"تحرير الشام" تغلق معهداً لتمكين المرأة والتعليم في إدلب

22 مارس 2021
تحرير الشام أغلقت المعهد عقب عقده ندوة للنساء بإدلب في "يوم المرأة العالمي" (Getty)
+ الخط -

أعلن أعضاء مجلس إدارة معهد "شاين/ SHINE" للتمكين الاستراتيجي، مقره الولايات المتحدة الأميركية، والعامل في محافظة إدلب وباقي المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة شمال غربي سورية، عن قيام ما تُسمى "حكومة الإنقاذ" الذراع المدنية لـ"هيئة تحرير الشام" في إدلب، بإغلاق مركز تعليمي لهم في التاسع من مارس/آذار الجاري، عقب يوم من ندوة داخل المعهد في مدينة إدلب، دعا لها كادر المعهد عدداً من النساء في "يوم المرأة العالمي".

وقال أعضاء إدارة معهد شاين في بيانٍ لهم، صباح الإثنين، إن "الإغلاق القسري من قبل حكومة الإنقاذ لمركزهم التعليمي في إدلب تحت التهديد بعدم التصريح، يهدد سلامة وأمن كوادر المنظمة العاملة في إدلب"، وأشار البيان إلى أن "أسباب الإغلاق غير موضوعية ومُلفقة عن نشاطات المركز في يوم المرأة العالمي في الثامن من الشهر الجاري". 

ولفت البيان إلى أن "هيئة تحرير الشام مستمرة في اعتداءاتها وترهيبها ضد مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة لمواصلة حكومة الإنقاذ الذراع المدني للهيئة بتقييد حريات الرأي والتعبير في المؤسسات التعليمية، التي تهدف إلى تمكين المرأة وتقديم خدمات تعليمية مجانية لمئات الطلاب شهرياً".

وعقب ذلك، أعلنت المنظمة في بيانها عن إيقاف كافة خدماتها في محافظة إدلب شمال غرب سورية، مُحملين "هيئة تحرير الشام" وحكومة الإنقاذ سلامة وأمن جميع الموظفين السابقين في أفرعها ضمن مدينة إدلب، الذين أُجبروا على الاستقالة خوفاً من اضطهاد "تحرير الشام" ابتداءً من تاريخ الإغلاق المفروض على المنظمة.

وحصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مطلعة في إدلب تُفيد بأن سبب إغلاق حكومة الإنقاذ للمعهد، جاء بعد ندوة أُقيمت ضمن معهد شاين في إدلب، إثر مداخلة لمديرة المعهد الدكتورة رانية قيصر، المقيمة في أميركا، عبر تقنية الفيديو مع عدد من النساء الذين تم توجيه دعوة إليهم بمناسبة عيد المرأة العالمي لحضور الفعالية داخل المعهد، إذ طالبت قيصر خلال مداخلتها النساء بتجنب الزواج من رجل متزوج، وبررت قيصر طلبها بإحدى الآيات القرآنية التي تشترط على الرجال الراغبين بالزواج من أكثر من امرأة بأن يعدلوا، معتبرة أنه "ولن تعدلوا" كما جاء في الآية الكريمة.

وتأسس معهد "شاين" السوري الإنساني للتمكين الوطني عام 2015، وكان أول مركز تعليمي أنشأته في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، والتي سيطرت عليها قوات النظام بدعم روسي ضمن حملتها العسكرية بداية العام الماضي، ويحظى المعهد بترخيص في محافظة إدلب، ومعتمد في الولايات المتحدة الأميركية، ويُقدّم خدماته في التعليم والتدريب، والإغاثة والتنمية المستدامة، على امتداد إدلب وريفها وريفي حماة وحلب.

وتعهد أعضاء مجلس إدارة شاين  باستمرار المنظمة في تقديم الخدمات للسوريين في كافة المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة شمال غرب سورية، والتعاون مع كل الجهات السورية، والإقليمية، والدولية التي تعمل على إصلاح المجتمع السوري ودفعه نحو المزيد من التمكين والاستقرار، واشترط المعهد بالعودة لتقديم خدماته في إدلب ومحطيها، في حال أُوقفت كافة التجاوزات والانتهاكات لحقوق الانسان والحقوق المدنية، بما في ذلك حرية التعبير العام، وتوفير بيئة حكم حقيقي وديمقراطي يضمن أمن وسلامة حقوق جميع المواطنين، ورفع الهيمنة الأمنية والإدارية التي تمارسها هيئة تحرير الشام عن كافة المؤسسات السورية والمنظمات المدنية المحلية والإقليمية والدولية.

ولفتت المنظمة في بيانها إلى أنها "حققت أهدافها على مدار ست سنوات مضت من بناء القدرات السورية وتمكين قادة المستقبل في عدة مناطق منها وحلب، حماة، ودمشق، ودرعا، وإدلب"، مؤكدة أن الشعب السوري أصبح قادراً على اتخاذ  القرارات السياسة كافة واستلام زمام بناء مجتمع حر وعادل.

المساهمون