قتلى وجرحى في اشتباكات بالهند بسبب قانون الجنسية تزامناً مع زيارة ترامب

25 فبراير 2020
ترامب: أميركا تحب الهند (الأناضول)
+ الخط -


قتل 7 أشخاص أحدهم رجل شرطة وأُصيب عشرات آخرون، الاثنين، في اشتباكات وقعت في نيودلهي بعد أن تحولت مظاهرات شارك فيها آلاف المؤيدين والمعارضين لقانون الجنسية الجديد إلى أعمال شغب استمرت عدة ساعات قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العاصمة الهندية، نيودلهي، في أول زيارة رسمية للبلاد.

واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان في محاولة تفريق الحشود بينما تبادل الجانبان المؤيد والمعارض للقانون الرشق بالحجارة، وحولا شارعاً عريضاً إلى أرض معركة فرشت بالحجارة، على مسافة 11 ميلاً من مكان محادثات ترامب ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، اليوم الثلاثاء.

وقال مسؤول في الشرطة لـ"رويترز" طالباً عدم نشر اسمه، لأنه غيرمصرح له بالحديث لوسائل الإعلام، إنّ شرطيا قُتل.

وأفادت "الأناضول"، اليوم الثلاثاء، بارتفاع حصيلة ضحايا المظاهرات المناهضة لقانون الجنسية في الهند إلى 7 قتلى، بينما قال مسؤول في مستشفى "جي.تي.بي" في نيودلهي إن أكثر من 35 شخصاً أُصيبوا في الاشتباكات يخضعون للعلاج.

وشاهد مراسل لـ"رويترز" عدداً من العربات المشتعلة وحواجز معدنية تم إسقاطها ودخاناً كثيفاً متصاعداً خلال الاشتباكات.

والعاصمة الهندية مركز للاحتجاجات المناهضة للقانون الذي يمهد الطريق لحصول مقيمين من الدول المجاورة من غير المسلمين على الجنسية الهندية.

وأدى القانون إلى اتهامات لرئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه الهندوسي "بهاراتيا جاناتا" بتقويض التقاليد العلمانية للهند.

وينفي الحزب أي انحياز ضد الأقلية المسلمة التي يبلغ عدد المنتمين إليها 180 مليوناً، لكن المناهضين للقانون يخيمون في عدة مناطق في نيودلهي منذ شهرين.

وأصيب 12 شخصاً على الأقل في العنف، الاثنين، الذي فاقت فيه أعداد المحتجين قوات الشرطة بكثير. وامتدت الاشتباكات مسافة كيلومتر تقريباً على أحد الطرق واستمرت من بعد الظهيرة حتى المساء.

وكان المحتجون منقسمين فيما يبدو على أسس دينية، وسحب بعضهم عاملين في وسائل الإعلام جانباً وسألوهم عن ديانتهم.

وتعد هذه الاشتبكات من أسوأ ما شهدته نيودلهي منذ بدء الاحتجاجات على قانون الجنسية أوائل ديسمبر/كانون الأول.

وجاءت أحدث موجة من العنف بينما بدأ ترامب أول زيارة للهند منذ توليه الرئاسة، وألقى كلمة أمام حشد في ولاية غوجارات موطن مودي.

ترامب: مودي "استثنائي"

وأشاد ترامب برئيس الوزراء الهندي مودي، الإثنين، واصفاً إياه بأنه "زعيم استثنائي" وذلك في خطاب ألقاه أمام تجمع ضخم ضم أكثر من مئة ألف شخص في ملعب جديد للكريكيت في اليوم الأول من زيارته الرسمية التي تستمر يومين.

ومن على منصة أكبر ملعب للكريكت في العالم في أحمد أباد بولاية غوجارات (غرب) في التجمع الذي عقد تحت شعار "تحية لترامب" (ناماستي ترامب باللغة الهندية)، أشاد ترامب ومودي بالعلاقات بين الهند والولايات المتحدة، مشددين على العلاقات الشخصية الجيدة بينهما على الرغم من الخلافات التجارية بين البلدين بسبب السياسة الحمائية التي يتبناها كل منهما.

وقال مودي إنّ "العلاقات بين الهند والولايات المتحدة لم تعد مجرد شراكة كغيرها من الشراكات. إنها علاقة أعمق وأكبر بكثير".

