تُسجّل اختلالات في قطاع الدواء والمستلزمات الطبية في الجزائر وسط احتجاجات الهيئات الطبية، في حين يمضي البرلمان في مساءلة الحكومة. وقد استعرض المدير العام للصيدلية المركزية للمستشفيات في الجزائر سمير فرحات أخيراً ما قال إنّها "أسباب" تلك الاختلالات، في جلسة استجواب أمام لجنة الصحة في البرلمان الجزائري مساء أمس الأربعاء.
وأفاد فرحات بأنّ "أسباب الاختلالات المسجّلة في سوق الدواء في الجزائر تعود إلى عدم تحكّم المؤسسات الصحية في تقدير احتياجاتها بدقّة، وظهور عيوب الجودة أو المطابقة، والتأخير في عمليات تسليم برامج استيراد المواد الأولية بالنسبة إلى المنتجين المحليين"، مضيفاً أنّ ثمّة سبباً رابعاً يتعلّق "بعدم احترام المستوردين التزاماتهم وتعاقدهم مع الصيدلية المركزية".
وكانت احتجاجات، نُظّمت أخيراً من قبل الهيئات الطبية ونقابات تمثّل المهن الطبية مثل طبّ الأسنان وكذلك جمعيات مرضى السكري والسرطان، قد انتقدت نقص الأدوية في السوق المحلي، ولعلّ آخر الشكاوى تتعلّق بندرة أدوية تخدير الأسنان، الأمر الذي يجبر المرضى أو عائلاتهم على شرائها بمبادرات خاصة من الخارج.
وقد دفعت هذه الأزمة 50 من نواب الجزائر في البرلمان، يمثّلون مختلف الكتل النيابية، إلى استجواب الحكومة في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، بشأن الإجراءات الاستعجالية (الطارئة) التي تنوي الحكومة اتّخاذها لتوفير الأدوية الضرورية لعلاج مرضى السرطان والسكري وأدوية أخرى مفقودة في السوق المحلي، في حين يعاني المرضى من أجل توفيرها. كذلك استُجوب وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني عقب ذلك.
وفي خلال جلسة استجواب نيابية، أمس الأربعاء، طالب النواب بالإسراع في تزويد المستشفيات بالأدوية الجديدة الخاصة بالسرطان، وبمعالجة الاختلالات في سوق الدواء سريعاً، ووجّهوا انتقادات حادّة لتأخير رقمنة تسيير الصيدلية المركزية. وشدّدوا على ضرورة وضع تصوّر تقني وعملي يسمح بالتنسيق بين المستشفيات لتفادي التبذير، وإنشاء ملحقات جديدة للصيدلية المركزية، وتوفير المستلزمات الطبية الخاصة بحالات الطوارئ، بالإضافة إلى التفكير في فتح باب الاستثمار أمام الصيدلية المركزية.
وتتولّى الصيدلية المركزية للمستشفيات تموين المؤسسات العمومية الاستشفائية بالمواد الصيدلانية، وتوزيعها، وتخزينها، وضمان الأمن الدوائي. وقُدّرت مشتريات الصيدلية المركزية من الأدوية، محلياً والمستوردة من الخارج، بما يفوق مليار دولار أميركي. وقد تمّ شراء 31 من الأدوية المبتكرة في العام المنصرم من أجل تكفّل أفضل بالمرضى، بما في ذلك الأدوية الخاصة بمرضى السرطان، وذلك في مقابل 100 مليون دولار.
في السياق نفسه، استجوبت لجنة الصحة في البرلمان مدير "معهد باستور-الجزائر" فوزي درار، إذ طالب النواب بإنشاء مصانع الأمصال في المناطق الواقعة في جنوب الجزائر ووسطها، حيث توجد عقارب، وتقديم امتيازات للأساتذة الباحثين في المختبرات، وفقاً لمخطط تطوير إنتاج اللقاحات والأمصال العلاجية. يُضاف إلى ذلك وضع استراتجية ناجعة خاصة بالأمراض المنقولة، وتوسيع نطاق إجراء التحاليل في المراكز التابعة لمعهد باستور عوضاً عن التوجّه إلى المستشفيات. وتستعدّ الجزائر لاستقبال مختبر لمراقبة المنتجات العضوية بمعايير دولية، ومختبر آخر خاص بالفيروسات ذات الصلة بالجهاز التنفسي بمستوى أمني عالٍ.