وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء إنّ الكاظمي التقى، السبت، في مكتبه بالقصر الحكومي، السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، مؤكداً، في بيان، أنّ "رئيس الوزراء العراقي أكد حرصه على إقامة أفضل العلاقات مع إيران وجميع دول الجوار، بما يخدم مصالح الشعبين الجارين والأمن والاستقرار في المنطقة"، مشدداً على أن "العراق لن يكون ممراً أو مقراً للإرهاب، ولا منطلقاً للاعتداء على أية دولة، كما أنه لن يكون ساحة لتصفية الحسابات".
من جهته، هنأ مسجدي الكاظمي بمناسبة نيل حكومته الثقة في البرلمان، مشيراً إلى تطلع بلاده لتطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات.
كما التقى الكاظمي بالسفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، وفقاً لبيان حكومي أوضح أنّ رئيس الوزراء العراقي "أكد على ضرورة التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والاقتصادية، ومواجهة الارهاب، والعمل من أجل حفظ استقرار المنطقة وإبعادها عن المخاطر"، موضحاً أن "العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات، أو الاعتداء على دول جارة أو صديقة".
ونقل البيان عن تولر تأكيده استعداد بلاده لدعم العراق في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية، وتلك المتعلقة بمواجهة جائحة كورونا.
وسبق لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن رحب بنيل الحكومة العراقية الجديدة ثقة البرلمان، مبيناً أن بلاده ستدعم حكومة الكاظمي من أجل العراقيين.
وفي "بادرة حسن نية" أميركية تجاه الحكومة العراقية، قال بومبيو إن واشنطن قررت تمديد الإعفاء الذي يتيح للعراق استيراد الطاقة من إيران 4 أشهر جديدة.
في المقابل، فإن إيران لم تعلن أي موقف رسمي يشير إلى رفضها لحكومة الكاظمي، إلا أن فصائل مسلحة مدعومة من طهران رفضت تأييد الحكومة الجديدة، وأبرزها مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية التي قالت على لسان المتحدث باسمها محمد محيي، في وقت سابق، إن المليشيا تمتلك معلومات وأدلة تشير إلى تواطؤ شخصيات عراقية في مقتل قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، في إشارة إلى الكاظمي الذي سبق أن اتهم من قبل "كتائب حزب الله" بالتعاون مع الأميركيين في عملية اغتيال سليماني والمهندس.
وفي تطور لافت، وجّه رئيس كتلة تحالف "الفتح" (الحشد الشعبي) في البرلمان العراقي، أبرز القوى السياسية الحليفة لإيران في العراق، محمد الغبان، مساء أمس الجمعة، دعوة للولايات المتحدة الأميركية لإعطاء العراق ما وصفه "الأولوية في الدعم والمساندة"، في مؤشر على وجود تغيير واضح في مواقف وصيغة الخطاب الصادر عن حلفاء طهران في بغداد إزاء الوجود الأميركي، والدعوات لإخراج القوات الأميركية من البلاد، والتلويح بالتصعيد.
وتؤكد مصادر سياسية مقربة من الكاظمي أن رئيس الوزراء حريص على إقامة علاقات متوازنة مع الجميع، موضحة لـ"العربي الجديد" أنّ الحكومة الجديدة تتطلع نحو عهد مختلف عن السابق خال من الأزمات.
وبيّنت أنّ لدى الحكومة أولويات داخلية ستعمل بصورة حثيثة على إكمالها، كالتصدي لجائحة كورونا، وضبط الأمن في ظل تكرار هجمات "داعش"، وصولاً إلى الانتخابات المبكرة التي ستمثل نهاية عهد الحكومة الحالية، مؤكدة أن تحقيق هذه الأولويات يتطلب علاقات هادئة ومتوازنة مع الأصدقاء والجيران، وتحديداً أميركا وإيران.