قُتل 3 أشخاص وأُصيب ستة آخرون في تركيا، اليوم الاثنين، في ضربات صاروخية على قرقميش في ولاية غازي عنتاب، بالقرب من الحدود السورية.
وأكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو مقتل 3 أشخاص في قرقميش، بينهم طفل ومدرّسة.
وأعلن حاكم محافظة غازي عنتاب داود غول، على "تويتر"، أنه "أُطلقت خمس قذائف هاون/صواريخ.. باتجاه مركز قرقميش".
وسقطت القذائف على مدرسة ومنزلين ومنطقة زراعية قرب معبر قرقميش الحدودي.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام تركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان قال إن العمليات العسكرية لبلاده في شمال سورية والعراق لن تقتصر على حملة جوية فحسب، وإن مناقشات ستجرى بشأن مشاركة قوات برية.
وأضاف أردوغان متحدثاً للصحافيين لدى عودته من قطر، بعد مشاركته في حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم، أن هيئة الأركان العامة التركية ووزارة الدفاع ستقرران معاً بشأن مشاركة قوات برية، وذلك وفقاً لما نقلته محطتا "تي.آر.تي" و"سي.إن.إن ترك".
وأطلقت القوات التركية، أمس الأحد، عملية "المخلب-السيف" الجوية، وشنت خلالها غارات عدة في شمالي العراق وسورية، وذلك رداً على التفجير الأخير الذي هزّ منطقة تقسيم، وسط إسطنبول، والذي اتهمت السلطات التركية حزب "العمال الكردستاني" بالوقوف خلفه.
وكانت مواقع متفرقة ومناطق لـ"قسد" والنظام السوري قد تعرضت منذ ليل الأحد الماضي وحتى منتصف الليلة الماضية لقصف جوي وبري تركي أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
وواصلت قوات الجيش التركي قصفها مواقع "قسد" شمالي سورية مستهدفة مواقع في محاور تل رفعت وعين العرب ومنبج في حلب وتل أبيض في الرقة ورأس العين في الحسكة. وطاول القصف أكثر من 20 بلدة وقرية خاضعة لـ"قسد" والنظام السوري. ولم يتبين على الفور وقوع خسائر بشرية جراء القصف التركي اليوم.
وبحسب الإحصاء الرسمي الذي نشرته وسائل إعلام مقربة من "قسد"، بلغ عدد القتلى حتى صباح اليوم 14 شخصا، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف أدى إلى مقتل 19 شخصا من عناصر "قسد" والعاملين في الدوائر التابعة لها.
وأوضح المرصد أن النظام السوري تكبد خسائر بشرية أيضا، حيث قتل 16 من عناصره.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن النظام نقل تعزيزات، اليوم الإثنين، من تل السمن إلى عين عيسى في ريف الرقة الشمالي تضم دبابات وآليات مدرعة.
ولقي القصف التركي، مساء أمس الأحد، ردا من "قسد"، حيث استهدفت موقعا للجيش التركي ضمن الأراضي التركية، ما أدى إلى إصابة ثمانية جنود، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام.
وكانت تركيا قد أصدرت أمس بيانا بالعملية، حيث قالت وزارة الدفاع التركية إنها شنت عملية في سورية والعراق، وأن ضربات جوية طاولت "مواقع للتنظيمات الإرهابية"، وأضافت أنها تأتي في سياق "الدفاع عن النفس".
وكانت القيادة العامّة لـ"قسد" قد توعدت أمس، في بيان لها، بالرد قائلة إنه لن تبقى الهجمات التركية "دون رد، في المكان والزمان المناسبين سنرد، وبشكل قوي ومؤثر عليها".
بنك أهداف
من جانبه، قال قيادي في "الجيش الوطني السوري" الموالي لتركيا إن هناك بنك أهداف محددا جرى استهدافه من خلال الضربات الجوية، مضيفا، في تصريح لـ"العربي الجديد" شريطة عدم كشف هويته: "سيتم الرد مباشرة بالمدفعية والصواريخ على أي تحركات لـ(قسد)".
وأضاف القيادي أنهم رصدوا تحركات لـ"قسد" في محور حربل، شمالي حلب، وتصدوا لمحاولة تسلل باتجاه نقاطهم في خطوط التماس، مشيرا إلى أن "قسد" استهدفت الأراضي التركية من منطقة تل رفعت، وجرى الرد مباشرة على مصادر إطلاق النيران.
بدوره، قال المحلل العسكري السوري عبد الجبار العكيدي إن العملية التركية عملية "نوعية محدودة مؤلمة وموجعة، لها أهداف محددة"، مضيفا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن العملية تستهدف قيادات لـ"حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب".
وأضاف أن بنك أهداف مثل هذه العمليات يشمل "مباني القيادة، والأنفاق، والمراكز، وطرق الإمداد والدعم"، موضحا أن "تأثير الضربات لا يظهر بشكل مباشر، ونحن بحاجة لأيام من أجل أن نرى النتائج ويتم التعرف إلى هوية من قتل وما إذا كان بينهم قياديون مهمون".
وأضاف العكيدي أن "اسم العملية المخلب-السيف له دلالات، ومن المحتمل أن تتبع القصف الجوي لاحقا عمليات إنزال في مواقع محددة لتنفيذ عمليات سريعة وخاطفة ضد قياديين، سواء لتصفيتهم أو اعتقالهم".
وكانت تركيا قد هددت سابقا بتنفيذ عملية عسكرية في سورية ضد تنظيمات تصنفها على لائحة الإرهاب، وهدد الرئيس التركي بأن العمليات "قد تتم في أي وقت وعلى حين غرة".
وكان المتحدث بـ"اسم لواء الشمال الديمقراطي" التابع لـ"قسد" محمود حبيب قد نفى، في حديث لـ"العربي الجديد"، إمكانية وجود عملية عسكرية برية تركية، مؤكدا أن العملية ستقتصر على الضربات الجوية، وأضاف أن "هذه الضربات غير معروف ما إذا كانت قد انتهت أو أنها ستمتد".
واتهم المتحدث تركيا بالتسبب بسقوط ضحايا مدنيين، مشيرا إلى وقوع خسائر بشرية ضمن القوات الأمنية والعسكرية التابعة لـ"قسد"، وطالب واشنطن وموسكو والنظام بالعمل على تطبيق التوافقات المتعلقة بمناطق سيطرة "قسد" ومنع التصعيد من قبل الجانب التركي.
تفجير إسطنبول
وتربط تركيا هجومها على مواقع "قسد" في سورية بتفجير إسطنبول الأخير، حيث تصنف أنقرة "وحدات حماية الشعب"، الجناح العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، كجناح عسكري تابع لحزب "العمال الكردستاني" في سورية، وتتهم تركيا الأخير بالوقوف وراء هجوم إسطنبول.
وكانت تركيا قد أكدت وقوف "العمال الكردستاني" وراء التفجير الذي استهدف شارع الاستقلال في إسطنبول، وأدى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح 81 آخرين، وتوعدت بالرد بعد اعتقال المتهمة بتنفيذ الهجوم أحلام البشير، ومجموعة مرتبطة بها، واتهام آخرين بالضلوع في التفجير، ونسبهم إلى التنظيم المصنف على لوائح الإرهاب.