قالت مصادر أمنية عراقية، اليوم السبت، إنّ صاروخي "كاتيوشا" سقطا بالتتابع داخل المنطقة الخضراء، على مقربة من السور الخارجي للسفارة الأميركية في بغداد، في وقت دعت فيه "كتائب حزب الله"، القوات العراقية، إلى الابتعاد عن مناطق وجود القوات الأميركية اعتباراً من الأحد.
وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد" أنّ قوات عراقية انتشرت بكثافة عند مداخل المنطقة الخضراء وبالقرب من السفارة الأميركية، فضلاً عن سماع إطلاق صفارات الإنذار في المنطقة الحكومية، مشيرة إلى سقوط صاروخ آخر على أحد المنازل الواقعة في حي الجادرية المجاور للمنطقة الخضراء.
كذلك أفادت المصادر بأنّ 3 صواريخ "كاتيوشا" سقطت على قاعدة "بلد" العسكرية في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد، من دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل بشأن الخسائر التي تسبب فيها القصف، موضحة أنّ القاعدة تضم قوات أميركية مسؤولة عن التدريب وصيانة الطائرات، فضلاً عن مقرات لشركات أميركية.
من جانبه، ذكر التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة أن هجومين وقعا قرب قاعدتين عراقيتين تستضيفان قوات للتحالف، مساء السبت، لكنه أوضح أنهما لم يسفرا عن أي إصابات في صفوفه.
وأضاف التحالف أن الهجومين أصابا مدنيين عراقيين على الأرجح.
وقال الكولونيل مايلز كاجينز في بيان "وقع هجومان بالصواريخ قرب قاعدتين عراقيتين تستضيفان قوات للتحالف في بغداد وبلد، مساء الرابع من يناير/كانون الثاني، ليصل إجمالي الهجمات خلال الشهرين الماضيين إلى 13".
في الأثناء، نقلت وسائل إعلام محلية بياناً لـ"كتائب حزب الله" العراقية حذّرت فيه القوات العراقية من الاقتراب من القوات الأميركية، اعتباراً من مساء الأحد.
وذكر البيان أنّ "على الإخوة في الأجهزة الأمنية العراقية الابتعاد عن قواعد العدو الأميركي لمسافة لا تقل عن ألف متر، ابتداء من مساء يوم غد الأحد".
من جهته، قال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، السبت، إن قوة من الجهاز انتشرت في المنطقة الخضراء وطريق مطار بغداد، من أجل تأمين المنطقتين، نافياً، في بيان، حدوث أي احتكاك مع مليشيا "كتائب حزب الله" خلال تشييع جثماني قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس مليشيات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس.
وتأتي هذه الهجمات بعد ساعات على تهديدات أطلقها قادة مليشيات عراقية توعدت بالانتقام من قتلة سليماني والمهندس.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي قوله إنّ التحالف زاد من مستويات الترتيبات الأمنية والدفاعية بالقرب من القواعد العسكرية التي توجد فيها قوات دولية، بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل سليماني وآخرين. وجاء ذلك بعد أن أعلن التحالف الدولي، في وقت سابق السبت، عن تخفيض عملياته العسكرية في العراق.
وقلل قادة ومسؤولون عراقيون من أهمية تخفيض الدور العسكري للتحالف الدولي في العراق، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، يحيى رسول، إن قوت الأمن العراقية تطورت بشكل كبير ولديها القدرة على ضبط الأوضاع.
كذلك أكّد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، عبد الكريم خلف، أنّ حكومة تصريف الأعمال برئاسة عادل عبد المهدي أصدرت قراراً بتقييد عمل القوات الأميركية في البلاد بعد مقتل سليماني والمهندس، وفتحت تحقيقاً مع طاقم الطائرة التي نقلت سليماني إلى بغداد قبل مقتله.