5 تحديات تواجهها حكومة محمد يونس المؤقتة في بنغلادش

10 اغسطس 2024
صورة محمد يونس أمام بنك جرامين في دكا/8 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **التحديات الأمنية والسياسية:** تواجه الحكومة المؤقتة في بنغلادش تحديات كبيرة، منها تحديد دور الجيش وضمان الأمن بعد سقوط رئيسة الوزراء السابقة، وسط مخاوف من تدخل عسكري مستقبلي والعنف ضد الأقليات.

- **التحديات الاقتصادية:** الاضطرابات الأخيرة أضرت بقطاع صناعة الملابس الحيوي، مما يتطلب من الحكومة المؤقتة طمأنة المستثمرين واستعادة الاستقرار الاقتصادي لضمان استمرار النمو وتوزيع مكاسب التنمية بشكل عادل.

- **العودة إلى الديمقراطية:** الحكومة المؤقتة تسعى لإعادة بناء الديمقراطية من خلال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وضمان استقلالية القضاء، ودعوة للوحدة الوطنية والتلاحم بين المواطنين.

تواجه الحكومة المؤقتة التي تشكلت في بنغلادش بقيادة محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام تحديات كبرى، في طليعتها تحديد دور الجيش وتحريك عجلة الاقتصاد، على ما يرى المحللون.

وكلف يونس (84 عاماً)، الخبير الاقتصادي المعروف بإخراج ملايين الأشخاص من الفقر بفضل مصرفه الرائد لتمويل المشاريع الصغيرة، تشكيل الحكومة الانتقالية بعد حل البرلمان وفرار رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة من البلاد، مع سيطرة الجيش على الوضع.

في ما يلي خمس مسائل جوهرية يتعين على الحكومة الجديدة معالجتها:

  • الجيش


ستكون الحكومة الانتقالية بقيادة مدنيين، غير أنه من غير الواضح ما سيكون دور الجيش مستقبلاً. ورأى مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، أن "القادة العسكريين سيؤدون دوراً كبيراً في الإشراف على هذه الحكومة الانتقالية، ولو أنهم لا يتولون رسميا قيادتها".

وإن كانت الحشود احتفلت بإطاحة الشيخة حسينة بعد أسابيع من التظاهرات التي انطلقت حركةً طالبيةً احتجاجاً على نظام الحصص في الوظائف العامة، فإن العسكريين هم الذين قلبوا الوضع. فقرار الجيش عدم الانضمام إلى الشرطة وغيرها من قوات الأمن في قمع التظاهرات بشدة، مبدلا موقفه الموالي تماماً لرئيسة الوزراء، هو الذي تسبب بسقوطها.

وأوضح مايكل كوغلمان أن "الكثيرين في بنغلادش يخشون أن يمنح تشكيل حكومة انتقالية على المدى البعيد الجيش هامشا أكبر لترسيخ دوره". لكنه أضاف أن الجيش يبدو "أقل ميلا بكثير اليوم إلى أداء دور نشط ومحوري في السياسة مما كان قبل عقود".

  • الأمن

قتل أكثر من 400 شخص في المواجهات التي استمرت عدة أسابيع بين المتظاهرين وقوات الأمن. ونددت الشرطة منذ فرار الشيخة حسينة بأعمال انتقامية استهدفت عناصرها وحلفاءها.

وأعربت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والدبلوماسيون العاملين في بنغلادش عن قلقهم حيال الهجمات على الأقليات، لا سيما الأقلية الهندوسية، إذ يعتبرها البعض في الدولة ذات الغالبية المسلمة مناصرة بشدة لرابطة عوامي، حزب رئيسة الوزراء السابقة.

واعتبر سميرتي سينغ من منظمة العفو الدولية أن "المهمة الأولى للحكومة الانتقالية يجب أن تكون ضمان حماية الحق في الحياة وحرية التعبير" و"إيجاد وسيلة لتبديد أي مخاطر بوقوع أعمال عنف جديدة".

من جانبه، قال علي رياض، الخبير السياسي من جامعة ولاية إيلينوي في الولايات المتحدة، إنه في حال ساندت قوات الأمن حكومة تتميز بـ"حياد مثبت"، فإن الوضع "قد يهدأ".

وأعلنت نقابات الشرطة أن أفرادها باشروا إضرابا الثلاثاء إلى حين ضمان أمنهم.

