وقال مراسل "العربي الجديد" إن قوات النظام تقدمت في ناحية سراقب، جنوب شرقي إدلب، وسيطرت بعد معارك عنيفة، مع المعارضة والفصائل المسلحة، على قرى البليصة وكويرس والواسطة والمشيرفة وتل الأغر وطويل الحليب والرّاقم وجديدة الخطرة وموقع الكتيبة المهجورة ومجموعة من التلال في محيطها.
وبتلك السيطرة، وسعت قوات النظام من نفوذها في المنطقة الواصلة بين ريفي حلب الجنوبي الغربي وإدلب الجنوبي الشرقي، بالقرب من الطريق الدولي "حلب دمشق".
وكانت قوات النظام قد سيطرت في وقت سابق اليوم على مزيد من القرى والبلدات، من بينها بلدة النيرب الواقعة جنوب غربي سراقب على الطريق الدولي "حلب اللاذقية"، وباتت على بعد أقل من 10 كلم من مدينة إدلب، أكبر مدن شمال غربي سورية.
في غضون ذلك، شن الطيران الحربي الروسي وطيران النظام السوري أكثر من مائة غارة، طاولت مناطق متفرقة في نواحي سراقب وأريحا والطريق الواصل بينهما.
وقال مصدر من الدفاع المدني السوري إن طائرات النظام قصفت مدينة أريحا بأكثر من سبع غارات، مستهدفة المباني السكنية والسوق في المدينة، موقعة قتيلين وأضرارا مادية جسيمة، مشيراً إلى أن المدينة خاوية بشكل تام من السكان، والحركة شبه معدومة بسبب استهداف الطيران الحربي لأي تحرك.
وتسبب استهداف الطيران، خلال اليومين الماضيين، للمدنيين النازحين بمقتل وجرح العشرات جلهم أطفال ونساء، إذ تم استهداف سياراتهم على الطرقات بشكل مباشر من الطيران الروسي.
مدن مدمرة وخاوية
وحالها كحال بقية المدن الكبرى التي يهاجمها النظام السوري، باتت مدينة أريحا خاوية من السكان بشكل شبه كامل باستثناء بعض المدنيين الذين لم يتمكنوا بعد من الخروج منها، في حين باتت مدينة سراقب خاوية بالكامل من أي وجود مدني.
وأوضح الحسن أن الكثير من العائلات خرجت سيراً، ولم تحمل أيا من متاعها خلال اليومين الماضيين، لأن طائرات النظام والطائرات الروسية تستهدف أي حركة للسيارات في المنطقة، لافتا إلى أن التحليق المكثف للطيران يدفع المدنيين الفارين إلى الاختباء لفترات تحت الأشجار، على الطين والوحل، ريثما تختفي الطائرات من السماء.
وتحدث مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد" عن عدم تمكن الفرق من الحركة على الطرقات في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، مشيرا إلى أن مساعدة النازحين في التنقل تتم بعد وصولهم إلى نواحي بنش ومدينة إدلب.
وبدوره ناشد فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان له اليوم، الهيئات والمنظمات والمجتمع الدولي التدخل لوضع حد لهجمات النظام والروس على المنطقة، محذراً من حلول كارثة.
وقال إن الفرق الميدانية تواصل إحصاء النازحين الوافدين من مناطق ريفي إدلب وحلب باتجاه المناطق الآمنة نسبياً في شمال غرب سورية، مع تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية واستمرار القصف الجوي على مناطق عديدة من محافظتي إدلب وحلب.
وأشار إلى الظروف الصعبة التي يعيشها المدنيون، لا سيما مع انخفاض درجات الحرارة واستحالة العثور على منزل أو حتى خيمة، نظراً لموجات النزوح الكبيرة التي وصلت إلى المنطقة خلال الشهرين الماضيين، واكتظاظ المنطقة الحدودية بالنازحين.
وبحسب ما أفاد به الفريق في بيانه، فإن أعداد النازحين من مناطق ريفي إدلب وحلب، خلال الفترة الواقعة بين 16 يناير و02 فبراير 2020، بلغت 309,984 شخصا، وذلك بسبب تواصل العمليات العسكرية من النظام السوري وحلفائه.