"جنرال القسّام" وتغيير الموازين: لا تهدئة بلا رفع الحصار

30 يوليو 2014
الضيف ظهر من خلال تسجيل صوتي (موقع القسام الالكتروني)
+ الخط -
اختار القائد العام لـ"كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، محمد الضيف، اليوم الثالث والعشرين منذ بدء العدوان ليظهر ويلقي خطابه الأول، ويوجه رسائله في أكثر من اتجاه داخلي وخارجي.

حملت رسالة الضيف، الأولى، عنواناً عريضاً لأية تهدئة، فقد اشترط أن "لا وقف لإطلاق النار مع إسرائيل إلا بوقف العدوان ورفع الحصار". وشدّد على أنه "لا يمكن القبول بحلول وسط، على حساب كرامة وحرية الشعب الفلسطيني".

وخلال التسجيل الصوتي، الأول منذ سنوات، الذي بُث مساء الثلاثاء، أعلن أن "ما عجزت عنه إسرائيل من خلال عدوانها الجوي والمدفعي والبحري، لن تحققه القوات المهزومة على الأرض، والتي باتت صيداً لبنادق وكمائن مجاهدينا منذ العملية البرية".

ولفت الضيف، الذي تحدث لخمس دقائق فقط، إلى أن "الموازين في هذه المعركة مع العدو الصهيوني باتت مختلفة". وخاطب الإسرائيليين في رسالة تهديدية واضحة: "أنتم تقاتلون اليوم جنوداً ربانيين، يعشقون الموت في سبيل الله، كما تعشقون أنتم الحياة، ويتسابقون إلى الشهادة كما تفرون من الموت أو القتل، وقد توحّدوا جميعاً وقوى شعبنا على مقاومة العدوان".

ولم ينسَ الضيف في غمرة العدوان الواسع على القطاع، ما تتعرض له الضفة الغربية والقدس من قتل وحصار وتجويع، غير أنه أكد أن "الاحتلال فشل في غزة فشلاً ذريعاً، وبات يستهدف المدنيين في بيوتهم، يدمرها على رؤوسهم، ليوهم شعبه بأنه اجتاح القطاع ودمر الأنفاق ومنصات الصواريخ".

وأكدّ قائد "القسام" في فلسطين، في رسالة أخلاقية، أن "المقاومة آثرت مواجهة وقتل العسكريين الإسرائيليين وجنود النخبة، على مواجهة ما يسمى المدنيين في الكيان الصهيوني، وذلك رغم أن العدو يوغل في دم المدنيين الفلسطينيين، ويمسح أحياءً بأكملها على رؤوس من فيها".

وبينّ أن "القسام" تعمل وفق سيناريوهات وخطط أعدتها مسبقاً"، لافتاً إلى أنهم "لا يتعاملون وفق ردات فعل، كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي، الذي كلما قُتل من جنوده ونخبه العسكرية، أوغل في دماء المدنيين الفلسطينيين". 

عملية التسلل

وعقب الخطاب، بثت "القسام" مشاهد من كاميرا مثبتة على رأس أحد مقاتليها، تظهر عملية تسلل برية في موقع عسكري، شرق حيّ الشجاعية.

وبدا مقاومو "القسام" مطمئنين في خروجهم من النفق الأرضي، ومطمئنين كذلك في سيرهم نحو برج عسكري محصن، قبل أن يتسللوا إلى داخل الموقع العسكري من بوابته، ويجهزون على من فيه. وظهر ثلاثة مقاومين على الأقل يضربون جندياً إسرائيلياً، في محاولة لسحبه وأسره. وهو ما أعلنت عنه "القسام" في وقت سابق.

وغطت "القسام" على أصوات مقاتليها خلال الاشتباك، وغطت وجوههم كذلك، إذ كانوا مكشوفي الوجوه خلال عمليتهم، التي تمكنوا فيها من اغتنام بندقية إسرائيلية متطورة. وعاد المقاومون إلى النفق بأريحية تامة، وفق الفيديو، وأنزلوا أسلحتهم إليه قبل أن يغادروا المكان ويعودوا إلى قواعدهم بسلام.

وقالت "القسام"، أمس الاثنين، إنها أجهزت من "مسافة صفر" على عشرة جنود إسرائيليين، لكن الاحتلال اعترف بمقتل خمسة جنود.

المساهمون