التحالف يطلب الاطلاع على التحقيق بقصف "التاجي".. وبغداد تعرض صوراً لمنصات صواريخ

14 مارس 2020
العثور على سبع منصات إطلاق صواريخ (العربي الجديد)
+ الخط -
قال مصدر عراقي رفيع المستوى، لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة العراقية تلقت طلباً رسمياً من غرفة عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لإطلاع التحالف على مجريات التحقيقات العراقية التي وعدت بها السلطات في بغداد، بشأن القصف الصاروخي على قاعدة التاجي العسكرية.

وكان قصف صاروخي قد تسبب، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء الماضي، بمقتل ثلاثة من أعضاء التحالف الدولي وإصابة عشرة آخرين في قاعدة التاجي العسكرية، شمالي بغداد. 

يأتي ذلك مع إعلان قيادة عمليات بغداد، صباح اليوم السبت، العثور على مكان إطلاق الصواريخ التي استهدفت قاعدة التاجي وأسفرت عن إصابة عسكريين عراقيين، قالت في بيان منفصل إن اثنين منهم في حالة حرجة.
ووفقا لبيان صدر عن قيادة العمليات العراقية المشتركة، أعلى الإدارات العسكرية في البلاد، فإن القوات الأمنية عثرت على سبع منصات إطلاق داخل مرأب في منطقة أبو عظام، (4 كم جنوب غربي قاعدة التاجي)، كما ألقت القبض على صاحب المرأب والعاملين فيه، فضلاً عن إلقاء القبض على جميع أفراد نقطة التفتيش الأمنية التابعة لقيادة شرطة بغداد وإحالتهم جميعاً للتحقيق، بحسب البيان الذي أُرفق بصور لمنصات الصواريخ.
وتظهر الصور أن منصات الصواريخ محلية الصنع، غير أن الصواريخ التي تمت مصادرتها بدت حديثة ولا تعود إلى ترسانة الجيش العراقي السابق.

وكشف مسؤول عراقي رفيع في مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي يرأسه عادل عبد المهدي، رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن تلقي الحكومة طلباً من التحالف الدولي بشأن التحقيقات التي يجريها العراق لمعرفة المتورطين بقتل أعضاء نشطين في التحالف الدولي بالحرب على الإرهاب. 

وأوضح أن التحالف طالب بإطلاعه على مجريات التحقيق، وأن يكون شفافاً ومستقلاً لضمان معاقبة المتسببين بقتل عناصر محمية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي للعام 2014، المتعلق بالحرب على تنظيم "داعش"، حسب قوله. 

وأضاف أن الاستخبارات العسكرية العراقية تتولى أغلب مجريات التحقيق حالياً، وأن هناك تفاصيل كثيرة لكن أهمها هو تورط قيادات أمنية بتسهيل مرور الصواريخ إلى محيط القاعدة لقصفها. 

وتعرض المعسكر الواقع إلى الشمال من العاصمة بغداد، اليوم السبت، إلى قصف صاروخي، هو الثاني من نوعه في غضون 48 ساعة، بعد أن تم قصفه في ساعة متأخرة من ليل الخميس الماضي بنحو 18 صاروخاً، وتسبب بمقتل جنديين، أميركي وبريطاني، ومتعاقد أميركي مدني، فضلاً عن جرح نحو 10 جنود أميركيين آخرين. 
وردت مقاتلات أميركية على الهجوم بقصف معسكرات لـ"الحشد الشعبي" في بابل وكربلاء والأنبار، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 عراقيين وإصابة 60 آخرين، غالبيتهم من فصائل الحشد الموالية لإيران.

وكانت فصائل مسلحة قد باركت الهجوم الأول على معسكر التاجي، بينما هددت فصائل أخرى بصولة جديدة ستكون لها ضد الأميركيين"، على حد تعبيرها.

وتلتزم الحكومة العراقية الصمت إزاء ما يجري من أحداث متسارعة في البلاد، وتكتفي أحياناً بإصدار بيانات إدانة واستنكار وحديث عن تحقيق لكشف الجهات المتورطة بالقصف، في ظل أزمة خطيرة بدأت تطل برأسها في البلاد.

تداعيات القصف الأميركي على العراق

ووفقا لما يراه النائب عن"تحالف القوى العراقية" رعد الدهلكي، فإن "تداعيات القصف المتبادل ستكون خطيرة على العراق الذي يزج به في أتون حرب بالنيابة"، وقال الدهلكي، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك إصراراً من بعض الجهات الخارجة عن القانون بزج العراق في معركة لا مصلحة له بها، بل سيكون ساحة صراع يشوبها الخراب والدمار من أجل الحفاظ على مصالح دول أخرى".

وأكد أن "هذا العمل التخريبي مرفوض جملة وتفصيلا"، محملا "رئيس الوزراء المكبل أو الممنوع من محاسبة الخارجين عن القانون (عادل عبد المهدي) مسؤولية ذلك"، وداعياً إلى اتخاذ خطوات جريئة لمحاسبة الخارجين عن القانون، ومنع القوات الأجنبية والأميركية من قصف القوات العراقية".

وشدد، بالقول "هذه لعبة نار ستحرق الأخضر واليابس في العراق، الذي يمر بظروف صعبة، سياسية وأمنية واقتصادية وصحية، ولا يمكن له تحمل تبعات تلك المغامرات"، مشيراً إلى أنه "ليس من مصلحة أحد في العراق أن يدفع إلى تلك الحرب، ولكن لمصالح دول خارجية لا مكسب لنا فيها".

ودعا الجميع الى أن "يعي خطورة الأزمة، وتجنيب العراق أن يكون ساحة حرب بالنيابة، في ظل إصرار الجهات التي تتباهى بأنها تعمل لتحقيق أجندات خارجية، والتي عليها أن تذهب خارج العراق وتعمل ما تشاء".

وتوقع النائب عن تحالف الفتح، أحمد الكناني أن "يكون هناك رد أميركي سريع على القصف الذي طاول معسكر التاجي"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "واشنطن قد تستهدف حتى مقار أمنية ومقار تابعة للأحزاب ولن تكتفي باستهداف معسكرات الحشد الشعبي".

وأكد أن "واشنطن انتهكت سيادة العراق لأكثر من مرة، رغم أنه لم يثبت أن الحشد هو الذي يقوم بالقصف، لكن هناك إصراراً من الإدارة الأميركية على قصفه"، معتبراً أن "القصف غير مبرر وينبغي على الحكومة العراقية اتخاذ خطوات للرد على التمادي الأميركي".

وتؤكد فصائل المليشيات استعدادها لمواجهة واشنطن واستمرار قصف معسكراتها، وقال النائب عن كتلة "صادقون"، الجناح السياسي لمليشيا "العصائب"، عدي عواد، إن "هناك فصائل مسلحة أعدت العدة والعدد للمواجهة مع الولايات المتحدة"، مبيناً، في تصريح صحافي، أن "الضربة الأميركية هي نهاية الحرب الباردة بين الاحتلال الأميركي وفصائل المقاومة".

وشدد على أن "بقاء القوات الأميركية في قواعد محصنة لا يحمي جنودها من القتل، وأن واشنطن إذا أرادت حلاً سلمياً فعليها الرضوخ لقرار البرلمان والحكومة بجدولة خروجها من البلاد بالتواصل مع الجهات الرسمية"، مضيفاً أن "القوات الأميركية بعد القرار أصبحت قوات احتلال".

المساهمون