قالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" إن اشتباكات وقعت فجر اليوم في محيط بلدتي كفرنبل والبارة بريف إدلب الجنوبي، بين مقاتلي الفصائل المسلحة وقوات النظام السوري، إثر محاولة الأخيرة التقدم في المنطقة، وترافقت الاشتباكات مع قصف صاروخي مكثف، وسط معلومات عن خسائر بشرية بين طرفي القتال. بينما أعادت القوات الأميركية الانتشار شرق سورية.
وتزامن ذلك مع قصف قوات النظام بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي، دون أنباء عن إصابات.
من جهة أخرى، توصلت القوات التركية والروسية، وبضغط مباشر من "المجلس السرياني العسكري" و"قوات حرس الخابور"، إلى اتفاق بشأن الطريق السريع (ام 4) الذي يربط مدينة تل تمر مع بقية المناطق. وتوصل الجانبان الروسي والتركي إلى اتفاق على فتح الطريق ما بين منبج وتل تمر وبالعكس.
وينص الاتفاق على أن فتح الطريق يبدأ من الساعة 9 صباحاً حتى منبج ومنها الى تل تمر، برفقة الدوريات الروسية لمنع حصول أية هجمات، على أن يبدأ تطبيق الاتفاق اعتباراً من يوم الاثنين المقبل.
في غضون ذلك، دعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في بيان إلى إقامة صلاة العيد على الطريق الدولي "حلب - اللاذقية"، تعبيراً عن غضبهم من مرور الدوريات الروسية التركية على هذا الطريق.
وقال البيان إن الهدف من الدعوة هو تأكيد استمرارية "ثورة الحرية والكرامة، ورفض دخول الاحتلال الروسي إلى أرضنا، والتمسك بكل شبر حرر بالدماء".
وبلغ عدد الدوريات المشتركة التي سيرت على الطريق انطلاقا من قرية الترنبة 12 دورية، وذلك تطبيقا للاتفاق الذي توصل إليه الجانبان التركي والروسي في الخامس من مارس/ آذار الماضي، والذي قضى بوقف كامل لإطلاق النار وجميع العمليات العسكرية في منطقة خفض التصعيد الرابعة، إضافة إلى تسيير دوريات عسكرية مشتركة بين القوات الروسية والتركية على طول الطريق الدولي (ام 4).
ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن سجن محكمة سرمدا الخاضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام" بريف إدلب الشمالي، شهد خلال الساعات الماضية عملية استعصاء، نفذها عشرات المساجين بقضايا "جنايات"، حيث تمكن أكثر من 35 سجيناً من كسر أحد الأبواب والوصول إلى أسلحة رشاشة ضمن أحد الغرف، لتجرى اشتباكات بين المساجين المسلحين وعناصر حرس السجن، في محاولة هروب من قبل المساجين.
ووفق المرصد، فإن محاولة الهروب باءت بالفشل، وانتهت الاشتباكات بعودة المساجين إلى عنابرهم وترك الأسلحة، في حين لا يزال التوتر قائما في السجن، وسط استقدام "تحرير الشام" لتعزيزات إضافية.
إعادة انتشار أميركي
قتلت قيادية في "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شرقي سورية، وذلك بعد مقتل عنصرين وصفا بأنهما من قادة تنظيم "داعش" الإرهابي بعملية مشتركة لـ"قسد" والتحالف الدولي. وتزامن ذلك، مع بدء القوات الأميركية العاملة ضمن إطار التحالف الدولي، استعدادات لإعادة الانتشار في ريف الرقة بعدما انسحبت من غالبية قواعدها بالمنطقة على خلفية الاتفاق مع تركيا في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وقالت مصادر أمنية إن القيادية في "قسد" دادا عيشاني، وهي من جبال قنديل وكانت تشرف على الأعمال القتالية في منطقة ابو راسين شرق رأس العين، قتلت جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتها العسكرية في شارع 60 على طريق البانوراما غرب الحسكة.
كذلك قتل عنصر من قوات "قسد" وأصيب اثنان، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية قرب قرية الرشو على طريق بلدة عامودا شمال الحسكة.
وجاء ذلك، بعد ساعات من الإعلان عن مقتل قياديين اثنين من تنظيم "داعش" في "عملية نوعية لقوات مكافحة الإرهاب التابعة لقسد والتحالف الدولي".
وقالت شبكة "فرات بوست" المحلية إن القتيلين هما أحمد الزاوي (أبو علي البغدادي) المسؤول عن نشر وتبليغ التوجيهات الإرهابية، وأحمد الجغيفي (أبو عمار) المسؤول عن نقل وتأمين الأسلحة والعبوات الناسفة والأفراد في العراق وسورية.
وكانت قوات التحالف الدولي مصحوبة بمليشيا "قسد" قد نفّذت أمس عملية إنزال جوي، على أحد المنازل في حي الشبكة في بلدة الشحيل يؤوي نازحين، ما أسفر عن مقتل شخص يدعى محمد العودة الخالد من أبناء البلدة.
وسبق عملية الإنزال الجوي بساعات قليلة وقوع تفجيرين في مدينة البصيرة شرق دير الزور خلّفا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بينهم أطفال.
في غضون ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأن القوات الأميركية العاملة ضمن إطار التحالف الدولي بدأت خلال الساعات الأخيرة استعدادات لإعادة الانتشار في ريف الرقة بعدما انسحبت من معظم قواعدها بالمنطقة نتيجة الاتفاق مع تركيا والسماح لها بالتمدد على حساب قوات "قسد" بالمنطقة اعتباراً من الشهر العاشر من العام الفائت.
وبحسب المصادر، فإن خبراء من القوات الأميركية قدموا من ريف الحسكة، وزاروا عدة أماكن بأرياف الرقة للمباشرة بإنشاء النقاط الجديدة، إذ اختاروا قريتي الجزرة وعايد غربي الرقة، وحزيمة شمالي الرقة، والكرامة بريف الرقة الشرقي كأماكن مبدئية لإنشاء النقاط الجديدة.
ولفتت المصادر الى أن عملية إنشاء النقاط الأميركية ستبدأ بعد عشرة أيام من وصول المعدات اللوجستية والعسكرية إلى القواعد الأميركية في الحسكة.
وستضم كل نقطة من النقاط الجديدة، بحسب المصادر، جنوداً أميركيين ومترجمين وسيارات دفع رباعي مصفحة للتنقل بالإضافة لعربات مدرعة وأسلحة خفيفة ومتوسطة.