اقتحم مئات المستوطنين، ظهر اليوم الاثنين، جبل صبيح في بلدة بيتا، جنوب نابلس، شماليّ الضفة الغربية، يتقدمهم وزراء وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي، خلال ما يصفونها بمسيرة نحو البؤرة الاستيطانية "أفيتار".
وأصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط جبل صبيح، تزامناً مع الاقتحام.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحافي، أن حصيلة الإصابات في مواجهات جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس بلغت حتى الساعة 121 إصابة تعاملت معها طواقمه.
ووفق الهلال الأحمر الفلسطيني، من بين الإصابات اثنتان بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أحدهما صحافي، وقد عولجا ميدانياً، وكذلك أربع إصابات سقوط نتيجة ملاحقة الجنود للشبان، نُقل أحدهم إلى مركز طبي لتلقي العلاج، إضافة إلى 115 حالة اختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
من جانبه، أكد الكاتب مجدي حمايل لـ"العربي الجديد" أن المواجهات العنيفة متواصلة في محيط جبل صبيح، بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أوقع إصابات، فيما استُهدف أيضاً الصحافيون، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وأشار حمايل إلى أن مسؤولين، وأعضاءً في الكنيست، ووزراء بينهم ما يُسمّى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اقتحموا جبل صبيح والبؤرة الاستيطانية المقامة هناك.
#شاهد الآلاف من المستوطنين يشاركون بمسيرة للمطالبة بشرعنة مستوطنة "أفيتار" المقامة على أراضي بلدة بيتا pic.twitter.com/uGxyQSdcGt
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) April 10, 2023
وأكد حمايل أنّ قوات الاحتلال كانت قد استبقت اقتحام المستوطنين باتخاذ إجراءات عسكرية مشددة، حيث اقتحمت محيط الجبل وحولته إلى ثكنة عسكرية، فيما اعتلى القناصة أسطح المنازل القريبة، إضافة إلى إغلاق حاجز زعترة المقام في جنوب نابلس.
وأوضح أنّ الاقتحام يأتي بهدف محاولة شرعنة بؤرة استيطانية أقيمت قبل عامين على قمة جبل صبيح، مشيراً إلى أنّ أهالي البلدة يتصدون اليوم لاقتحام جبل صبيح، لتأكيد رفضهم لعودة المستوطنين إلى الجبل.
ويشارك في المسيرة إلى جانب بن غفير ستة وزراء في الحكومة، على رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المهام الاستراتيجية أوريت ستروك، و20 نائباً من نواب الكنيست، بالإضافة إلى جميع رؤساء مجالس المستوطنات في الضفة، في خطوة تهدف إلى الضغط على الحكومة لتشريع البؤرة الاستيطانية.
وكان موقع صحيفة "هآرتس" قد أكد أنّ المئات من جنود جيش الاحتلال وعناصر شرطته سيشاركون في تأمين المسيرة التي ينظمها مستوطنون، ظهر اليوم الاثنين، إلى البؤرة الاستيطانية "أفيتار" التي دُشنت دون إذن حكومة وجيش الاحتلال على أراضٍ فلسطينية خاصة في جبل صبيح، جنوب مدينة نابلس، شماليّ الضفة الغربية.
وذكر الموقع أنّ قيادة جيش الاحتلال في الضفة الغربية ستخصص كتيبة عسكرية لتأمين المسيرة التي يُرجَّح أن يشارك فيها الآلاف، والتي ستتحرك من الحاجز العسكري المقام بالقرب من قرية زعترة في محيط نابلس، إلى بؤرة "أفيتار".
وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الاثنين، أنّ تنظيم المسيرة يمثل أيضاً احتجاجاً على سلسلة عمليات المقاومة الأخيرة، ومؤشراً للضغط على الحكومة لتشريع البؤر الاستيطانية التي دشنها المستوطنون دون إذن الحكومة والجيش.
من ناحيتها، قالت دانييلا فايس، رئيسة منظمة "نحلاه" الاستيطانية، وإحدى الشخصيات التي بادرت إلى تنظيم المسيرة، إنّ تنظيمها جاء بهدف الضغط على الحكومة "للتحرر من إملاءات الولايات المتحدة وأوروبا".
وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية الرسمية، اليوم الاثنين، حذرت فايس من الأصوات التي تنطلق في اليمين الإسرائيلي للعودة إلى تشكيل حكومات استناداً إلى "دعم العرب أو اليسار".
وقد انتقد نواب من المعارضة تنظيم المسيرة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية، وفي أعقاب سلسلة عمليات المقاومة الأخيرة.
وفي مقابلة مع إذاعة الجيش، صباح اليوم الاثنين، انتقد النائب عن حزب "المعسكر الرسمي" المعارض متان كهانا، توقيت تنظيم المسيرة، مشيراً إلى أنّ تنظيمها يثقل كاهل الجيش والأجهزة الأمنية، في وقت تحاول فيه إحباط تنفيذ مزيد من العمليات في أرجاء الضفة الغربية.