"الأوقاف" المصرية تبرر منع التهجد: ليس قراراً فردياً أو اعتباطياً

25 ابريل 2022
إفطار جماعي في الجامع الأزهر يناقض حديث الأوقاف المصرية عن التباعد الاجتماعي (الأناضول)
+ الخط -

ردت وزارة الأوقاف المصرية، الإثنين، على ما أثير بشأن قطع صلاة التراويح بمسجد المراغي في حلوان، جنوبي العاصمة القاهرة، بسبب عدم التزام الإمام بالمدة المحددة من الوزارة، مؤكدة أنها "لم ولن تتخذ أي إجراء بشأن قطع الصلاة، ولم يصدر عن أي من قياداتها توجيه بذلك".

وقالت الوزارة إن دورها هو خدمة المساجد، مستشهدة بافتتاح أكثر من 250 مسجداً خلال الشهر الماضي، مؤكدة أن قرار منع التهجد والاعتكاف في المساجد خلال شهر رمضان، "لم يكن قراراً فردياً أو اعتباطياً، وإنما قرار مؤسسي من خلال لجنة إدارة الأوبئة والجوائح الصحية برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وبرؤية مشتركة دينية وصحية".

وأضاف البيان أن "الرأي الديني يُبنى على الرأي الطبي، ولا يسبقه، ولا يجوز لأي جهة أو مؤسسة أن تصدر أي قرار منفردة ما دام هناك لجنة وطنية مشتركة منوط بها الأمر. منع صلاة التهجد استند إلى رؤية مؤسسية مبنية على المصلحة المعتبرة دينياً ووطنياً، ولا يمكن أن تجتمع المؤسسات إلا على ما يحقق الصالح العام" على حد قولها.

وأكدت الوزارة أن "التهجد يمكن أداؤه في المنزل، واستحب كثير من العلماء ذلك حتى في غير أوقات الجوائح، فضلاً عن كل ما هو متاح من الذكر وقراءة القرآن، كما أن قيام الليل غير محصور في المسجد، فقم في بيتك، واجتهد أقصى طاقتك، فضلاً عن واجب الوقت من التكافل والتراحم وإطعام الطعام وإغناء الفقراء".

ونبهت الوزارة على جميع العاملين في الأوقاف بعدم السماح لأي شخص غير مُرخص له بالخطابة، أو مُصرح له بالإمامة، وإحالة أي مخالف إلى المساءلة القانونية والتأديبية.

ويتواصل الغضب في مصر منذ انتشار فيديو لواقعة منع استكمال الصلاة، فضلا عن تكرار مرور مفتشي الأوقاف على المساجد ليلاً للتأكد من إغلاقها أمام الراغبين في أداء صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان.

وادعت الوزارة أنها "حريصة على إقامة صلاة التراويح بكل أريحية وهدوء في ظل الأجواء الإيمانية للشهر الكريم"، مضيفة أنه "في حال حدوث أي تجاوز يكون دور المفتش مجرد الرصد، من دون أي إجراء تجاه المسجد، على أن تقوم المديرية المختصة بدراسة الأمر، ومعالجته بمعرفتها".

وقالت في بيانها إن ما حدث في مسجد المراغي بحلوان هو "قيام شخص غير مُصرح له بالإمامة، ما استدعى معرفة سبب غياب إمام المسجد. لاحظ أحد الناس ممن لا علاقة لهم بالأوقاف ذلك، فوجه حديثه للإمام الذي كان يصلي بسرعة لإنهاء صلاته، خوفاً من غلق المسجد، فتدخل مدير مديرية أوقاف القاهرة، خالد صلاح، مؤكداً أن أحداً لم يأمر بإنهاء الصلاة، أو غلق المسجد، وتقدم ليتم صلاة التراويح إماماً بالناس".

وأشارت الوزارة، إلى إحالة إمام المسجد المتغيب إلى التحقيق، وإحالة مدير الإدارة للتحقيق بسبب سماحه لشخص غير مُصرح له من وزارة الأوقاف بإمامة الناس، موضحة أن دور المفتشين يقتصر على رصد المخالفات من دون الاحتكاك بالناس، أو بالعاملين في المسجد أثناء أداء الشعائر، ورفع تقارير عن التجاوزات إلى الإدارة التابعين لها لمعالجة المخالفة بالطرق الدعوية والقانونية.

وكشف مصدر مطلع في وزارة الأوقاف لـ"العربي الجديد"، أن "أعلى جهة في الدولة هي التي وجهت وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، بتشديد الرقابة على المساجد خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، وتقصير مدة صلاة التراويح في الليالي العشر الأواخر، مع التأكد من غلق المساجد والزوايا ليلاً، ومنع إقامة صلاة التهجد في أي منها".

وأفاد المصدر بأن "التعليمات تسببت في حالة من الاستنفار القصوى داخل الوزارة، وتم التنبيه على مديريات الأوقاف في المحافظات لشن مفتشيها حملات على المساجد، للتأكد من التزامها بمدة الـ30 دقيقة التي حددتها الوزارة لصلاة التراويح، وغلق المساجد بعدها مباشرة حتى أذان الفجر من اليوم التالي".

المساهمون