حزب ميركل يقرر سد الفراغ في القيادة... وهؤلاء أبرز المرشحين

25 فبراير 2020
اتخذت الزعيمة الحالية كارنباور قراراً بالاستقالة من منصبها(Getty)
+ الخط -

يبدو أن الإخفاقات المتتالية والأحداث المتسارعة فرضت نفسها على حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، "المسيحي الديمقراطي"، لاتخاذ القرار بعقد مؤتمر استثنائي لانتخاب زعيم جديد للحزب، وذلك بعد أن اتخذت الزعيمة الحالية أنيغريت كرامب-كارنباور قراراً في العاشر من هذا الشهر بالاستقالة من منصبها.

وقررت اللجنة التنفيذية للحزب، أمس الإثنين، بعد اجتماع لها، أن يكون يوم 25 إبريل/ نيسان المقبل موعداً لانتخاب الزعيم الجديد للحزب، على أن يتقدم المرشحون للمنصب خلال هذا الأسبوع، فيما بات واضحا أنه لن يكون هناك اتفاق على شخصية معينة لزعامة الحزب.

وينتظر أن يعلن المرشح الأبرز والمشاكس داخل الحزب، فريدريش ميرز اليوم الثلاثاء عن ترشحه لزعامة الحزب "المسيحي الديمقراطي"، خلال مؤتمر صحافي، فيما أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية نوربرت روتغن ترشحه الأسبوع الماضي.

أما رئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا أرمين لاشيت فعقد العزم على خوض المنافسة، وأعلن صباح اليوم عن ترشحه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زميله وزير الصحة الاتحادي ينس شبان، وبعد الاتفاق بينهما على أن يكون الثاني نائباً للأول في حال فوز لاشيت بزعامة الحزب، علماً أن اسم شبان (39 عاما) كان من بين الأسماء الأربعة التي قيل إنها ستخوض معركة الزعامة مع الثلاثة الآخرين.

وعزا شبان سبب عدم ترشحه إلى أن حزبه "يعاني من أعظم أزمة في تاريخه"، مؤكداً القول إنه "علينا أن نقف معاً أكثر من أي وقت مضى".

من جهة ثانية، برز موقف لافت من الحزب الشقيق لحزب ميركل الحزب "الاجتماعي المسيحي" في بافاريا، إذ أعلن أمينه العام ماركوس بلومه أن حزبه يعتبر من الجيد أن تكون لـ"المسيحي الديمقراطي" خارطة طريق واضحة لكيفية رغبته في انتخاب زعيم جديد له، إنما لا يدعم فكرته من أجل اتخاذ قرار مبكر لمرشح منصب المستشار، وناشد الانتظار حتى العام المقبل.

 وأضاف بلومه في حديث مع صحيفة "ميركور"، أن قرار تعيين مرشح لمنصب المستشار "يتخذ بشأنه القرار بالاشتراك بين شريكي الاتحاد المسيحي، أي المسيحي الديمقراطي وحزبه الاجتماعي المسيحي".

وحسب المعلومات الواردة، فإن "المسيحي الديمقراطي"، وعلى عكس الانتخابات السابقة، لن تكون له مؤتمرات إقليمية هذه المرة، وسيصار إلى اعتماد إجراء منظم للوصول إلى مؤتمر الحزب في نهاية إبريل/ نيسان، لا سيما وأن الأولوية الآن داخل الحزب لتحمل المسؤولية وعدم تجاهل الواقع السياسي، وهذا ما حدا بحزب ميركل لاعتماد انتخابات في غضون ثمانية أسابيع، وعدم الانتظار حتى فصل الصيف أو المؤتمر العام للحزب، لسد الفراغ في القيادة، بعد التطورات الدراماتيكية في ولاية تورينغن وكارثة انتخابات ولاية هامبورغ، حيث لم ينل الحزب سوى 11,2 % من الأصوات.

وتبرز التحليلات أنه وعلى الرغم من تقريب موعد المؤتمر لانتخاب زعيم جديد للحزب يقوده في المرحلة المقبلة، فإن الفترة المقبلة، أي السنة والنصف القادمة، لن تكون سلسة إنما معرضة للمشاكل داخل "المسيحي الديمقراطي"، خصوصاً أن أنغيلا ميركل لا تزال في ديوان المستشارية، لأنه سيكون على الزعيم الجديد والمستشارة التعايش، ولا بد من إمكانية لدمج المكتبين في يد سلطة واحدة، وبعدما ثبت مع كارنباور أن الفصل بين الموقعين لم يثبت نجاعته.

وتبرز هنا التقارير الصحافية المحلية التأييد الذي يلقاه فريدريش ميرز في استطلاعات الرأي، وهو المعروف بعلاقته غير المستقرة مع ميركل، إذ إنه ترك السياسة قبل 18 عاما بسببها وشرد من رئاسة كتلة الحزب عام 2002 وذهب للعمل في شركة بلاك روك الأميركية، التي أعلن أنه سيستقيل منها نهاية مارس/ آذار المقبل.

ومن شبه المؤكد أن "التعاون الجيد" من الصعب تحقيقه بين تلك الشخصيتين، كذلك فإن المرشح الآخر روتغن في وضع غير مريح، أما لاشيت والذي قد يكون الأقرب لميركل فمن الصعب التكهن ما إذا بإمكانه منافسة ميرز، لأن الحزب يبدو في حال من انعدام الثقة وبوادر أزمة وجودية، وبالتالي إن الأحزاب حين تكون في حال من عدم الاستقرار فإنها تتقبل أكثر وعود الخلاص، وهذا ما يبرع به ميرز ويغري الناخبين.

الأهم وفق صحف ألمانية أن لا يتكرر ما حصل مع كارنباور، لا سيما وأن مطالبات تسري داخل الحزب بأن لا يكون هناك زعيم يناكف المستشارة في برلين، وأن يكون هناك التفاف حزبي واضح حول الزعيم الجديد. وعليه، يراهن الحزبيون على استخلاص الدروس المستفادة من الحقبة القصيرة لكارنباور لعدم شرذمة الحزب من الداخل وخسارة حضوره على مساحة البلاد.

 

 

 

دلالات