وأكد وزير الداخلية التونسي هشام المشيشي، في مؤتمر صحافي عقده في وقت لاحق بمقر الوزارة، أن مواد تقليدية الصنع استعملت في التفجير الإرهابي.
وأوضح المشيشي أن "العملية استهدفت دورية أمنية في محيط السفارة وأدت إلى استشهاد الضابط بالإدارة العامة لوحدات التدخل توفيق محمد الميساوي، عمره 52 عاما، وأب لـ3".
وبيّن أن "العملية تدل على تخبط الجماعات الإرهابية وهي عملية بائسة"، مؤكداً أن "4 أمنيين أصيبوا وحالتهم مستقرة"، مشيراً كذلك إلى أن "مواطنة أصيبت وحالتها ليست خطيرة".
وأكد أن "الأبحاث لا تزال جارية لتحديد هوية منفذي العملية ومن ساعد في الهجوم"، مضيفاً أن "وزارة الداخلية تتولى ملاحقة العناصر الإرهابية وتطبيق الأمن العام وهو عمل يومي".
وأوضح شاهد عيان لـ"العربي الجديد"، أنه كان من بين الموظفين بالمؤسسات المقابلة للسفارة الأميركية الذين غادروا محل عملهم إثر سماع دوي التفجير، وقال إنه بمجرد بلوغه مكان التفجير شاهد بقايا أشلاء الانتحاريين، إضافة إلى تصدع واجهات المؤسسات المحاذية لمكان التفجير.
وسارعت القوات الأمنية والإسعاف للتدخل إثر التفجير، وقامت بنقل المصابين وتطويق المنطقة، بينما تولت قوات أمنية وعسكرية تأمين محيط السفارة الأميركية والمؤسسات المحاذية لها وإخلاء موظفيها إلى حين تأكد الشرطة من خلو المنطقة من أي مواد متفجرة. وعهد إلى الفرقة المختصة بالجرائم الإرهابية بالتحقيق في الموضوع من أجل تحديد هوية منفذي الهجوم الانتحاري.
وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للأمن الوطني العميد وليد حكيمة، لـ"العربي الجديد"، إن انفجاراً حصل قرب السفارة الأميركية بتونس، مضيفاً أن وحدات أمنية انتقلت إلى مكان الحادث وباشرت عملها بانتظار مزيد من المعطيات حول طبيعة الانفجار ومن يقف وراءه. وبحسب مشاهد مصورة نقلها شهود عيان من المكان، فإن التفجير كان قوياً.
ورفعت وزارة الداخلية من درجة التأهب والاستعداد لمواجهة أي خطر إرهابي يتهدد البلاد، بالتزامن مع انعقاد المجلس الوزاري بقصر قرطاج برئاسة رئيس الجمهورية، قيس سعيد، لمتابعة تطورات العملية. ولم تتوفر بعد معطيات حول هوية منفذي العملية، أو طبيعة المادة المتفجرة التي تم استعمالها.
بدوره، ندد رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي بالعملية، وقال في تدوينة عبر "فيسبوك": "نندد بالعملية الإرهابية التي استهدفت السفارة الأميركية هذا الصباح ونحمد الله على لطفه وعلى حفظه".
وأضاف: "تونس بوحدتها وأمنها الجمهوري عصية على الإرهاب، ولن تثنينا المؤامرات على مواصلة مسيرتنا الديمقراطية".
وتابع: "عاشت تونس آمنة مطمئنة والخزي لكل المتآمرين".
من جانبها، أكدت السفارة الأميركية بتونس أن فرق الطوارئ بصدد التعامل مع تداعيات التفجير الذي وقع بالقرب من مقرها.
ودعت السفارة، في بيان، إلى ضرورة الابتعاد عن محيطها ومتابعة وسائل الإعلام والتزام التعليمات الأمنية.
وتأتي هذه العملية بالتزامن مع إحياء تونس ذكرى انتصارها على الإرهاب في جنوب البلاد في 7 مارس/ آذار 2016، بعد إحباط القوى الأمنية والعسكرية محاولة لعناصر تابعين لتنظيم "داعش" الإرهابي التوغل في منطقة بن قردان.