أزمة الكهرباء في حمص بلا حلول

28 يناير 2021
معاناة متجددة مع انقطاع الكهرباء (Getty)
+ الخط -

يعيش أهالي مدينة حمص وسط سورية، أزمة كهرباء غير مسبوقة، ووفق حكومة النظام السوري تحتاج أحياء المدينة ما بين 500 و 600 ميغاواط من الكهرباء يوميا، بينما يصلها في الوقت الحالي نحو 200 ميغاواط فقط، أقل من ثلث حاجة أحياء المدينة في الوقت الحالي.

ودائما تردد حكومة النظام الأسطوانة التي تقول فيها، إن الحصار المفروض على البلاد هو السبب، والعقوبات حرمت محطات توليد الكهرباء من مخصصاتها، لتتخذ منها مبررا لساعات تقنين تفاقم معاناة المواطنين في المدينة، كون ساعات التقنين الرسمية تتراوح بين 5 ساعات قطع للكهرباء مقابل ساعتين. ووفق المواطن علي  الحمصي المقيم في المدينة، فإن "ساعات التقنين لا تتجاوز كونها تصريحات إعلامية فقط، لأن ما يجري مغاير  تماما لما ترويه الحكومة".

وقال المواطن في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن الكهرباء مقطوعة منذ أيام عن بعض أحياء المدينة، وهذا أمر يستمر لثلاثة أيام مقابل ساعة كهرباء واحدة بعد هذه المدة، والمعاناة الكبرى يواجهها طلاب الشهادة الثانوية الذين يحتاجون الإنارة لمواصلة الدراسة ولو بأدنى حد في هذه الظروف الصعبة.

المواطنة السورية طروب المحمد علقت على الأزمة قائلة: "في أحسن الأحوال نحصل على الكهرباء لمدة لا تتجاوز ربع ساعة في الليل فقط، أما باقي النهار فنمضيه بلا كهرباء"، وسخرت من كافة القرارات التي تطلقها الحكومة لحلّ الأزمة قائلة: "بحال تمت التعديلات كيف سيتم إمدادنا بالكهرباء، هل ستقطع ساعة وتصلنا بعدها لربع ساعة فقط".

وأثارت هذه الأزمة سخطا واسعا لدى المواطنين في المدينة، مؤكدين أن النظام لا يريد حلّها، وليس أمامهم سوى اللجوء لألواح الطاقة الشمسية، أو اتباع نظام المولدات المعمول به في مدينة حلب لتغذية السكان بالكهرباء، حيث يلجأ كل مواطن للحصول على اشتراك كهرباء بحسب قدرته، وحسب الإمكانيات التي لديه.

ومع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في أحياء المدينة، انتشرت ظاهرة سرقة كابلات الشبكة الكهربائية حيث سجلت العديد من الحوادث في المدينة، ويعتبرها المواطنون مجرد خدعة جديدة من النظام للتغطية على الفساد في مؤسسة الكهرباء بالمدينة، التي تتقاعس منذ سنوات عن إجراء عمليات الصيانة فيها.

وبخصوص الأزمة أكد مصدر خاص لـ"العربي الجديد"، أن أحياء في المدينة منها حي كرم الزيتون لم تصله الكهرباء منذ حوالي أسبوع، ويلجأ الأهالي فيه لاستخدام شواحن الكهرباء والبطاريات في الإنارة من نوع "ليد" قليلة الاستهلاك للكهرباء بعد شحنها بالاعتماد على المولدات. وأشار إلى أن الأهالي استسلموا للواقع المفروض عليهم، كونه لا ردود من مؤسسة الكهرباء على شكاويهم بخصوص توزيع الكهرباء على أحياء المدينة.

وتجاوزت ساعات الانقطاع في عموم مناطق محافظة حمص 20 ساعة يوميا، في مناطق الريف الشمالي والريف الغربي. ونجم عن أزمة الكهرباء أزمة مياه بسبب عدم قدرة الأهالي على تشغيل المضخات المنزلية لتعبئة الخزانات.

 

 

المساهمون