وقال وزير الري المصري محمد عبدالعاطي، اليوم، إن الزيارة جاءت في إطار حرْص مصر على استكمال المفاوضات الفنية، والاجتماع كان مخصصاً لمناقشة القضايا العالقة من أجل تقليص الفجوة التي ظهرت خلال الفترة الماضية.
وأوضح عبد العاطي أن وزراء الدول الثلاث جددوا الإلتزام باستمرار المباحثات للتوصل في فترة وجيزة لاتفاق مرضٍ لجميع الأطراف بشأن توقيت وأسلوب ملء السد طبقاً لاتفاق إعلان المبادئ.
وكانت المفاوضات المتعلقة بالجانب الفني لسد النهضة قد استؤنفت في أديس أبابا على مستوى وزراء المياه والري في كل من الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، أمس، لاستكمال المباحثات حول النقاط العالقة والخاصة بالانتهاء من تقرير الاستشاري الفرنسي.
وجاءت مشاركة الوزير المصري بناء على دعوة موجهة من وزير المياه والكهرباء الإثيوبي في إطار محاولات الدول الثلاث، الاتفاق على دفع مسار الدراسات المشتركة تحت مظلة أعمال اللجنة الثلاثية للخبراء.
وقال عبد العاطي على هامش الاجتماعات "إننا نبحث عن أفضل سيناريو ممكن لملء سد النهضة، والذي لا يمكن أن يُلحق ضرراً كبيراً بدول المصبّ ويستوفي جميع المتطلبات".
وأشار الوزير إلى وجود اختلافات، مبيناً أن "استمرار المناقشة هو انعكاس لإصرار الجميع على التوصل إلى كل من الاتفاقات التي تحقق طموحات الدول الثلاث".
بدوره، شدد وزير المياه الإثيوبي، سلشي بقل، على أن هذا المنعطف في المفاوضات مهم للبحث في كيفية ملء السد من دون التسبب في أي ضرر لدول المصب استناداً إلى إعلان المبادئ والتوصيات التي اعتمدت في الماضي.
أما وزير المياه السوداني خضر قسم السيد فقال "نحن جئنا بأمل إيجابي"، معتبراً أن بناء السد يمثل عصراً جديداً من التعاون في حوض النيل.
وكان "العربي الجديد" قد كشف عن رفض مصري لمقترح إثيوبي، متعلق بعملية ملء خزان السد، يقضي بعدم تحديد عدد سنوات لملء خزان السد مع ترْك الأمر للدراسة السنوية وفقاً لمنسوب الفيضانات والأمطار كل عام، حيث شكلت القاهرة لجنة فنية، أوصت برفض المقترح، لكون أديس أبابا غير ملتزمة بتنفيذ ما تم التوقيع عليه من اتفاقات سابقة، وفي مقدمتها اتفاق المبادئ الموقع في الخرطوم 2015.
وتقيم إثيوبيا سد النهضة على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول بالقرب من الحدود الإثيوبية-السودانية، على مسافة تتراوح بين 20 و40 كيلومتراً.
وعند اكتمال إنشائه، المرتقب نهاية 2019 سوف يصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالمياً في قائمة أكبر السدود إنتاجاً للكهرباء، حيث تقدر تكلفته بـ4.7 مليارات دولار أميركي.
ويعد سد النهضة الإثيوبي واحداً من ثلاثة سدود تُشيّد لغرض توليد الطاقة الكهرومائية في إثيوبيا، في وقت أعلنت القاهرة رفضها لبدء تشغيل السد قبل الاتفاق النهائي على قواعد ملء وتشغيل السد بشكل لا يضر بحصتها التاريخية من مياه النيل التي تنص عليها الاتفاقية الموقعة في 1959، وتقدر بـ55 مليار متر مكعب.