  •  الاقتصاد

بعدما كانت بنغلادش تعدّ من أفقر دول العالم، سجلت منذ 2009 نموا اقتصادياً بمتوسط سنويّ يزيد على 6%، وتخطت الهند عام 2021 على صعيد العائدات للفرد. غير أن مكاسب النمو الاقتصادي لم توزع بصورة متساوية. كما أن الاضطرابات التي هزت البلاد ألحقت ضرراً بقطاع صناعة الملابس إذ تسببت بإغلاق المصانع عند اشتداد أعمال العنف. وأفادت شركة هولا غلوبال لصنع الملابس التي تزود متاجر أميركية كبرى أنها نقلت جزءاً من إنتاجها.

وسيتعين بالتالي على السلطات الجديدة العمل على طمأنة القطاع الذي يعد 3500 مشغل تمثل حوالى 85% من أصل 55 مليار دولار من الصادرات السنوية، في بلد يعدّ ثاني أكبر مصدّر للملابس في العالم من حيث القيمة الإجمالية بعد الصين.

  • انتخابات

وفازت الشيخة حسينة في يناير/كانون الثاني بولاية خامسة في انتخابات غابت عنها أي معارضة حقيقية وجرى التشكيك بنزاهتها. وأوضح توماس كين، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، أنه "إن كانت حركة الاحتجاجات حظيت بدعم واسع، فذلك يعود جزئيا إلى أن البلاد لم تنظم انتخابات تشهد منافسة منذ 15 عاماً".

وتابع: "على الحكومة الانتقالية أن تتولى مهمة إعادة بناء الديمقراطية التي جرى تقويضها بشكل خطير في السنوات الأخيرة في بنغلادش"، لا سيما بوجود معارضة "ضعيفة ومنقسمة".

  • القضاء 

منذ سقوط الشيخة حسينة، عزل قائد الشرطة وجنرال رفيع الرتبة، فيما بدأ إطلاق سراح الموقوفين خلال التظاهرات وبعض المعتقلين السياسيين. وسيطالب العديد من المتظاهرين بمحاكمة الشيخة حسينة التي فرت إلى الهند وحلفائها.

وقال توماس كين، من مجموعة الأزمات الدولية، أنه يتعين على السلطات الجديدة "إجراء تحقيق ذي مصداقية في الأحداث المأسوية التي جرت في الأسابيع الأخيرة".

العودة إلى المسار الديمقراطي

ودعا محمد يونس (84 عاماً)، الحائز على جائزة نوبل للسلام، إلى الوحدة الوطنية والعودة إلى المسار الديمقراطي في بنغلادش بعد إطاحة رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة. جاء ذلك خلال تقديمه العزاء لوالدة الطالب أبو سعيد، الذي قُتل برصاص الشرطة في حادث أشعل الاحتجاجات الحاشدة التي أنهت 15 عاماً من حكم حسينة.

وعاد يونس إلى بنغلادش من أوروبا في وقت سابق هذا الأسبوع ليتولى قيادة إدارة مؤقتة. وأكد في حديثه للصحافيين أن "مسؤوليتنا هي بناء بنغلادش جديدة"، مشدداً على أهمية التلاحم الوطني وعدم التفريق بين المواطنين على أساس الدين.

وشهدت بنغلادش بعد إطاحة حسينة هجمات انتقامية ضد الأقلية الهندوسية، ما أثار قلقاً في الهند المجاورة وداخل البلاد. وناشد يونس المواطنين الهدوء والتكاتف، مؤكداً أن "أبو سعيد الآن في كل منزل. علينا الاقتداء بالطريقة التي تصرف بها. لا فوارق في بنغلادش أبو سعيد".

ودعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى ضمان حماية الأقليات في بنغلادش، فيما يستمر التوتر في الشوارع بعد مقتل أكثر من 450 شخصاً في الاضطرابات الأخيرة، من بينهم عدد كبير من عناصر الشرطة.

يُذكر أن يونس نال جائزة نوبل للسلام عام 2006 لعمله الرائد في تمويل المشاريع الصغيرة، الذي ساهم في إخراج ملايين البنغلادشيين من الفقر. وهو الآن يقود إدارة مؤقتة تهدف إلى تنظيم انتخابات جديدة في غضون بضعة أشهر.

(فرانس برس)

المساهمون