أبطال الكاراتيه... عائلة بشارات الفلسطينية في "غينيس" قريباً

21 سبتمبر 2021
عائلة بشارات للكاراتيه (العربي الجديد)
+ الخط -

في قاعة مجهزة، يقف أمين بشارات (45 عاماً) إلى جانب 31 من أفراد عائلته استعداداً لبدء حصة تدريب جديدة في لعبة الكاراتيه، ما يجعلهم أكبر عائلة فلسطينية تمارس اللعبة، ويشجعهم على خوض غمار العالمية، ومحاولة تسجيل هذا الإنجاز في موسوعة "غينيس" العالمية للأرقام القياسية. تتحدر عائلة بشارات الرياضية، التي تعيش في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، من مدينة طوباس المجاورة، وتضم 6 رجال و5 نساء و21 طفلاً من الجنسين يحملون ألواناً مختلفة من الأحزمة التي تحدد تصنيفات الدرجات في هذه الرياضة، وتبدأ بالأبيض للأصغر سناً وصولاً إلى الأسود الأعلى للكبار، وجميعهم منتسبون إلى الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه، وبعضهم يحمل صفة مدرب أو لاعب في المنتخب الفلسطيني، كما يحمل آخرون شارة التحكيم الدولي في هذه اللعبة القتالية.

رياضة بالوراثة
البداية كانت مع الأخ الأكبر أمين الذي تدرب في ناد محلي بمدينة نابلس قبل نحو 27 عاماً، بعدما لقي تشجيعاً من والده مصطفى بشارات الذي توفي قبل فترة وجيزة، باعتباره زاول المصارعة لسنوات في الكويت، ثم عاد واستقر في فلسطين. ولاحقاً، بدأ أمين في تشجيع أشقائه على السير على طريقه في ممارسة هذه الرياضة. يقول لـ"العربي الجديد": "لطالما كررنا مقولة أن العقل السليم في الجسم السليم. ولعبة الكاراتيه تجمع القوة مع التركيز، وتحتاج إلى لياقة بدنية عالية، وتجعل ممارسها أكثر قدرة على الانضباط والاستقرار وإدارة الذات، وقد ساعدت عائلتنا في تجاوز مشكلات كثيرة واجهتنا".
يضيف أمين الحاصل على حزام أسود 6 دان، وأعلى درجة تحكيم من الاتحاد العالمي للكاراتيه على مستوى فلسطين، أن "هذه الأسباب كانت كافية لأن يمارس أفراد عائلتي اللعبة واحداً تلو الآخر، وما يكاد أحد أبنائنا يصل إلى سن الرابعة حتى ينضم إلى فريقنا العائلي". حب أسرة بشارات للكاراتيه دفع أفرادها إلى نشر هذه الرياضة في المجتمع، فقد افتتحوا نادياً لتعليمها، وتناوبوا على تدريب المنتسبين. وإلى جانب الكاراتيه، يمارس أفراد العائلة رياضات أخرى، مثل السباحة والفروسية والكيك بوكسينغ والكونغ فو والجودو والمبارزة.

الصورة
دائماً في دائرة التألق (العربي الجديد)
دائماً في دائرة التألق (العربي الجديد)

رفع اسم فلسطين
من خلال مشاركات أفرادها المحلية والدولية، تحاول العائلة بلوغ العالمية ورفع اسم فلسطين عالياً. من هنا جاءت فكرة دخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كأكبر عائلة يمارس أفرادها رياضة الكاراتيه في العالم. يقول الشقيق الثاني في الترتيب محمد بشارات لـ"العربي الجديد": "رفعنا علم فلسطين في محافل دولية كثيرة، ما يشكل مصدر فخر كبير لنا زاده إدراجنا في موسوعة غينيس كأكبر عائلة تمارس رياضة الكاراتيه في العالم. وذلك ليس تتويجاً لنا وحدنا بل للشعب الفلسطيني والعربي، كما يحمل إنجازنا بعداً وطنياً إذ يثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني يملك كل الإمكانات للإبداع والتميز، وهو يضاف إلى سجل إنجازاتنا العائلية". وكانت العائلة قد راسلت عبر محمد بشارات إدارة موسوعة "غينيس" مطلع عام 2020، لكن ظهور جائحة كورونا وضع عراقيل في وجه فكرة تسجيل الإنجاز العائلي، ثم تحركت الأمور. 

الصورة
عائلة بشارات للكاراتيه (العربي الجديد)
جاهزون للبطولات (العربي الجديد)

ويقول محمد: "بعدما حصلنا على موافقة مبدئية من غينيس، حانت مرحلة توفير المتطلبات، وبينها إثبات النسب والعائلة، وإرسال كل صور جوازات السفر والهويات الشخصية لأفراد الفريق العائلي، وكذلك شهادات من الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه، وإثباتات لمواصلة جميع الأشخاص المذكورين ممارسة هذه الرياضة". يضيف: "تقف الأسرة اليوم على أعتاب المرحلة ما قبل الأخيرة من تسجيل الإنجاز، حيث من المقرر أن يزورنا ممثل من موسوعة غينيس، ويدقق بنفسه في كل الشروط التي يجب أن تتوافر". والعائلة تنتظر تحديد موعد الزيارة، أو حصول لقاء عبر الفيديو في حال تعذر تنفيذه ميدانياً بسبب ظروف جائحة كورونا.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ثمار التعب
وتشدد اللاعبة ضحى بشارات التي تنتمي إلى فريق الكاراتيه العائلي، في حديثها لـ"العربي الجديد" على أن توثيق إنجاز أسرتها في موسوعة "غينيس" باعتبارها أكبر عائلة تمارس الكاراتيه في العالم "سيشكل دفعة معنوية كبيرة لأفرادها وطموحاتهم الرياضية المستقبلية، ويؤكد صواب الطريق الصعب الذي سلكوه طوال العقود الثلاثة الماضية". وتتابع: "ليس سهلاً التزام التدريب في رياضة متطلبة مثل الكاراتيه. ننفذ تدريبات يومية صباحية ومسائية، ونبذل جهوداً جبارة للحفاظ على تفوقنا، علماً أن أي إنجاز لا يتحقق بسهولة، وحصولنا على مواقع متقدمة في المنافسات ودخولنا للموسوعة سيكون أحد أشكال الحصاد لتعبنا".

المساهمون