تتكرّر السرقات في المحال التجارية ومكاتب الصيرفة في بغداد ومدن عراقية أخرى، على أيدي متخصّصين في التنويم المغناطيسي، سواءً أكانوا عراقيين أو أجانب، بحسب ما أفادت السلطات الأمنية في البلاد.
ويأتي ذلك في مشاهد لم يألفها العراقيون، لا سيّما أنّ هذه الطريقة تُعَدّ حديثة وخطرة في الوقت نفسه.
وقد أعلنت وزارة الداخلية العراقية أخيراً أنّها ألقت القبض على متّهمين من جنسيات أجنبية لقيامهما بسرقة مبالغ مالية عن طريق تنويم الضحية مغناطيسياً في منطقة البياع جنوبي العاصمة بغداد.
وقبل أسبوعَين تقريباً، اعتقلت قيادة شرطة بغداد ثلاثة متّهمين بالدخول إلى أحد مكاتب الصيرفة وقيامهم بتنويم صاحب المكتب مغناطيسياً، وسرقة مبلغ مالي قدره ثلاثة آلاف دولار أميركي، موضحة في بيان أنّه "بعد عملية الاعتقال التي جرت، وجّهت السلطات الأمنية بإغلاق جميع منافذ المنطقة والقيام بحملة تفتيش ومتابعة فورية، وبالفعل تمكّنت من تشخيص المتهمين الثلاثة، وإلقاء القبض عليهم وضبط المبلغ المسروق".
في هذا الإطار، يقول الضابط في شرطة بغداد غسان المحمداوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنويم المغناطيسي هو شكل من أشكال إصابة الضحية بالتشتّت وعدم التركيز لتمكين المقدمين على السرقة من المحال التجارية وأصحاب مكاتب الصيرفة من فعلتهم. لذلك نطالب المواطنين باتّخاذ الحذر والابتعاد من الزبون الذي يمارس أيّ نشاط غير طبيعي، مثل استخدام المناديل والقلائد أو تشغيل أصوات صفير وغيرها بواسطة أجهزة الهاتف".
ويشير المحمداوي إلى أنّ "ثمّة حالات عدّة وقعت في بغداد، علماً أنّ السرقات بمعظمها كانت تحدث في الماضي من خلال خفّة اليد أو التمويه أو النصب أو تحت تهديد السلاح، أو عبر مجموعة لصوص يلجأون إلى عمل تمثيلي في داخل محلّ معيّن بهدف سرقته، من قبيل افتعال شجار أو حالة إغماء".
من جهته، يقول الناشط العراقي أيهم رشاد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الانفلات الأمني يقود بعض العصابات إلى استحداث مزيد من الطرق للسرقة، لأنّ القانون ضعيف ولوجود تدخل وتأثير في عمل المحاكم لمنع بعض العقوبات والأحكام عن المتّهمين. وهذه أسباب تدفع المستفيدين من الانفلات إلى الاستمرار في العمليات التي من شأنها أن تهدم المجتمع العراقي".
ويضيف رشاد أنّه "لم نكن نسمع بالسرقة عبر التنويم المغناطيسي في السنوات الماضية، لكنّ ثمّة تأكيدات أنّ عراقيين وقعوا ضحيتها، لذلك لا بدّ من الالتفات إلى هذا الملف"، مشيراً إلى أنّ "الشعب يُسرق يومياً من قبل السلطة التي تمارس التنويم المغناطيسي مع العراقيين، من خلال الوعود الكاذبة. بالتالي فإنّ العصابات التي تمارس التنويم المغناطيسي مع التجّار ما هي إلا امتداد لما يحدث أصلاً في البلاد".
في سياق متصل، يلفت القاضي والخبير القانوني علي التميمي إلى أنّ "القانون العراقي تطرّق إلى السرقة عبر الحيل، والتنويم المغناطيسي يُعَدّ حيلة". ويوضح لـ"العربي الجديد" أنّه "في حال وقعت السرقة في النهار تكون عقوبتها السجن لسبع سنوات، أمّا إذا أتت في الليل فإن عقوبتها تصل إلى 10 سنوات".