وأكد نتنياهو، في مقاله الذي يأتي قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية، أنّ "خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعرض على إسرائيل فرصة تاريخية لن تتكرر للحفاظ على الدولة وحمايتها وتثبيت حدودنا وضمان مستقبلنا".
نتنياهو، الذي اختار نشر مقاله بأسلوب يعرض "الادعاءات" المشوهة ضد الخطة، بحسب زعمه، التي يروج لها خصومه في اليمين واليسار مقابل الحقائق "الجافة"، أكد أن "الخطة خلافاً لادعاءات معارضيها ستؤدي: وللمرة الأولى، من خلال اعتراف أميركي بالسيادة على مقاطعات الوطن، إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الغور ومناطق في الضفة الغربية المحتلة، لكن ذلك يلزم بداية إتمام عملية ترسيم تتم عبر لجنة أميركية ــ إسرائيلية مشتركة، لأن هناك حاجة لترسيم حدود على طول 800 كيلومتر".
واعترف نتنياهو، في مقاله، بأنّ خطة ترامب بالذات لن تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية بل على العكس من ذلك تماما، فهي تفرض شروطاً متشددة على الفلسطينيين مقابل صفقة مستقبلية.
وأضاف أن الخطة "تلزم حدوث تغيير أساسي في المجتمع الفلسطيني وتحويله إلى كيان ديمقراطي"، مشيراً إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان ستحددان ما إذا كان الفلسطينيون قد استوفوا كل الشروط. والشروط كثيرة".
كما اشترط لبدء المفاوضات إيفاء الفلسطينيين بشروط عدّة، أبرزها "وقف فوري لدفع رواتب (لإرهابيين) وعائلاتهم، ووقف كل محاولة للانضمام إلى منظمات دولية من دون موافقة إسرائيل، إلى جانب سحب شكاواهم المقدمة للمحكمة الجنائية الدولية".
ومضى قائلا: "هذه كلها شروط مسبقة على الفلسطينيين استيفاؤها فقط من أجل بدء المفاوضات السياسية. ومن أجل إتمام المفاوضات، عليهم القبول بكل شرط من الشروط التالية: الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، بالإضافة إلى الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، إلى جانب الموافقة على سيطرة إسرائيل الأمنية على كل الأراضي غربي نهر الأردن، في الجو والبحر والماء والبر".
وتابع "من الشروط أيضاً وقف التحريض ضد إسرائيل، بما في ذلك في مناهج التعليم، وكتب التدريس وفي مؤسسات السلطة كافة، كذلك نزع كلي لسلاح غزة وباقي السكان الفلسطينيين، فضلاً عن التنازل كلياً عن حق العودة، ونزع سلاح حماس والجهاد الإسلامي وباقي المنظمات الأخرى، وأخيراً إجراء انتخابات حرة لضمان حرية الصحافة والدفاع عن حقوق الإنسان، والمحافظة على حرية العبادة ومنح مساواة للأقليات الدينية".
ومرة أخرى، كرر نتنياهو في مقالته أن "إسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان ستقرران ما إذا كان الفلسطينيون يستوفون حقاً هذه الشروط، قبل أن يكون ممكناً أصلاً التوصل إلى أي صفقة".
وبيّن نتنياهو أنه حتى في حال التوصل لصفقة مع الفلسطينيين، فإنه في حال لم يلتزم الفلسطينيون بالشرط الأمني المطلوب سيكون من حق إسرائيل أن ترتد على الاتفاق وأن تعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل ذلك.
وأشار إلى أنه "خلافاً لخطط سابقة، فإن إسرائيل تحصل على اعتراف أميركي بحقها" في ما سماه "أجزاء من الوطن" بدون علاقة بموافقة الفلسطينيين أو رفضهم للخطة، بينما يطالب الفلسطينيون بتقديم تنازلات كبيرة فقط من أجل الدخول في المحادثات.
وفيما كانت الخطط والمبادرات السابقة، بحسب نتنياهو، تتحدث انطلاقاً من اعتبار الضفة الغربية أراضي محتلة، فإن الخطة الأميركية ولأول مرة تقترح خطة تعترف "بالعلاقة التاريخية وبحقوقنا الوطنية على أرض إسرائيل، وطننا التوراتي القديم".
وبحسب نتنياهو، فليس صحيحاً القول إنّ الخطة لن تؤثر على الانتخابات ولن تتأثر بها، فالحقيقة هي أن "هذه الانتخابات ستحدد ما إذا كانت إسرائيل ستحقق الفرصة التاريخية أو تضيعها".
وفي الشأن، قال "أنا سأحقق خطة القرن، أما خصومنا السياسيون فسوف يضيعونها. كي نحقق هذه الفرصة التاريخية من أجل أرض إسرائيل، علينا ألا نضيع هذه الفرصة".