بدأت قوات النظام السوري بتدعيم وجودها في المناطق التي تقدمت إليها بريف حلب الجنوبي والغربي، تزامناً مع حشد عسكري على محاور ريف إدلب الجنوبي الغربي وريف اللاذقية.
وكانت قوات النظام قد ركزت عملياتها العسكرية، خلال الأسابيع الأخيرة، على محور ريفي حلب الغربي والجنوبي، وسيطرت على كامل الريف الجنوبي ومعظم الريف الغربي، بينما أوقفت عملياتها بشكل شبه كامل على محور ريف إدلب الجنوبي ومحور ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام حشدت على محور الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، كما رصدت تعزيزات على محاور ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وتحديداً على محور معرة النعمان ما يرجح نية قيام النظام بهجوم جديد.
وقد يهدف الهجوم في حال وقوعه إلى استكمال السيطرة على طريق حلب اللاذقية وبالتالي السيطرة على مدن أريحا وجسر الشغور وكفرنبل، وما تبقى من قرى تحت سيطرة المعارضة و"هيئة تحرير الشام" في ريف حماة الشمالي الغربي.
وأشارت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إلى وجود حشود وتحركات على محور ركايا وسجنة الواقع جنوب غرب معرة النعمان، موضحةً أن المعارضة تتوقع هجوماً في ذلك المحور وتستعد للتصدي له.
ووفق المصادر، فإنّ تقدم النظام على طريق حلب اللاذقية يضع المعارضة في ما تبقى من ريف إدلب الجنوبي وأقصى ريف حماة الشمالي الغربي، تحت خطر الحصار وذلك قد يدفع المعارضة مجدداً للانسحاب نحو الشمال.
في غضون ذلك، قالت مصادر من "الجبهة الوطنية للتحرير"، إنّه تم رصد وصول آلية عسكرية لوجستية ومجنزرات إلى جبهات ريف حلب الغربي، حيث تقوم برفع سواتر وبناء دشم وحفر خنادق من أجل تعزيز تمركز قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
كذلك رجحت المصادر، أن تكون عمليات التحصين رداً على التصريحات التركية التي تهدد بشن هجوم على النظام في حال لم تنسحب إلى حدود اتفاق "سوتشي".
وكان رئيس النظام بشار الأسد قد صرح، أمس الاثنين، بأن قواته ستواصل عملياتها في ريفي حلب وإدلب وذلك "بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال" وفق تعبيره.
ويأتي ذلك بينما انتهت، اليوم الثلاثاء، مباحثات بين روسيا وتركيا في العاصمة موسكو حول الوضع في شمال غرب سورية دون الوصول إلى جديد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إنّ تركيا تهدف بشكل رئيسي لعودة الأطراف في إدلب إلى اتفاق "سوتشي".
وأشار إلى أنه "لم تتمخض محادثات موسكو، اليوم، أي نتيجة مرضية حتى الآن، وأن تركيا لم تقبل بالورقة والخريطة المقدمتين لها في هذا الشأن".
ضحايا مدنيون
إلى ذلك، قتل مدني وجرح أربعة آخرين بقصف مدفعي وجوي من قوات النظام السوري على ريفي حلب وإدلب، وفق ما أفاد به الدفاع المدني لـ"العربي الجديد".
وقال مصدر من الدفاع المدني إنّ "قوات النظام قصفت بالمدفعية مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، كما قصفت طائرات النظام بلدة محمبل في ريف إدلب الغربي موقعة جريحاً بين المدنيين".
Facebook Post |
وطاول القصف الجوي بلدة أورم الجوز بالقرب من مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي وعدة مناطق في محيطها مسفراً عن أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وكان القصف من قوات النظام على ريفي حلب وإدلب قد أسفر، أمس، عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين، بحسب ما أفاد الدفاع المدني السوري.
وقال الدفاع المدني إنّ قوات النظام قصفت السوق الشعبي والأحياء السكنية في مدينة الدانا ما أدى إلى مقتل رجل ودمار في ممتلكات المدنيين، كما طاول القصف مدينة أريحا وبلدات نحليا ومصيبين وبسنقول وقرية كفرحايا جنوب إدلب، مشيراً إلى استمرار قوافل النازحين باتجاه الشمال السوري نتيجة استمرار عمليات القصف التي تشنها قوات النظام وبدعم من روسيا.
Facebook Post |
أما في ريف حلب، فقد قتل شخصان وأصيب آخران جراء قصف مدفعي من قوات النظام على مدينة دارة عزة الواقعة على الطريق الواصل بين عفرين وإدلب، كما أصيب شاب نتيجة قصف جوي روسي على قرية السحارة.