بعد 3 أشهر على آخر اتصال له بنظيره الإيراني حسن روحاني، عقب اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في ضربة جوية أميركية في بغداد، لحث طهران على عدم الرد عليها، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء اليوم، مكالمة هاتفية مع روحاني، هي الثانية خلال العام الحالي، تناولت عناوين عدة، أبرزها تنسيق الجهود لمكافحة فيروس كورونا، وقناة "إينستكس" المالية الأوروبية التي دُشنت أخيرا، والاتفاق النووي، والعقوبات الأميركية، والأمن في الخليج ومضيق هرمز، والعلاقات الثنائية، وأوضاع العراق.
وفيما يتعلق بمكافحة كورونا الجديد، قال روحاني لنظيره الفرنسي، وفقا لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، إن دول العالم "لن تتمكن من تجاوز هذه الظروف الحساسة من دون التعاون والاستعانة بخبرات وتجارب بعضنا البعض"، مشيرا إلى أن الظروف التي تواجه فيها بلاده هذا المرض "أصعب من بقية الدول بسبب العقوبات" الأميركية، المفروضة على إيران منذ الثامن من أيار/مايو 2018، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
واتهم الرئيس الإيراني الإدارة الأميركية بـ"انتهاك المقررات الدولية وقوانين الصحة العالمية، المقرة عام 2005، من خلال فرض عقوبات ظالمة على إيران"، داعيا إلى أن تشمل مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بشأن وقف إطلاق النار بين أطراف النزاعات في العالم خلال فترة تفشي كورونا، "الحرب الاقتصادية الأميركية ضد إيران". وأضاف "نتوقع من الدول الصديقة الضغط على أميركا في هذه الظروف لرفع العقوبات الظالمة والأحادية".
وانطلاقا من الحديث بشأن العقوبات الأميركية، تطرق روحاني إلى تدشين أوروبا قناة "إينستكس" المالية للتجارة مع إيران، الثلاثاء الماضي، والتي أجرت أول معاملة بعد إرسال سلع طبية غير محظورة إليها، معتبرا أن هذا الإجراء الأوروبي "يمثل خطوة إيجابية لكنها غير كافية". ودعا روحاني نظيره الفرنسي إلى "ألا يقتصر هذا المسار (إينستكس) على السلع الطبية والغذائية، لكن يجب أن نتمكن من خلاله من تأمين جميع احتياجات بلادنا".
ثم تناول أمن الملاحة في الخليج ومضيق هرمز، اللذين شهدا خلال العام الماضي عدة هجمات على ناقلات نفط واحتجاز أخرى، معتبرا أن التعاون بين دول المنطقة "هو الحل الوحيد لتأمين أمن بحر عمان والخليج ومضيق هرمز"، مشددا على أن بلاده "لم ولن ترغب بأي توتر في المنطقة وتسعى إلى إيجاد سلام واستقرار دائمين"، بحسب تعبيره.
وفي هذا السياق، أشار روحاني إلى التطورات الأخيرة في العراق، معتبرا أن "التحركات الأخيرة لأميركا في العراق خطوة خطيرة تضرب أمنه والمنطقة".
بدوره، وصف ماكرون "خطوات تشغيل آلية إينستكس بأنها إيجابية"، معربا عن أمله في أن "تتزايد من خلالها المبادلات الإيرانية الأوروبية، وتسهّل أكثر التعاون المالي الأوروبي مع إيران". كما أكد الرئيس الفرنسي على "ضرورة تعزيز التعاون الثنائي" بين البلدين لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
يشار إلى أن فرنسا كانت قد أطلقت، خلال العام الماضي، حراكا لإنقاذ الاتفاق النووي، وأجرى ماكرون اتصالات مكثفة مع روحاني والرئيس الأميركي دونالد ترامب للوصول إلى حل وسط، لكن جهوده أخفقت في سبتمبر/أيلول 2019، بعد فشله في ترتيب لقاء بين الرئيسين الإيراني والأميركي أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إثر رفض روحاني ذلك.