وقال ترامب إنّ "أميركا تحب الهند. أميركا تحترم الهند، وستكون دائما صديقة وفية ومخلصة للشعب الهندي"، مشيداً بالتنوع الثقافي في الدولة الآسيوية العملاقة وبسينما بوليوود ولاعبي الكريكت.

وبعد الخطاب توجه ترامب إلى أغرا، حيث زار تاج محل عند الغروب برفقة زوجته ميلانيا، معلّقا على المعلم الذي بناه في القرن السابع عشر الإمبراطور شاه جهان ضريحاً لزوجته ممتاز محل بالقول "إنه مدهش، حقاً مدهش".

وانتقل بعدها الرئيس الأميركي إلى نيودلهي حيث تُعقد، الثلاثاء، اجتماعات ثنائية بين مسؤولي البلدين لبحث الملفات الثنائية.

وأقام مودي تجمعاً تحت شعار "تحية لترامب" رداً على مهرجان مماثل أقامه الرئيس الأميركي له في هيوستن بولاية تكساس، في سبتمبر/أيلول الماضي، وحمل اسم "هاودي مودي" (تحية لمودي باللهجة المحلية).


الاتفاق التجاري مؤجل 

وكانت مدارج ملعب ساردار باتال ممتلئة عند وصول الزعيمين. وبدأت صفوف الانتظار لدخول الملعب في التشكل منذ الساعة الرابعة صباحاً، لكن حوالي نصف الحاضرين غادروا الملعب قبل أن ينهي ترامب خطابه، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وفق ما قال صحافيون من وكالة "فرانس برس".

وقال الطالب حارس كومار (18 عاماً) لوكالة "فرانس برس"، عند مغادرته الملعب "أعجبنا بمديح ترامب للهند وحديثه عن أهمية العلاقات بين الهند والولايات المتحدة"، وأضاف "نأمل أن يعالج مشاكل مثل التأشيرات"، أما طالب الهندسة ماناف باتال (18 عاماً)، فقال متأسفاً "غادرنا في منتصف خطاب ترامب. كان الجو حاراً جداً. لقد غادر الناس الجالسون أمامنا أيضاً".
وبدأ ترامب الزيارة من غوجارات (غرب) الولاية الثرية ومسقط رأس مهاتما غاندي ومودي الذي حكمها حتى توليه رئاسة الحكومة في هذا البلد الذي بلغ عدد سكانه 1,3 مليار نسمة في 2014.

وحيا آلاف الهنود الرئيس الأميركي عند مرور موكبه متجهاً للمشاركة في التجمع الحاشد، لكن لم تبلغ الأعداد "ملايين" الناس كما توقع قبل زيارته.

وقال ديف خاتري العامل في محل لبيع الهواتف في أحمد أباد وجاء مع أصدقائه للاستماع أساساً للزعيم الهندي، لوكالة "فرانس برس" "نحن سعداء جداً لأن مودي يقود بلدنا، وسعداء بطريقة تنظيمه لهذا الحدث مع ترامب، ستعود علاقته به بالنفع على البلاد".

ومن غير المتوقع أن يتم الإعلان عن اختراقات كبرى خلال زيارة ترامب. ويتواجه البلدان في خلاف تجاري منذ أكثر من عام، لكن لا يبدو أنه تم التوصل لتفاهم حتى الآن، ولن يوقع اتفاق تجاري مهم خلال الزيارة.

وعلى متن الطائرة الرئاسية التي أقلته من أحمد أباد إلى أغرا، أكد الرئيس الأميركي رداً على سؤال حول الاتفاق التجاري أن لا داعي للعجلة. ولا تخفي واشنطن غضبها من الحمائية غير المسبوقة التي تظهرها الهند. ويشتكي الأميركيون من صعوبة دخول الأسواق الهندية.
وصرح ترامب، الأسبوع الماضي، "لا نلقى معاملة جيدة من الهند، لكن من حسن الحظ أنّي أكنّ تقديراً كبيرا لرئيس الوزراء مودي".

والهند حليف استراتيجي للولايات المتحدة في آسيا، اذ تعتبرها واشنطن قوّة توازن ممكنة لصعود الصين في المنطقة.

(الأناضول, رويترز, فرانس برس)