تتعقد أزمة المياه في القامشلي. معظم الأحياء من دون ماء نتيجة تغييرات في برنامج عملية الضخ"، مضيفاً: "على الإدارة الذاتية ومن وضع هذا البرنامج الجديد للمحطة أن يتصل بالمنظمات أو أن يتكفل بحفر آبار أخرى في المدينة في منطقة نافكر وجقجق والعويجة حيث الماء صالح للشرب، وهكذا ستزيد من مصادر الماء وتكفي كل السكان".

من جهته، أوضح فواز الإبراهيم، أحد سكان حي الهلالية، لـ"العربي الجديد"، أن الأهالي في الحي اتفقوا على اعتصام، اليوم السبت، بهدف إيجاد حل لأزمة المياه في المدينة. وقال: "المقصد من الاعتصام إيجاد حل لهذه الأزمة، وإنهاء المعاناة التي نعيشها في المدينة والتي تتكرر مع بداية كل فصل صيف وتصل إلى حدود لا تُطاق".

وأضاف الإبراهيم: "منذ أكثر من شهر، أغلب مناطق القامشلي من دون مياه، وخاصة منطقة آبار المياه في هلالية رنكين. الموضوع بات كابوساً يتكرر كل صيف من دون إيجاد حل جذري أو توضيح من البلدية أو مديرية المياه. 13 سنة صبرنا من دون إيجاد حلول، على العكس، المشاكل والعقبات في المتطلبات الأساسية للشعب في زيادة".

المساهمون