"تنجّم"... أول تطبيق تونسي لمساعدة مرضى النخاع العظمي

19 مايو 2022
زراعة النخاع العظمي تعدّ من الاختصاصات الطبية الدقيقة (Getty)
+ الخط -

يبذل الناشط المجتمعي التونسي، ظافر لطيّف، جهوداً منذ أكثر من 20 عاماً لتحسين ظروف الإحاطة بمرضى سرطانات الدم، بعد أن أصيب وهو في عقده الثاني بهذا المرض، وكان زرع النخاع العظمي نقطة تحوّل في حياته.

بدأت رحلة لطيّف في محاولة رعاية مرضى سرطان الدم سنة 2001 بتأسيس أول جمعية مدنية لمزروعي النخاع العظمي، كان هدفها توفير أكبر قدر ممكن من المساعدة لهذه الفئة من ضحايا الأمراض السرطانية والتعريف بهذا المرض على نطاق واسع.

يقول لطيّف إنه كان من بين أولى القوى المدنية التي اهتمت بتطوير عمل الجمعيات في هذا المجال في إطار شراكة مع أطباء متخصّصين وأولياء لمصابين بأمراض الدم، إذ تم تأسيس الجمعية في مرحلة أولى ثم مبيت لإقامة المرضى وذويهم خلال فترة العلاج، قبل أن يدخل عالم التكنولوجيا بإعلان إطلاق أول تطبيق إلكتروني للتواصل مع مراكز التبرع بالدم والمركز الوطني لزرع النخاع العظمي اختير لها اسم "تنجّم" ( تستطيع) .

ويؤكد لطيّف في حديث لـ"العربي الجديد" أن "مرضى سرطان الدم يحتاجون إلى رعاية كبيرة في فترة العلاج، لكن نسبة شفائهم عالية مقارنة بالأمراض الأخرى التي تنتج عن الأورام، وهو ما دفعه إلى استغلال كل الإمكانيات المتاحة من أجل مساعدتهم على الوصول إلى مرحلة الشفاء".

ويضيف رئيس الجمعية التونسية لمزروعي النخاع العظمي: "كنت محظوظاً بالشفاء من المرض الذي أصابني وأنا في الـ29 من عمري، إذ تمكنت من إجراء عملية للنخاع العظمي في أحد البلدان الأوروبية وشفيت تماماً من المرض بعد نحو 3 سنوات" .

ويؤكد أن تعافيه كان نقطة تحوّل كبيرة في حياته التي كرّسها لمن مروّا ويمرون بذات التجربة، مشيرا إلى أن الجمعية التي يرأسها توفّر خدمات المرافقة والاستقبال للمرضى في مرحلة العلاج، إذ تتراوح نسبة الليالي في المبيت المخصص لهم ما بين 1500 و2000 ليلة سنويا.

غير أن ظافر لطيّف يعتبر أن المبيت الخاص بالجمعية لم يعد كافيا لمواجهة الطلب المتزايد على مرافقة وإيواء المرضى، وهو ما دفعه إلى التفكير في تطوير طريقة العمل الجمعياتي واستغلال الإمكانيات التكنولوجية المتاحة عبر إطلاق تطبيق "تنجّم".

ويوضح أن التطبيق يمكّن مستعمليه من الاطلاع على كل المعطيات الخاصة بمرض سرطانات الدم والتواصل مع بنوك الدم والبنك الوطني لزرع النخاع العظمي وتسهيل عملية التبرع بالدم والصفائح لفائدة المرضى، مشيرا إلى أن من أهدافه أيضا توفير أكبر قدر ممكن من الإمكانيات المادية واللوجستية لمرافقة المرضى والتكفل بهم.

ويرى لطيّف أن تونس قادرة على التحوّل لقطب لتصدير خدمات زرع النخاع العظمي بتطوير المركز الوحيد المتخصص في هذا الصنف من العمليات، مؤكدا وجود كل العوامل لإنجاح السياحة الطبية في هذا الاختصاص ودعم الرعاية بالمرضى المحليين.

وقال: "نعم 'انجموا' (نستطيع) في تونس توفير رعاية جيدة لمرضى سرطان الدم، فقط يكفي أن تكون هناك شراكة جيدة بين المجتمع المدني والسلطات الصحية"، مؤكدا أن التطبيق الذي جرى إطلاقه سيساعد على ذلك.

وتعدّ زراعة النخاع العظمي في تونس من الاختصاصات الطبية الدقيقة التي تُجرى حصريا في القطاع الحكومي الذي نجح عام 1998 في إجراء أول عملية في هذا الاختصاص، فيما تم سنة 2007 زرع النخاع العظمي المنقول من شخص إلى شخص بالنسبة للأطفال، وتقدر نسبة نجاح هذه العمليات بـ81 بالمائة.

 

المساهمون