6 أحزاب تركية معارضة تضع خريطة طريق نحو نظام برلماني

28 مارس 2022
تراهن المعارضة على الظهور بشكل منظّم في الانتخابات المقبلة(Getty)
+ الخط -

أقرّ زعماء 6 أحزاب من المعارضة التركية، اليوم الإثنين، إنشاء لجان من أجل تطبيق رؤيتهم المشتركة في الانتقال من النظام الرئاسي الحالي إلى النظام البرلماني المعزز حال فوزها بالانتخابات، والذي توافقت عليه الأحزاب في وقت سابق، وذلك في ثاني اجتماع لهم عقد مساء الأحد.

وعقب اجتماع استغرق قرابة 5 ساعات في أنقرة، أصدر الزعماء بياناً، ضمنوا فيه تفاصيل وقرارات الاجتماع الثاني من نوعه خلال شهر ونصف، لقادة الأحزاب الذين وقعوا أيضاً قبل شهر على رؤية موحدة لنظام حكم جديد في البلاد وتطبيق ذلك في حال تمكُّن المعارضة من الوصول إلى الحكم عبر الانتخابات المنتظرة العام المقبل.

وشارك في القمة التي كانت بضيافة حزب دواء كل من زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، وزعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر، ورئيس حزب السعادة تمل قره موللا أوغلو، ورئيس حزب دواء علي باباجان، ورئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، ورئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال.

وكانت أجندة الاجتماعات قد تضمنت مواضيع منها "بحث ووضع خريطة الطريق من أجل الانتقال إلى النظام البرلماني، ومبادئ وقيم التحالف بين الأحزاب في حال التوافق عليها، والسياسات التي سيتم تطبيقها عقب الانتخابات".
وعقدت القمة الأولى في 12 فبراير/شباط الماضي؛ وفي الـ28 من الشهر ذاته، عقد حفل توقيع الاتفاق على المبادئ. وعقب قمة الأحد، صدر بيان اليوم الإثنين حمل توقيع الزعماء، وجاء فيه أن "الأحزاب تجتمع في توحّد لم يحصل بتاريخ تركيا السياسي مستبعدة الاستقطاب، وعلى محدد التوافق حيث كان الاجتماع اليوم مهما وتم تشكيل لجنة عمل في إطار وضع خريطة طريق للانتقال إلى النظام البرلماني المعزز".

وأضاف البيان: "ناقش القادة التطورات السياسية خلال الشهر الماضي، وتبادلوا وجهات النظر حول مسودة قانون الانتخابات الجديد المعروض على البرلمان، أخيراً، وليعلم الشعب أن الوحدة التي تجمع الأحزاب السياسية لن تؤثر عليها الحيل السياسية، وستتم مواصلة العمل بحزم ضمن انسجام وتوافق".

ولفت المجتمعون إلى "تشكيل لجنة عمل أخرى من أجل تأمين عكس الإرادة الشعبية على البرلمان وتوفير أمن الانتخابات، ونوقشت الأزمة الاقتصادية العميقة في البلاد".

كما تضمن البيان انتقادات لنظام الحكم الرئاسي الحالي وتسببه بالأزمة الاقتصادية، معتبراً أن الحكومة تعمل على سياسة استقطاب واستبعاد وتفرقة.

وعقب اللقاء كتب باباجان على "تويتر"، قائلاً: "استضاف مقر الحزب لقاء سيدخل التاريخ الديمقراطي، وعقدنا اجتماعاً مثمراً مع زعماء الأحزاب الذين توافقنا معهم على مبادئ النظام البرلماني، أشكر زعماء الأحزاب".

بدوره، قال كلجدار أوغلو: "أشكر باباجان وبقية زعماء الأحزاب على الاجتماع الجيد لمناقشة مقترحنا في ما يتعلق بالنظام البرلماني المعزز والمرحلة الانتقالية ونقاش أجندة البلاد".

وتأتي قمة زعماء أحزاب المعارضة بعد أيام قليلة من طرح التحالف الجمهوري الحاكم الذي يضم حزب "العدالة والتنمية"، الذي يترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب الحركة القومية، مشروع قانون الانتخابات الجديد في البرلمان ومن المنتظر اعتماده بعدما مر من اللجنة المختصة بالنظر فيه.

وفي حال اعتماد قانون الانتخابات الجديد، فإن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستعقد بعد مرور عام على الأقل من إقرار التعديلات في البرلمان، حيث من المنتظر انعقاد الانتخابات في يونيو/حزيران من العام المقبل.

ومن الملاحظ في قانون الانتخابات الجديد أنه لن يسمح للأحزاب الصغيرة التي تدخل في تحالفات سوى بالحصول على نسبتها من الأصوات، ومع خفض العتبة البرلمانية إلى 7 في المائة، فإن الأحزاب الصغيرة ستجد صعوبة في الدخول إلى البرلمان رغم التحالف.

وكان يكفي سابقاً في القانون السابق الدخول في تحالف لدخول البرلمان بعد الحصول على أصوات تمكّن الأحزاب من الحصول على مقاعد في البرلمان.

في المقابل، قال وزير الداخلية سليمان صويلو خلال خطاب له: "أقول لكلجدار أوغلو إن كنت صادقا ومؤمنا بالشعب، قل لنا لأي سفارة أرسل نص التوافق الذي كتب في اجتماع الأحزاب الستة، أعلن عن ذلك، وأقول لبقية رؤساء الأحزاب الخمسة الآخرين أن يسألوا كلجدار أوغلو عن السفير الذي نقّح النص الذي تم التوافق عليه".

ومن الواضح أن المعارضة ستواصل رصّ صفوفها إلى حين الانتخابات وعقد قمم مماثلة للوصول إلى رؤية متكاملة تهدف إلى كسب الرأي العام والناخبين، حيث فشلت المعارضة أمام حزب العدالة والتنمية في عدد كبير من الانتخابات منذ العام 2002، وتراهن على الظهور بشكل منظم في الانتخابات المقبلة.

المساهمون