أنقرة تضغط على موسكو خلال محادثات ثانية حول إدلب

10 فبراير 2020
فشلت محادثات السبت بين الوفدين التركي والروسي(Getty)
+ الخط -
يجتمع الوفدان التركي والروسي، اليوم الاثنين، مجدداً في أنقرة، بعد اجتماع سابق لهما السبت الفائت، لبحث مستجدات الأوضاع في إدلب السورية، وذلك على وقع تصاعد التهديدات التركية الميدانية وتكثيفها الضغوط السياسية مع زيادة في الحشود العسكرية شمالي سورية.

ورافق بدء لقاء الوفدين حديث عن عمل عسكري لفصائل المعارضة السورية بدعم مدفعي تركي، وتشويش على طائرات النظام، إلى جانب تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، قال فيها إن "الجانب المهم بالنسبة لتركيا، هو وقف إطلاق النار في إدلب وإتاحة الفرصة لعودة النازحين إلى ديارهم".

وذكرت وكالة "الأناضول" أن "العاصمة التركية أنقرة، تستضيف، اليوم الاثنين، جولة جديدة من المحادثات بين الوفدين التركي والروسي، لبحث آخر المستجدات الحاصلة في محافظة إدلب السورية".


وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، سيترأس الوفد التركي مساعد وزير الخارجية سادات أونال، بينما يحضر الوفد الروسي الاجتماع برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي السفير سيرغي فيرشينين، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف.

وتعقيباً على هجوم المعارضة على سراقب والنيرب وفتح خطوط الجبهة مجدداً، وتطورات الاجتماع التركي الروسي، قالت مصادر في وزارة الخارجية التركية، إن "هذا الهجوم لا يعتبر هجوماً للجيش التركي بعد، بل مجرد دعم لفصائل المعارضة، وإنه يأتي ضمن إطار تشديد المفاوضات مع الجانب الروسي، وإيصال رسائل ميدانية وسياسية بالوقت ذاته خلال المفاوضات". وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ "الوفد الروسي موجود في أنقرة، وبدأ بعد الظهر مفاوضات مع الجانب التركي"، مشيرةً إلى أن "الوفد وصل إلى أنقرة على عجل، الليلة الماضية، بعد أن كان مقرراً وصوله في الأيام المقبلة".

وقالت المصادر إن "اليوم يشهد اجتماعات في ظل تشدد تركي، بسبب الوضع المعقد والصعب ميدايناً في إدلب، وسط جدية كبيرة من الجانب التركي وحزم كبير، يلقي بالكرة في ملعب روسيا". وأوضحت أنّ "العملية العسكرية، التي بدأت الاثنين، هي عبارة عن تقديم دعم عسكري للجبهة الوطنية، وتأتي ضمن إطار الضغوط التركية، والتشويش على المروحيات والطائرات التابعة للنظام ليس الأول من نوعه، فالتحرك العسكري هو للفصائل بدعم مدفعي فقط من تركيا".

وشدّدت على أنّه في حال "ردت قوات النظام على القوات التركية، وتسبب ذلك بقتل وإصابة جنود أتراك فسيكون الرد على الهجوم كبيراً هذه المرة، وقد يكون الرد التركي أبعد من الرد على مصادر النيران فقط، بل يمتد لجبهات أخرى تصل إلى مدن وبلدات مهمة تؤثر على النظام"، مبينة أن "كل ما يحدث الآن ميدانياً هو رسائل ضغط في اجتماعات اليوم، وستشمل المباحثات سراقب ومعرة النعمان والمناطق الأخيرة التي تقدم فيها النظام".

وتزامن، مع الهجوم، تصريح لوزير الخارجية التركي في أنقرة، قال فيه "لو تم التوصل إلى اتفاق في الاجتماع الماضي مع الوفد الروسي حول إدلب، لما كانت هناك حاجة لاجتماع اليوم"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه "جرى تبادل وجهات النظر وعرض مقترحات الجانبين خلال اجتماع السبت بين الوفدين التركي والروسي".

وأردف قائلاً: "الرئيس رجب طيب أردوغان أكد مراراً لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن تركيا ستتخذ تدابيرها في حال استمر النظام السوري بهجماته، وكذلك أبلغت نظيري سيرغي لافروف بذلك"، مشددا ًعلى "استحالة الحديث عن المسار السياسي وتفعيل عمل لجنة صياغة الدستور، في ظل استمرار هجمات النظام السوري وتهجير المدنيين وقتلهم". كما لفت إلى احتمال عقد لقاء بين الرئيسين أردوغان وبوتين، في حال فشل اجتماع الوفدين في التوصل إلى اتفاق بشأن الأوضاع في إدلب.

يأتي ذلك في وقت أفادت فيه وسائل إعلام تركية، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، يبدأ، غداً الأربعاء، زيارة إلى أنقرة، ضمن إطار الحراك الدبلوماسي حول التطورات في إدلب، حيث تعتبر هذه الزيارة الثانية خلال فترة قريبة، بعدما زار أنقرة قبل أسابيع، وتصدرت التطورات في إدلب أجندة المباحثات مع الجانب التركي.