اختتام "مؤتمر" لعودة اللاجئين السوريين في دمشق: النظام يزعم عودة 5 ملايين

20 أكتوبر 2022
تهجير السوريين بالباصات نحو الشمال الخاضع لسيطرة المعارضة (سمير الدومي/فرانس برس)
+ الخط -

اختتمت في دمشق، الخميس، فعاليات الجولة الخامسة من المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين، باجتماع مشترك لـ"الهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية".

وجاء في بيان مشترك في ختام أعمال الاجتماع أن حكومة النظام السوري "تواصل تطوير القطاعات الصناعية والزراعية والاقتصادية والإجراءات التي اتخذتها لاستعادة الحياة الطبيعية وخلق ظروف مؤاتية لعودة المهجرين الذين غادروا البلاد قسراً".

وأضاف البيان أن "الجهود المنسقة للمتخصصين السوريين والروس أنجزت مجموعة كبيرة من المهام لتفعيل عملية عودة المهجرين واللاجئين السوريين، وتزويدهم بالمساعدات الإنسانية والرعاية الطبية".

وزعمت الهيئتان أن ممارسات الدول الغربية تهدف إلى الضغط الاقتصادي على النظام السوري و"تنتهك سيادة ووحدة أراضي سورية تعيق عودة المهجرين واللاجئين وتتسبب بمعاناة ملايين السوريين".

وحول نتائج هذه الاجتماعات وتأثيرها الفعلي على عودة اللاجئين السوريين، قال المحامي السوري نزار يحيى، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنه من غير المنطقي أن تدعو روسيا والنظام السوري اللاجئين للعودة وهما المسببان الأساسيان لنزوحهم، مذكراً بحملات التهجير التي قام بها الطرفان في حلب ودرعا وحمص وريف دمشق.

وأضاف يحيى أن الحديث عن عودة خمسة ملايين لاجئ سوري من قبل حكومة النظام هو "دعاية إعلامية"، مضيفاً: "ما يحصل حقيقة هو العكس، حيث يستمر السوريون بالهجرة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحملات الأمنية والاعتقالات". واعتبر أن روسيا تسعى من خلال هذه المؤتمرات لتبييض صورة النظام السوري إقليمياً ودولياً.

تقارير عربية
التحديثات الحية

من جانبه، قال وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، إن "أبواب سورية مفتوحة أمام عودة كل اللاجئين والمهجرين، حيث تعمل كل الجهات المعنية وبكل طاقتها لتحقيق ذلك وضمان عودتهم إلى منازلهم التي هجرهم الإرهاب منها".

بدوره، زعم وزير الإدارة المحلية والبيئة لدى النظام، حسين مخلوف، أن النظام مستمر بالعمل على "تحسين الظروف المعيشية للسوريين في الداخل وتشجيع المهجرين على العودة". وتحدث عن عودة أكثر من خمسة ملايين مهجر ولاجئ إلى منازلهم، نصفهم منذ العام 2018.

وأكد رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية الروسية رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني، العقيد أوليغ غورشينين، أن روسيا ستواصل تقديم المساعدة الإنسانية إلى سورية لـ"تجاوز الأزمة الحالية وضمان تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين".

وعقب اختتام المؤتمر، اجتمع رئيس النظام السوري بشار الأسد بوفد روسي برئاسة المبعوث الخاص لرئيس روسيا ألكسندر لافرنتييف. وذكر أعضاء الوفد الروسي خلال اللقاء، بحسب صفحة "الرئاسة السورية"، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يولي أهمية خاصة لتطوير العلاقات مع سورية وتنمية التعاون معها، معتبرين أنّ اجتماعات الهيئتين التنسيقيتين الوزاريتين السورية والروسية "تعطي الفرصة لمناقشة آفاق العمل المستقبلي وتحديد مجالات جديدة للتعاون"، مشيرين إلى أنّ التعاون حالياً يشمل "مروحة واسعةً من المجالات الحيوية في ما يخص الصناعة والزراعة والكهرباء، وأيضاً الثقافة والتعليم والبحث العلمي".

وكانت منظمة العفو الدولية وثقت في تقرير حمل عنوان "أنت ذاهب إلى موتك"، صدر في سبتمبر/أيلول 2021، "انتهاكات مروّعة" ارتكبتها قوات الأمن السورية بحق 66 لاجئاً، بينهم 13 طفلاً عادوا إلى سورية منذ عام 2017 حتى ربيع 2021، من دول عدة، أبرزها لبنان وفرنسا وألمانيا وتركيا ومخيم الركبان عند الحدود السورية ــ الأردنية.

وناشدت المنظمة الدول الغربية التي تستضيف لاجئين سوريين ألّا تفرض عليهم العودة "القسرية" إلى بلدهم، منبّهة إلى أنّ سورية ليست مكاناً آمناً لترحيل اللاجئين إليها.

المساهمون