ناشدت رابطة مشجعي نادي الزمالك لكرة القدم لجنة العفو الرئاسي المصرية بالإفراج عن رئيسها، السيد علي فهيم والشهير بسيد مشاغب، بالتزامن مع عيد ميلاده الـ34، وبعد مضي نحو سبع سنوات على حبسه.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، في سبتمبر/ أيلول 2017، قد عاقبت السيد علي فهيم القيادي بـ"ألتراس وايت نايتس"، و4 آخرين بالسجن المشدد 7 سنوات، كما عاقبت اثنين بالسجن المؤبد، و3 آخرين بالسجن 10 سنوات، وعاقبت 3 آخرين بالسجن 3 سنوات، وقيادياً آخر بالسجن سنتين، فيما قضت ببراءة اثنين، وذلك في اتهامهم بالقضية المعروفة إعلامياً بـ"أحداث الدفاع الجوي"، وتم تأييد الأحكام في النقض.
ونشرت الرابطة عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة له ومناشدة للإفراج عنه، قالت فيها "طال الغياب.. وكل الحنين صار إلى مَن كان يوماً حاضراً بجسده وهو قطعاً ما زال حاضراً بروحه وجسده وفِكره، عامٌ يتلوه عام وأيام تمُر كأنها سنوات تئِن فيها الأجسام وتحنّ القلوب لذاك الحُر الذي يُعاني الأمرين خلف الأسوار".
وتابعت الرابطة "فها هو مُلهِم أبناء ميت عقبة ورمز حركة الأولتراس وقائد الجماهير السيد علي فهيم العازب يُتِمُّ عامه الرابع والثلاثون داخل محبسه، سبعة أعوام متتالية قضاها سيد مُشاغب بعيدا عن أهله وأبنائه وأحبائه في عتمات السجون وحيدا منعزلا في زِنزانةٍ لا يطيقُ المكوث ولو للحظات بداخلها إنسٌ ولا جن، سنوات يفقد فيها شبابه بعدما فقد والده رحمة الله عليه بعد صراع مع المرض، مازال يُسطّر بصموده وثباته أسمى الروايات والأمثلة التي يعجزُ القلم أن يَخُطّها وتقف الحروف حيرى عاجزة على وصف مديح يليق بكل ما قدّمه".
وأضافت الرابطة في رسالتها "كُلما مر الزمان تبعثرت أوراق الماضي وتشتّت الذكريات وبهتت الصور وتلاشت الألوان حتى اعتقدوا واهمين بأن الزّج بقائدنا في غياهب السجون طيلة هذه السنوات سيمحي تاريخه من العقول واسمه من القلوب وسيؤول به إلى خانة الطي والنسيان، لم يعلموا بأن المُشاغب حي وحاضر في مُهَجٍ مَسّها ضُر الشوق إليه منتظرةً عودته بشغف، لا يطيق الضيم ولا يستمرئ العيش الذليل كالجبل يستعصي على الانحناء، ولمن ذاكر منهُم التاريخ فليستلق مِنه العِبر وليعلم يقينا بأن من له ماضٍ مجيد حتما سوف يعود، وهو الماضي والحاضر والمستقبل".
وتابعت "كما أنه يُرسل تحياته لجمهور الزمالك ليُردد ما نُردده الآن من كلمات الصبر والثبات والشوق لمدرجات المنحنى الجنوبي التي لو نطقت لصدحت باسم سيد مشاغب، فكما عهدناه أسدا رابضا في عرينه مازال بطلًا ثابتا وصامدا رغم عذابات السجون، أبيا حرا شامخا عزيزا خلف قضبان السجون لا ينحني إلا لله وحده عز وجل".
"وأخيرًا؛ بالأمل لا بالألم وباليقين لا بالقنوط وبالثقة لا باليأس وبالعزيمة لا بالخور، فإننا نَرقُب من مولانا الكريم فرجا قريبا وموعدا مع الحرية لكابو مجموعة أولتراس وايت نايتس، مُنادِين جموع جمهور الزمالك والجماهير العربية بصرخةٍ مدوية ورسالة تشق جدار الصمت أَنْ ارتقبوا جلاء هذا الليل لتتبعه إشراقة الشمس وتتحطم بعد القيود لتزول الغمة وتنزاح دياجير الظلام، وحينها ستهتز أرجاء العاصمة فرحا باسترداد حرية ابنها البار السيد مشاغب.. كما أننا نؤكد على دعمنا الكامل لُمبادرة الدولة المصرية ولجنة العفو الرئاسي، مُتمنين من الله التوفيق لهذه الخطوة الجيدة ونتمنى أن يصل صداها إلى جُدران زنزانة سيد علي".
بدوره علق المحامي وعضو لجنة العفو الرئاسي، طارق العوضي، على الرسالة بكتابة "تم نقل الرسالة كما جاءت نصا، وأدعم نداء الجماهير بكل قوة، وأطالب بشمول قائمة العفو سيد مشاغب".
وتعود أحداث القضية إلى 8 فبراير/شباط 2015، وقيبل مباراة إنبي والزمالك باستاد الدفاع الجوي، حيث قتل 20 من مشجعي نادي الزمالك الرياضي، كانوا ضمن آلاف تم منعهم من دخول المباراة.
وتعد هذه هي المذبحة الثانية الأشهر لمشجعي كرة القدم، فقبلها بثلاثة أعوام، تحديدا في أول فبراير/شباط 2012 وقعت مذبحة مشابهة في استاد بورسعيد، راح ضحيتها 73 من مشجعي النادي الأهلي أثناء مباراته مع النادي المصري.
وتم إعفاء وزارة الداخلية من المسؤولية عن سقوط هؤلاء الضحايا رغم كونها المسؤولة عن خطط تأمين المباريات والأماكن والمنشآت والشوارع بصفة عامة.
وفي مارس/آذار الماضي، أطلقت السلطات المصرية سراح عمر شريف، وعدد محدود من شباب رابطة مشجعي نادي الزمالك المصري "أولتراس وايت نايتس" بعد قضاء سبع سنوات مدة عقوبة في القضية المقيدة برقم 4584 لسنة 2015 جنح أول مدينة نصر.