وقال مصدر دبلوماسي معني بالملف الليبي، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماعاً موسعاً حضره مسؤولون في جهاز الاستخبارات العامة وعسكريون مصريون، وممثلون عسكريون لحفتر، بالإضافة إلى القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، وهو المستشار الأمني لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، والمشرف على الملف الليبي لدى الإمارات. وتناول الاجتماع إدارة المشهد خلال الفترة المقبلة، عسكرياً، وسياسياً على المستوى الدولي. وأوضح المصدر أنه تمّ خلال الاجتماع تحديد الخطوط العامة التي يجب على ممثلي معسكر شرق ليبيا تناولها، وكذلك عدم تجاوزها، خلال مباحثات اللجنة الأمنية العسكرية "5+5"، التي انطلقت أمس في جنيف برعاية الأمم المتحدة. وتتألف المجموعة من خمسة ضباط عن معسكر حفتر، وخمسة آخرين عن معسكر قوات الوفاق، حددت أسماؤهم سابقاً. وكان من المفترض أن تعقد أول اجتماع لها الأربعاء الماضي قبل أن يتم تأجيله.
كما أشار المصدر إلى أن الاجتماعات تناولت الترتيبات العسكرية على الأرض في محاور القتال حول العاصمة الليبية طرابلس، كاشفاً أنه تمّ تعديل بعض الخطط المتعلقة بتمركزات مليشيات حفتر بثلاثة من المحاور، بعد تزويدها بنوعيات متطورة من الأسلحة التي وصلت أخيراً إلى أيديها.
وبحسب المصدر، فقد تطرق الاجتماع إلى ضرورة تحديد آليات التعامل مع منظومة أسلحة متطورة وصلت أخيراً إلى قوات حكومة الوفاق الليبية من تركيا، مشيراً إلى أن هناك حالة من الاستنفار داخل معسكر حفتر للتوصل إلى مواقع انتشار منظومة دفاع جوي حصلت عليها حكومة طرابلس من أنقرة. وأكد أن الأيام الماضية شهدت تقييداً كبيراً لحركة الطيران القتالي في معركة طرابلس خشية استهدافه، موضحاً أن قوة الدفاع الجوي لقوات الوفاق تعاظمت بشكل كبير خلال الشهر الماضي.
وكشف المصدر أن القاهرة وأبوظبي اضطرتا في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، للدفع بطائرات قتالية متطورة لقصف أهداف عسكرية على مشارف طرابلس، في ظل صعوبة تحليق الطائرات المسيرة، وكذلك المقاتلات الليبية، على ارتفاعات كبيرة.
وأوضح المصدر أن المشاورات بشأن إقناع مصر بدخول قواتها المسلحة للمعركة لا تزال مستمرة من جانب السعودية والإمارات، للإسراع في حسمها وعدم إطالة أمدها، وهو أمر تتمسك القاهرة برفضه إلى الآن. وكشف المصدر أنه بخلاف الحديث عن حزمة مساعدات عسكرية واقتصادية كبيرة لمصر حال موافقتها، فإنه تمّ التطرق لتعويضها بحصة من البترول الليبي لسد احتياجاتها، حال تم إنهاء المعركة وفرض حفتر سيطرته على الوضع برمته في ليبيا، وهو ما يرحب به الأخير، في ظل إبداء كل من الرياض وأبوظبي عدم حاجتهما لنفط ليبيا، مؤكدين أن معركتهما الأساسية هناك مع تيار الإسلام السياسي، وتركيا.
وكشف المصدر عن تسليم قوات حفتر منظومة تشويش متحركة مملوكة للجيش المصري، لمنع تحليق الطيران المسير الداعم لحكومة الوفاق، وشلّ حركته في معركة طرابلس، مؤكداً أنه بالفعل تراجعت بنسبة كبيرة حركة تحليق طيران القوات التابعة للحكومة الليبية المعترف بها.
وكان حفتر قد أكد للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة خلال لقاء جمعهما في بنغازي، السبت الماضي، خضوعه لشروط برلين وترتيبات جنيف، ومشاركة وفد يمثله في اجتماع 5+5، فيما بحث وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق صلاح الدين النمروش، مع وفد أميركي يمثل مؤسسة جونز للاستشارات الأمنية والعسكرية، إصلاح المؤسستين العسكرية والأمنية في البلاد.
وطرح وكيل وزارة الدفاع مع الوفد الأميركي، في اجتماع عُقد أول من أمس في طرابلس، وضم ممثلين عن المؤسستين العسكرية والأمنية، تطوير هذه المؤسسات على أسس علمية وفنية صحيحة، بدون أن يكشف عن تفاصيل تلك المباحثات.