حلفاء النظام السوري يتقدّمون شمال درعا لأهداف خاصة

12 فبراير 2015
"النصرة" وفصائل أخرى كانت تسيطر على دير العدس (الأناضول)
+ الخط -

يستمر حلفاء النظام السوري في خوض المعارك بدلاً منه بعد الإنهاك الذي أصاب قواته، وتمكّن هؤلاء من السيطرة على بلدة دير العدس ومحيطها شمالي محافظة درعا، في إطار معركة "الحسم" التي أطلقها النظام، الأحد الماضي، للسيطرة على بعض المناطق الاستراتيجية في مثلث تلاقي ثلاث محافظات سورية، وهي ريف دمشق ودرعا والقنيطرة.

لكن القيادي في الجيش الحر، أيمن العاسمي، حذر من أن "المسألة أكبر من مجرد استعادة بعض البلدات والتلال"، متهماً "حزب الله بمحاولة بناء قاعدة ثابتة له في منطقة شمال درعا".

وأفاد ناشطون سوريون، بأن السيطرة على دير العدس ومحيطها جاءت "عقب اشتباكات عنيفة استمرت يومين مع فصائل المعارضة، وتمكّن عناصر حزب الله اللبناني مدعومين بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام من الدخول إلى البلدة ليل الثلاثاء-الأربعاء، ثم انسحبوا منها إلى التلال القريبة خشية وجود كمائن، بعد أن ثبتوا نقاط تمركز في محيط المنطقة، بحيث باتت تلك القوات تسيطر ناريّاً على البلدة".

وبينما أعلن مقاتلو المعارضة قتل وإصابة العشرات من القوات المهاجمة، تحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل "20 من مقاتلي كتائب المعارضة في كمين نفذه حزب الله قرب دير العدس وخلال الاشتباكات".

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، إن "قوات النظام السوري والجماعات المسلّحة الحليفة لها، تُواصل التقدم بعد سيطرتها على بلدة دير العدس الاستراتيجية والتلال المحيطة، ما فتح الطريق أمامها لتتقدم باتجاه عمق هذه المنطقة"، مشيراً إلى أن "حزب الله هو الذي يقود المعركة".

وكانت البلدة تخضع لسيطرة "جبهة النصرة" وفصائل مقاتلة أخرى منذ أكثر من عام.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" نقلاً عن مصدر عسكري، أن "الجيش تمكّن، الأربعاء، من استعاده الأمن والاستقرار في بلدة صانع، وفرض سيطرته على حي تل الهوى وتل عروس في الريف الجنوبي الغربي من دمشق".

وبحسب "سانا"، فقد سيطر الجيش السوري، الثلاثاء، على بلدة الدناجي القريبة من دير العدس قرب الحدود مع جنوب محافظة القنيطرة، بعد يوم واحد فقط من السيطرة على تل مرعي في الريف الغربي من دمشق، الذي يربط دير صانع مع بلدة دير العدس في درعا.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله، إن قوات من "الجيش بدأت تمشيط المنطقة وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي خلّفها الإرهابيون"، مشيرة إلى أنه تمت السيطرة، أيضاً، على تل عنتر، الذي يحيط ببلدة كفرشمس إلى الجنوب من دير العدس.

من جهتها، قالت "تنسيقية دير العدس" المعارضة إنه "نتيجة القصف العنيف والتغطية النارية لقوات النظام، ومن ثم سيطرتها على الدناجي وطريق الهبارية وحصار البلدة من جميع الجهات باستثناء الجهة الغربية، فقد تراجع الجيش الحر إلى خارج البلدة ودخلها النظام من ثلاث جهات، وبعد أن أمضت قوات النظام وقتاً في البلدة عادت إلى تل مصيح وتل الفطر ومنطقة حماد وثبتت نقاطاً عليها، وباتت البلدة في مرمى نيران النظام بالكامل".

لكن عضو قيادة الجبهة الجنوبية في الجيش الحر، أيمن العاسمي، يقول لـ"العربي الجديد"، إن "المسألة أكبر من مجرد استعادة بعض البلدات والتلال، إذ يحاول حزب الله أن يبني لنفسه قاعدة ثابتة في منطقة شمال درعا مشابهة لقاعدته في جنوب لبنان، وتكون على تواصل معها عبر سفوح جبل الشيخ، ليصبح في موقع القوي في المرحلة المقبلة، ويكون، هو بالتنسيق، مع إيران عنوان التفاوض في حال انهيار النظام".

ويشير العاسمي في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "أن الحزب دفع بتعزيزات كبيرة في هذه المعركة أغلبها من المليشيات اللبنانية والعراقية في ظل انهيار قوات النظام في محافظة درعا، والتي بقي كثير منها مجرد هياكل خارجية نتيجة خسائرها المتتالية في معاركها مع قوات المعارضة ونتيجة عمليات الانشقاق أو التنقلات إلى الجبهات المشتعلة في المحافظات الأخرى".

من جهته، يقول قائد الجيش الأول في درعا، العقيد صابر سفر، إنه بعد "حالة التخبط والفوضى التي يعيشها نظام الأسد وقواته، تم تسليم قيادة الفرقتين الخامسة والتاسعة ومقرهما في محافظة درعا إلى عناصر إيرانية، ويقوم هؤلاء بمنع عناصر جيش النظام من الاتصال بأقربائهم".

أما الأمين العام السابق للائتلاف الوطني المعارض نصر الحريري، فقد كتب على صفحته في "فيسبوك": "إن النظام السوري وإيران أدركا حجم الخطر الزاحف إليهما من حوران والجولان والغوطتين، فحشدا قوات كبيرة بقيادة حزب الله اللبناني، مجهزة بكل أنواع السلاح وتُشرف عليها غرفة عمليات إيرانية لبنانية (من دون وجود طرف سوري فيها) ووضع تحت تصرفها أربعة مطارات عسكرية يرأسها قادة مخضرمون من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله".

وأشار إلى أنه تم التوجه بهذه القوات إلى "منطقة التقاء الريف الشمالي الغربي من محافظة درعا مع جنوب القنيطرة في محاولة للسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية وما تحويه من تلال ومواقع مهمة، في مسعى لمنع زحف المقاتلين من الجيش الحر إلى دمشق، إضافة إلى محاولة إعادة السيطرة على تل الحارة الذي يتمتع بأهمية تاريخية وعسكرية واستراتيجية كبيرة جدّاً".

وتوعّد الحريري بأن تكون درعا "مقبرة لهؤلاء"، لكنه وجّه انتقاداً للائتلاف الوطني السوري وأجهزته المختلفة التي تتخلّف كما قال عن مواكبة ما يجري سياسيّاً وإعلاميّاً وإغاثيّاً.

ومن المقرر أن يعقد الائتلاف، يوم غد الجمعة، مؤتمراً صحافيّاً في إسطنبول يتحدث فيه مسؤولون في الائتلاف عن التطورات في دوما بريف دمشق وفي درعا.

المساهمون