"جدران الرحمة" أنشطة اجتماعية عراقية لمساعدة المحتاجين

06 ديسمبر 2021
مساعدة المحتاجين وتخفيف معاناتهم (تويتر)
+ الخط -

مع بداية موسم الشّتاء في العراق، كثّف ناشطون عراقيّون حملات مساعدة النّازحين وذوي الدخل المحدود في مدن شمال وغربي البلاد، عبر مبادرات إنسانيّة هدفها التخفيف من معاناتهم وتعزيز روابط التضامن الاجتماعي.

وتحرّك الناشطون لجمع التبرعات لشراء وسائل التدفئة وسخانات المياه وغيرها من الحاجيات الضرورية لهذه الفئة. وبغرض رفع الحرج عن المحتاجين، اتفقوا على الإعلان عن جدران أو مبان محددة وسط المدينة اختاروا تسميتها بـ"جدران الرحمة"، إذ تتم دعوة الميسورين لترك ملابس واحتياجات مختلفة زائدة عن حاجتهم هناك، لمساعدة المحتاجين على أخذها.

وظهرت هذه المبادرة أول مرة في الفلوجة، غربي العراق، ولاقت نجاحاً كبيراً داخل المدينة قبل عدة سنوات، حيث ساعدت الكثير من المواطنين المتعففين في الوصول إلى احتياجاتهم، كما مكنت الميسورين من تقديم ما لديهم من أشياء للفقراء.

واتسعت الحملة لتشمل مدناً أخرى في بعقوبة والموصل ومناطق أخرى في البلاد مع تنوعها من حيث تأمين احتياجات السكان.

ويقول ناشطون إنّ هذه الحملات تتم ضمن مبادرات إنسانية تهدف لمساعدة أكبر عدد ممكن من المواطنين وزيادة الألفة والرحمة داخل المجتمع.

وتوضح هند عباس (21 عاماً)، وهي ناشطة في الأنبار، غربي البلاد، أنّ المبادرات التي تظهر بين وقت وآخر تساهم في مساعدة عشرات آلاف المواطنين، وتحديدا الأرامل والأيتام وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وشريحة المُهجرين والنازحين، وهي أكثر شرائح المجتمع تضرراً.

ووفقاً لعباس، فإنّ الحملات لم تكن لتنجح لولا حبّ المساعدة من قبل الميسورين والأشخاص الذين يمتلكون فرصاً أكبر من غيرهم للمساعدة في مثل هذه الحملات، مثل التجار وغيرهم.

كاشفة عن حملات جديدة سميت "سلال الرحمة"، وتتلخص بوضع سلال كبيرة في الأسواق يقوم المتبضعون وأصحاب المحال والبقالون بوضع الخضر والفاكهة والمواد الغذائية فيها ليقوم من لا يستطيع الشراء بأخذ ما يتيسر منها، فلا يخرج أحد من السوق إلا وقد أخذ شيئاً لمنزله.

وأمس، الأحد، نشر ناشطون صوراً لجدار وسط مدينة الرمادي، غربي البلاد، وتظهر عليه ملابس مختلفة متاحة لأي شخص يحتاجها، وفي الوقت نفسه يستطيع أي متبرع وضع ملابس مستخدمة على الجدار.

وقبل أيام، عاود ناشطون في بغداد استخدام جدار أحد المساجد للغرض ذاته في منطقة بغداد الجديدة، شرقي العاصمة، يقوم عليه ناشطون من سكان المنطقة.

ولا تقتصر الحملات على توزيع الملابس أو الاحتياجات الشخصية والأطعمة، فهي تشمل حفر الآبار بالمناطق النائية التي أدى شح المياه فيها إلى أزمات خانقة، كمدينة الرطبة على الحدود الأردنية العراقية، غربي البلاد.

ويقول الناشط أحمد العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ المجتمع يبقى حيّاً ما استمر التراحم بين أفراده، ولا نريد أن نبقى متفرجين ونلعن الفساد وسوء الحكومات والأحزاب"، وفقا لتعبيره.

ويضيف "تمكن ناشطون من حفر 7 آبار لغاية الآن بتبرعات خيرية عبر (فيسبوك)، وهناك حملات أخرى متواصلة لتوفير المياه للسكان، والبئر الواحد يكفي احتياجات ما لا يقل عن 7 منازل متجاورة على مدار الساعة، وهذا من أعظم الأعمال الاجتماعية الخيرية".

واعتبر أن "المدن التي تشهد حملات إنسانية واجتماعية خيرية تبقى معافاة وأقل ضررا بوجود هذه الحملات".

قضايا وناس
التحديثات الحية

عضو الحراك المدني العراقي في بغداد أحمد حقي اعتبر أن الحملات الشبابية الإنسانية داخل المدن لمساعدة الفقراء آخر خطوط الصد التي يجب المساعدة على استمرارها. وأضاف حقي، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أن اتساع رقعة الفقر مع غياب أي معالجات حكومية حقيقية يجعل من تحرك القوى المدنية والشعبية الأخرى ضرورة ملحة لمساعدة الناس عبر التشجيع على الأعمال الإنسانية والخيرية، معتبرا أن تلك الأعمال "تعزز عزلة الأحزاب الدينية والفصائل المسلحة عن المجتمع العراقي".

المساهمون