انتقادات لـ"تحذير" قائد الجيش الجزائري للمتظاهرين... ووزارة الدفاع تسحب الكلمة

26 فبراير 2019
نشطاء انتقدوا كلمة الفريق صالح (العربي الجديد)
+ الخط -
سارعت وزارة الدفاع الجزائرية، الثلاثاء، إلى سحب فقرة من الخطاب الذي ألقاه قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، والتي حذر فيها الأطراف الداعية إلى المظاهرات المناوئة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة في انتخابات إبريل/ نيسان المقبل، ووصفها بـ"الجهات المشبوهة".

وطلبت وزارة الدفاع من التلفزيون الرسمي استبدال التقرير الذي بُث في نشرة منتصف النهار على التلفزيون، لتتم إذاعة تقرير مغاير تضمن فقرة أخرى من خطاب قائد أركان الجيش، بحيث أُلغي المقطع المثير للجدل. 

وبالإضافة إلى التلفزيون الرسمي، سحبت وزارة الدفاع الفقرة من البيان الرسمي، بعدما كانت قد نشرتها في وقت سابق على موقعها الرسمي وبالصفحة الرسمية على موقع فيسبوك، كما طلبت من المواقع الموالية للحكومة سحب فيديو الكلمة.  

وكان الفريق أحمد قايد صالح وجّه، في لقاء مع القيادات العسكرية في منطقة تمنراست جنوبي الجزائر، الإثنين، تحذيرات إلى الأطراف الداعية إلى التظاهرات، مضيفاً أنه "يتعيّن الحذر من نداءات مشبوهة" قال إنها "تحاول تعكير صفو الشعب الجزائري التواق إلى العيش في كنف الأمن".

وتساءل المسؤول العسكري: "هل يعقل أن يتم دفع بعض الجزائريين نحو المجهول من خلال نداءات مشبوهة، ظاهرها التغني بالديمقراطية وباطنها جر هؤلاء المغرر بهم إلى مسالك غير آمنة، بل غير مؤمنة العواقب"، مشيراً إلى أن "هذه المسالك لا تؤدي لخدمة مصلحة الجزائر، ولا تحقيق مستقبلها المزدهر".

وحذر قائد الجيش الجزائري من أن "المؤسسة العسكرية لن تقبل أي استعمال للعنف"، وقال "الجيش بحكم المهام الدستورية المخولة له يعتبر أن كل من يدعو إلى العنف بأي طريقة كانت، وتحت أي مبرر، وفي ظل أي ظرف، هو إنسان يجهل أو يتجاهل رغبة الشعب الجزائري العيش في كنف الأمن والأمان".

واعتبر العديد من المعلقين على خطاب قائد الجيش الجزائري أن استعماله كلمة "المغرر بهم" غير موفق، لارتباط العبارة في الخطاب السياسي الجزائري بـ"الإرهابيين التائبين". 


وأثار بث جزء من كلمة قائد أركان الجيش جدلاً واسعاً، إذ اعتبرها نشطاء "استفزازاً للشعب"، وجددوا استعدادهم للرد في المسيرات الشعبية الجمعة المقبلة.

وفيما اعتبر ناشطون في الحراك الشعبي أن تصريحات قائد أركان الجيش "غير مقبولة" في حق المتظاهرين السلميين، قال المحلل السياسي مبروك كاحي لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن وزارة الدفاع وقائد الجيش قدرت لاحقاً أن الخطاب لم يكن موفقاً، وأنه من باب الحكمة وتفويت الفرصة على من يريد الاستثمار في الهفوات، وحتى لا يحسب الموقف على الجيش، تقرر سحب الكلمة".

ويُعرف عن قائد أركان الجيش الجزائري، الذي يشغل منصبه منذ عام 2004، ولاؤه للرئيس بوتفليقة، وإشاداته المستمرة بمنجزات الجيش وتسليحه في عهد الرئيس الحالي.