تكبدت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في محاور القتال غرب مدينة سرت، أمس السبت، فيما شنت هجوماً واسعاً في محاور جنوب طرابلس، في محاولة لتعويض خسائرها في معارك غرب سرت.
وبحسب مصدر برلماني مقرب من قيادة قوات حفتر، فإن الأخير رفع من درجة الطوارئ في غرفة القيادة الرئيسية في قاعدة في المرج، شرق البلاد، بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها قواته، لا سيما على صعيد القادة.
وبينما لم يُسمِّ بيان قيادة حفتر القتلى مكتفياً بوصفهم رفاق اللواء سالم درياق آمر غرفة عمليات سرت، مشيرة إلى أنهم قُتلوا أثناء غارة جوية على منطقة الوشكة، غرب سرت، تحصل "العربي الجديد" على قائمة بأسماء القادة الذين قضوا خلال الساعات الأخيرة من المعارك الدائرة شرقي أبوقرين، وهم: اللواء سالم درياق آمر غرفة عمليات سرت، ومعاونه العقيد القذافي الفرجاني، العقيد علي سيدا آمر الكتيبة 129 مشاة، موسى الحائل الفرجاني آمر سرية المدفعية بالكتيبة 302 صاعقة، النقيب وليد مجدوب الوافي أحد قادة غرفة عمليات سرت، الرائد وليد الدبار الفرجاني آمر عمليات الوشكة، الملازم عبد الله اشويقي آمر السرية 155 ، صالح حماد القابسي المغربي آمر الكتيبة 302، خالد الكريس الأوجلي آمر الكتيبة 103، النقيب نجمي كريبة آمر الكتيبة 115 مشاة.
وكشفت القائمة التي اطلع عليها "العربي الجديد" سقوط 104 قتلى من مسلحي حفتر، بينهم عشرات المرتزقة الأفارقة، بالإضافة إلى وجود 134 مصاباً نُقلوا إلى أكثر من مركز صحي بين بنغازي وأجدابيا وسرت ورأس لانوف.
وعن الأوضاع الحالية، قال المدني إن الاشتباكات "تجري حالياً على أشدها الآن بين قوات الجيش الليبي ومرتزقة فاغنر في محوري المشروع وصلاح الدين" جنوب طرابلس.
وأكد المدني أن مسلحي حفتر لم يتمكنوا من إحراز أي تقدم، وأن المواجهات لا تزال مستمرة حتى الآن.
وأكد المصدر البرلماني لـ"العربي الجديد" أن حفتر أصدر أوامره بإشعال محاور القتال في جنوب طرابلس لتمكين قواته، غرب مدينة سرت، من ترتيب صفوفها مجدداً وتعيين قادة جدد، مشيراً إلى أن تدخل الطيران المصري، مساء السبت الماضي، ساعد على وقف عمليات تقدم قوات الحكومة التي تمكنت من طرد قوات حفتر من منطقة الوشكة وباتت على مسافة أقل من 100 كم.
من جانب آخر، طالبت غرفة الطوارئ بمدينة مصراتة، مساء اليوم الأحد، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بتحمل كامل المسؤولية لـ"عدم اتخاذه أي خطوات لقطع العلاقات مع الدول الإقليمية الداعمة لمجرم الحرب حفتر".
وحمّل بيان الغرفة المجلس الرئاسي مسؤولية التقصير في دعم الجبهات ومحاور القتال لحسم المعركة، كما طالب البعثة الأممية في ليبيا بضرورة التخلي عن الحياد والوقوف ضد العدوان على المدن والمدنيين.