قالت مصادر يمنية إن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، وصل مساء الثلاثاء إلى الرياض، بناء على دعوة وجهتها السعودية للقادة الانفصاليين المدعومين من الإمارات، في مسعى منها لاحتواء التمرد على الحكومة الشرعية بعدن المستمر منذ ثلاثة أسابيع.
وذكرت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن وفد الانتقالي، الذي وصل إلى الرياض قادما من أبوظبي، يتألف أيضا من ناصر الخبجي، وهو كبير المفاوضين بالمجلس والموقّع على اتفاق الرياض، وأعضاء هيئة الرئاسة عبدالرحمن شيخ وعلي الكثيري ومحمد الغيثي.
وتحدث ناشطون سعوديون عن أن الرياض اشترطت استثناء القيادي الانفصالي المثير للجدل هاني بن بريك من قوام الوفد، باعتباره من أكثر المؤججين للتوتر جنوب اليمن، بعد إصدار فتوى تبيح قتل جنود الشرعية، ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من تلك المزاعم.
وتأمل السعودية وضع حد للتمرد الذي أعلنه المجلس الانتقالي، أواخر إبريل الماضي، وإلغاء ما تسمى بـ"الإدارة الذاتية"، التي قام الانفصاليون بموجبها بالاستيلاء على مؤسسات الدولة بالعاصمة المؤقتة عدن ونهب أكثر من 17 مليار ريال يمني.
وتوقعت المصادر أن يتم خلال الزيارة الاتفاق على تنفيذ الشق السياسي في اتفاق الرياض، وذلك بتشكيل حكومة مشتركة بين شمال وجنوب اليمن، ويشارك فيها المجلس الانتقالي بعدد من الحقائب الوزارية، بالإضافة إلى عدد من محافظي المحافظات المحررة من الحوثيين.
وكان هذا هو المطلب الرئيسي للانفصاليين منذ التوقيع على اتفاق الرياض المتعثر في 5 نوفمبر الماضي، ومن المرجح أن السعودية قد أجبرت الحكومة اليمنية، على تقديم تنازلات في آلية تنفيذ الاتفاق، حيث كانت الشرعية تطالب بتنفيذ الشق العسكري أولا قبل الانتقال للجانب السياسي.
ورفض المجلس الانتقالي كافة الدعوات التي وجهتها السعودية له بالتراجع عن خطواته الانقلابية وإعادة الأمور في عدن إلى ما قبل الطوارئ، وتصاعدت حدة الأزمة بين الطرفين باليومين الماضيين عندما اتهم التحالف السعودي حلفاء الإمارات بعرقلة جهود الحكومة اليمنية في تأمين ممرات الملاحة الدولية بعد الهجوم الذي تعرضت له سفينة بريطانية قبالة سواحل المكلا.
وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها الانفصاليون إلى الرياض منذ تشكيل المجلس الانتقالي، حيث كانت الزيارة الأولى في 29 مايو 2017، فيما تمت الزيارة الثانية في 5 نوفمبر الماضي للتوقيع على اتفاق الرياض مع الحكومة الشرعية والذي لا يزال متعثرا حتى اليوم.
وينظر الانفصاليون للاستدعاء بأنه انتصار سياسي، وبأن المجلس الانتقالي أصبح رقما في الساحة اليمنية، حيث زعمت وسائل إعلام تابعة لهم بأن وفد المجلس سيلتقي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لكن وسائل الإعلام السعودية لم تتطرق للزيارة.
ميدانيا، أكدت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، أن جبهات القتال بين القوات الحكومية والانفصاليين في محافظة أبين شهدت هدوءا حذرا منذ صباح أمس الثلاثاء.
وأسفرت المعارك التي اندلعت قبل أسبوع في منطقة "الشيخ سالم" و"قرن الكلاسي" بمحافظة أبين، عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية والانفصاليين وأسر العشرات، ولكن دون تقدم حاسم على الأرض.