العاهل الأردني: ضمّ إسرائيل أجزاء من الضفة سيؤدي لصِدام كبير مع الأردن

15 مايو 2020
العاهل الأردني يحذر من تبعات الخطوة الإسرائيلية (الأناضول)
+ الخط -

حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من إقدام إسرائيل بالفعل على ضم أجزاء من الضفة الغربية في يوليو/ تموز، قائلا إن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع الأردن، مضيفا أن القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته.

وأضاف في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، نشرتها صفحة الديوان الملكي الرسمية، اليوم الجمعة، إن حلّ الدولة الواحدة ما زال مرفوضاً عربيا، متسائلا في هذا الصدد "ماذا سيحصل إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية؟ سنشهد مزيدا من الفوضى والتطرف في المنطقة".

وردا على سؤال حول إمكانية تعلّيق العمل بمعاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، رد العاهل الأردني بالقول: "لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جواً للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات. ونحن نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط".

في سياق متصل، بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الجمعة، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، الخطر الذي سيمثله ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية.

وأكد الصفدي خلال الاتصال، الذي تم قبيل اجتماع لمجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيكون موضوع الضم على أجندته، أن التصدي للضم هو حماية للقانون الدولي وحماية للسلام الذي يشكل ضرورة إقليمية وأوروبية ودولية.

وثمن الصفدي المواقف التي عبر عنها الاتحاد الأوروبي ضد أي قرار بالضم وتمسك الاتحاد بالشرعية الدولية إطارا لتحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين، لافتا إلى مركزية الدور الأوروبي ومحوريته في جهود حل الصراع وتحقيق السلام في المنطقة.

واستعرض الوزيران آفاق العمل المشترك لمواجهة القرار المحتمل والعمل على إطلاق مفاوضات جادة مباشرة وفاعلة لحل الصراع، على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام الشامل والدائم.

وكان الخطر الذي يمثله الضم الموضوع الرئيس الذي بحثه الصفدي مع وزير خارجية قبرص نيكوس كريستوليدوس، قبيل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية الأوروبي اليوم أيضا.

وبحث الوزيران رد الفعل الأوروبي والدولي ضد أي قرار إسرائيلي بضم المستوطنات وغور الأردن وشمال البحر الميت، والذي شدد الصفدي على أنه إن نفذ فسيقتل حل الدولتين وسينسف كل الجهود السلمية.

وشدد الوزيران على أن إطلاق مفاوضات مباشرة وجادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين بات ضرورة أشد إلحاحاً الآن، في ضوء التحديات غير المسبوقة التي تواجهها العملية السلمية.


وحول الواقع الجديد الذي يفرضه انتشار فيروس كورونا الجديد على السياسة العالمية، قال الملك عبد الله الثاني إن "تداعيات مواجهة الفيروس تجلبُ واقعا جديدا يتسم بعدم اليقين، الصحة والأمن الغذائي أصبحا على رأس الأولويات، فمثلا؛ أوروبا لديها أراض زراعية خصبة، وستعمل على تخزين المؤن الغذائية لديها، وهذا قرار مفهوم، ونحن أيضاً بدأنا بالاستثمار بشكل كبير في تخزين القمح، ولدينا مخزون يكفي لعام ونصف العام بشكل مريح، ولكن ماذا بعد؟ في مناطق كثيرة حول العالم، سيكون خطر الموت جوعاً أكبر من خطر الفيروس نفسه".

ولفت إلى أن "العالم الآن ليس مثلما كان عليه قبل جائحة كورونا، علينا جميعاً أن ننظر إلى بعضنا البعض بنظرة مختلفة، فمثلا؛ هناك اتفاقيات للتكامل التجاري بين الساحلين الغربي والشرقي في الولايات المتحدة حتى تتمكّن الولايات من تغطية احتياجاتها من السلع، فما نحتاجه هو ترتيب مماثل على المستوى العالمي".


وأضاف "نحن جميعاً في العالم تحت ضغوطات اقتصادية، وفي الأردن يتلقى اللاجئون نفس الخدمات التعليمية والصحية التي يتلقاها المواطنون، وهذا بالطبع تحدٍ"، مشيرا إلى أن "عمال المياومة هم الأكثر تضرراً، فكيف يمكننا تأمين دخل لهؤلاء الأشخاص إذا ما كان علينا إبقاء الشركات مغلقة في الوقت نفسه؟، ولكن سيكون لدينا ركود اقتصادي لمدة عامين، إذن، سرعة تعافينا في 2020 و2021 تعتمد على إعادة فتح القطاعات بطريقة ذكية".

وقال ملك الأردن إنه ملتزم بقواعد التباعد الاجتماعي، لكنه يتنقل من الشمال إلى الجنوب، ويقوم بزيارات للأجهزة الأمنية"، مشددا على أنه يسعى "لرفع معنويات شعبي، ولم تسجل أية حالات لمدة ثمانية أيام متواصلة الأسبوع الماضي، لقد تمكّنا من السيطرة بسرعة على انتشار الفيروس."


ورأى العاهل الأردني في المقابلة مع "دير شبيغل" أنه "لن تحصل أية دولة في العالم على العلامة الكاملة في إدارة الأزمة، (أما في الأردن) فالحكومة قامت بإغلاق البلاد في وقتٍ مبكرٍ، وتم عزل جميع الذين دخلوا إلى الأردن مباشرةً عبر المطار في فنادق، وفي الوقت ذاته، وجدنا أنفسنا في وضع يسمح لنا بمساعدة الآخرين حول العالم".


وأشار إلى أن العلاقات الأردنية الألمانية في أعلى مستوياتها الآن، وتربط علاقة عمل ممتازة بين البلدين، بما في ذلك التعاون العسكري والأمني، ليخلص إلى أن "ألمانيا تدرك تماماً القرار السليم بشأن القضية الفلسطينية، ونحن حلفاء وأصدقاء فيما يتعلق بهذه القضية ونمضي إلى الأمام".